« أقوى شخصية نسائية عربية » تعرض تجربتها خلال « ملتقى القيادات » في دبي

لبنى القاسمي: المـرأة الإمـاراتية نموذج يحتذى به

مؤسسة دبي للمرأة كرمت لبنى القاسمي في نهاية جلسة «الملتقى». تصوير: أشوك فيرما

قالت الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وزيرة التجارة الخارجية، إن «المرأة الإماراتية حصلت على تقدير عالمي، وشهادات تقدير عالية المستوى، لما وصلت إليه من تقدم على المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وما تقوم به من دور كبير ومؤثر في المسيرة التنموية الإماراتية حتى غدت نموذجاً يحتذى به على المستويات العربية والإسلامية والعالمية»، مضيفة أن «رحلتي الشخصية وتجربتي الغنية التي تمتد لسنوات طويلة، تعد اليوم جزءاً من نجاح المرأة في الإمارات، وجزءاً من التطور الكبير الذي حققته في وطننا في كل مجالات التنمية، فقد تجاوزنا في الإمارات التمييز بين المرأة والرجل».

وعرضت الشيخة لبنى القاسمي في جلسة ملتقى قيادات الإمارات، التي عقدتها مؤسسة دبي للمرأة، صباح أمس، في فندق «غراند حياة» في دبي، كرمت خلالها الشيخة لبنى التي صنّفت، أخيراً، كأقوى شخصية نسائية عربية، وحصلت على المرتبة الـ70 ضمن أقوى الشخصيات النسائية على مستوى العالم، وفقاً للتصنيفات المحددة في قائمة ،2010 لأقوى الشخصيات النسائية في العالم التي تصدرها مجلة «فوربس» الأميركية، عرضت شريط تجاربها المملوء بالدروس والعبر، والذي لم يخل، على حد قولها، من التحديات والصعاب التي ذللها دعم القيادات وتشجيعهم، والإصرار والعزيمة على تحقيق الأهداف والوصول إلى الغايات التي تسهم في بناء الوطن وترفع شأنه في المحافل الدولية والعالمية.

وأشارت الشيخة لبنى القاسمي إلى أن المعيار في الإمارات هو الكفاءة والقدرة والتميّز، والأرقام والمعطيات الكثيرة تثبت صحة هذا الكلام، «إذ وصل تمثيل المرأة في التشكيلة الحكومية أربع وزيرات، وحصلت على حقوقها كاملة في الانتخاب والترشيح في أول انتخابات برلمانية شهدتها البلاد في ديسمبر عام ،2006 ليصبح مجموع النساء في المجلس الوطني بعد تعيينات القيادة تسعاً من أصل 40 عضواً وبنسبة 22.5٪، وهي أيضاً من أعلى نسب تمثيل المرأة في المؤسسات التشريعية في المنطقة. كما تم تعيين ثلاث سفيرات للدولة في الخارج لدى كل من السويد وإسبانيا ومونتينغرو، بالإضافة إلى قنصل عام في مدينة شنغهاي الصينية» مؤكدة أن «مكاسب المرأة الإماراتية لم تتوقف عند هذا الحد، بل وصلت إلى سلك القضاء والنيابة العامة والقوات المسلحـة، وغيرها من المجالات، ومن المؤكد أن هذه المكتسبات لم تأتِ من فراغ، وإنما هي ثمرة جهود كبيرة من قبل الدولة، وحرصها القيادة فيها على إشراك المرأة في مراكز صنع واتخاذ القرار، وفي العملية التنموية بأكملها».

تتويج

http://media.emaratalyoum.com/inline-images/332273.jpgلبنى القاسمي: تجربتي جزء من نجاح المرأة الإماراتية.   

ثمّنت سموّ الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، حرم سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، الاهتمام الذي أولته حكومة الإمارات للمرأة، من خلال إتاحة الفرصة أمامها للقيام بدور محوري في عملية التنمية، ودعت المرأة لتكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقها كشريكة في بناء المجتمع، وباعتبارها جزءاً أساسياً في عملية التحديث والتطوير. وقالت: «يعد اختيار الشيخة لبنى القاسمي ضمن أقوى الشخصيات النسائية عالمياً تتويجاً لكفاح المرأة الإماراتية، فالإنجازات التي حققتها المرأة الإماراتية، إنجازات كمية ونوعية، إذ نجحت المرأة الإماراتية في ترك بصمات واضحة وجلية في جميع المجالات.. ونحن في مؤسسة دبي للمرأة حريصون على دعم هذه المسيرة وإتاحة المجال أمامها لإحراز المزيد من النجاح، وتمكينها من المشاركة الفاعلة في عملية البناء والتطوير التي تشهدها الإمارات».

مراحل

حول حياتها الشخصية التي عرضتها بدءاً من المرحلة الدراسية والجامعية، ومروراً بالمرحلة العملية، ووصولاً إلى توليها الحقيبة الوزارية، قالت الشيخة لبنى القاسمي: «تجربتي منذ مراحل التعليم الأولى وحتى الآن، مملوءة بالدروس والعبر، والمثابرة والإنجازات، لكنها في الوقت ذاته لم تخلُ من التحديات والصعاب، التي تحطمت أمام دعم القيادة وتشجيعهم لي، وأمام الإصرار والعزيمة على تحقيق الأهداف والوصول إلى الغايات التي تسهم في بناء الوطن وترفع شأنه في المحافل الدولية والعالمية، وفي مراحل التعليم الأولى لم أكن أقبل إلا بالمراكز الأولى، وأثرت هذه المرحلة بشكل كبير في بناء شخصيتي، وكسب مجموعـة من القيم والمبادئ يتقدمها الاحترام والتقدير، إلى جانب المثابرة والقناعة والاحترام والتواضع، بعيداً عن الغرور».

أما المرحلة الجامعية فبدأتها الشيخة لبنى القاسمي في بريطانيا بعدما سنحت لها الفرصة أن تبتعث إلى هـذه الدولة، ودرست تخصص تقنية المعلومات، بمكرمة من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، واستكملت مسيرتها بدعم من أشقائها في أميركا، في تخصص علوم وصناعات التكنولوجيا. وبدأت فترة التحدي الحقيقي ومواجهة الصعوبات، في مرحلة العمل، خصوصاً في رحلة البحث عن عمل يتلاءم وطبيعة تخصصها الأكاديمي، فعلى الرغم من حصول الشيخة لبنى على عروض عمل عدة في أميركا، لحصولها على شهادة علوم الحاسب الآلي بتقدير امتياز، فإنها آثرت العودة إلى أرض الوطن والبحث عن عمل، مضيفة: «فضلت العمل في شركة هندية خاصة لتطوير أنظمة الحاسوب، تتلاءم وتخصصي، براتب لا يزيد على 5000 درهم، على العمل في وظيفة حكومية، نظراً إلى وجود مساحة أكبر للتطويـر العملي يتغلب على الإداري في العمل الحكومي، وبدأت مطوّرة لأنظمة الحاسبات، وكنت الفتاة الوحيدة في الشركة، وبعدها انتقلت للعمل في جامعة الإمارات في العين مهندسة نظم معلومات، وآثرت أيضا البعد عن أهلي، سعياً للاندماج في العمل، بسبب شغفي وحبي لتخصصي على الرغم من توافر فرص أخرى في إمارتي الشارقة ودبي».

وعملت أيضاً في تطوير أنظمة التكنولوجيا في سلطة موانئ جبل علي، ومنطقة جبل علي الحرة في دبي، وكانت أول امرأة تتسلم منصباً قيادياً في هذا الميناء، وفيه حصلت على جائزة الموظف الحكومي المميز عام ،1999 إذ كانت المرة الأولى التي تحصـل فيها فتاة على مثل هـذه الجائزة.

مناصب

تابعت الشيخة لبنى القاسمي: «بمكرمة من صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وتأكيد على حرصه الدائم على إبراز التفوّق والطموح لكل إماراتي، قام سموّه بتعيني مدير عام شركة «تجاري دوت كوم»، وكانت المرة الأولى التي تتولى فيها امرأة منصب تأسيس شركة، وكان هدف سموّه أن يبرز دور المرأة وقيادتها في القطاعين الخاص والحكومي، وأن يعطيها الثقة الكاملة والدعم الشامل لتثبت وجودها. وكانت هذه المرحلة الأصعب التي مررت بها»، مشيرة إلى أنها تولت مهام رئاسة الفريق التنفيذي لمبادرة الحكومة الإلكترونية، كما التحقت بالجامعة الأميركية في الشارقة لاستكمال دراسة الماجستير التنفيذي. وكانت مرحلة شاقة دفعتها للتفكير بالتوقف عن الدراسة عدة مرات، لكن تشجيع والدتها وحرصها الشديد لاستكمال دراستها واهتمامها الكبير بحصولها على الشهادة، حفز الشيخة لبنى على استكمال مسيرتها.

وفي عام ،2004 تولت حقيبة وزارة الاقتصاد والتخطيط، وفي 2008 تم تكليفها بحقيبة وزارية جديدة هي وزارة التجارة الخارجية، الأمر الذي شكل مفاجأة كبيرة بالنسبة لها، على حد تعبيرها، و«قبلت التحدي هذا لما لقطاع التجارة الخارجية من دور حيوي ومهم في الاقتصاد الوطني وتنميته وتطوّره».

تويتر