من لاعب كرة قدم إلى عارض أزياء ثم ممثل في مسلسلات بريطانية وفرنسية وأميركية

ظافر العابدين: بلغتنا العربية نعبّر بشكل أصدق

ظافر العابدين: في مصر فرصة الفنان للانتشار عربياً أكثر من غيرها أرشيفية

بدأ لاعب كرة قدم محترفاً لفترة وجيزة، حتى بلغ عمر 23 سنة، حين أبعدته الإصابة عن الملاعب لمدة عامين، ليتجه إلى دراسة علم الحاسوب، بينما كان في الوقت نفسه عارض أزياء في وكالة متروبوليتان (Metropolitan) الباريسية، ثم عمل مساعداً للمخرج المنصف ذويب، لينتقل بعد ذلك إلى لندن لتعلم اللغة الإنجليزية، ثم التحق بكلية برمنغهام للخطابة والدراما، التي تخرج فيها عام 2002، ليبدأ بعد ذلك مسيرته نحو التمثيل.

لا أفكّر في الإنتاج

في الوقت الذي يتجه العديد من الممثلين إلى الإنتاج الشخصي لأعمالهم، فإن هذا الهدف ليس موجوداً حالياً على أجندة العابدين، «لا أفكر حالياً الا بمشروعات التمثيل، لكنني لست ضد فكرة الإنتاج الشخصي بالنسبة لزملائي»، فالممثل، حسب العابدين، «يحاول المضي في طريقه في الصناعة الفنية، ومن الممكن أن البعض يبحث عن شخصية لم تقدم له، فيسعى الى تقديمها على حسابه الشخصي، فجميعنا لدينا طموحات في شخصيات عديدة نحب أن نظهر بها، وأنا شخصياً كنت أحب أن أجرب الأكشن في المسلسلات العربية، وقدمتها في مسلسل (الخروج)».

تلك بدايات رحلة الممثل التونسي ظافر العابدين، الذي لمع نجمه في السنوات الاخيرة، حتى يكاد لا يغادر الشاشة.

العابدين، الذي يستعد الآن لموسم رمضان المقبل بمسلسل «حلاوة الدنيا»، ويتشارك بطولته مع الممثلة التونسية هند صبري في تعاونهما الرابع معاً بعد مسلسلات «مكتوب»، «فيرتيغو» و«إمبراطورية مين»، انتهى أخيراً من تصوير دوره في المسلسل البريطاني «Fearless» للمخرج بيت ترافيس، والمقرر عرضه العام المقبل، وهي ليست التجربة الأولى له على شاشة التلفزيون البريطاني، فقد ظهر سابقاً في مسلسل «دريم تيم» و«سبوك» و«ستريك باك»، وغيرها الكثير.

العابدين، وفي حوار لـ«الإمارات اليوم»، أكد أنه سيطل على جمهوره العربي في رمضان المقبل بمسلسل اجتماعي فيه الكثير من الرومانسية، مؤكداً أنه يضع المشاهد العربي كأولوية ضمن مشروعه الفني.

فبالرغم من مشاركاته في مسلسلات عالمية، حيث ظهر أخيراً في الموسم الخامس من المسلسل الفرنسي «Engrenages» على شبكة «كانال بلاس» والمسلسل الأميركي «Transporter» على شبكة «إتش بي أوه» الكندية وقنوات «تي إن تي»، يؤكد الفنان التونسي، المقيم بين بريطانيا ومصر، أنه مهتم بالجمهور العربي ومهتم بالتواصل معه باستمرار، مضيفاً «نحن بلغتنا العربية نعبر بشكل مختلف، والمفردات لدينا فيها من العمق الكثير، ونستطيع ببساطة أن نوصل الرسالة بشكل أكبر وأعمق عاطفياً»، لذلك يسعى العابدين دائماً للتواجد في أعمال عربية، خصوصاً المصرية، وفي ذلك يقول: «في مصر فرصة الفنان للانتشار عربياً أكثر من غيرها، فنحن تربينا على اللهجة المصرية، وهي لهجة موجودة في كل بيت عربي، لذلك يهمني أن أكون حاضراً في مسلسلات مصرية، خصوصاً في شهر رمضان المبارك، حيث تتجمع العائلة، ونكون جزءاً من حكاياتها عبر ما نقدمه على الشاشة الصغيرة».

«أحب الأكشن»

العابدين الذي لمع جماهيرياً بعد دوره في مسلسل «تحت السيطرة» الى جانب نيللي كريم، قال إنه في وقت عرض مسلسل «تحت السيطرة» كان يشتغل على ثلاث شخصيات في ثلاثة أعمال مختلفة «24 قيراط، أريد رجلاً، تحت السيطرة»، مستدركاً أنها تجربة من الصعب أن يكررها لأنها مرهقة، وحول اذا ما أثر دور منها في باقي الشخصيات التي قدمها قال: «لم أشعر أن شخصيتي في مسلسل تحت السيطرة طغت على باقي شخصياتي في (24 قيراط) أو (أريد رجلاً)، لكن من الواضح ولأن (تحت السيطرة) تم عرضه في شهر رمضان 2015 كان حضوري فيه جماهيرياً أكبر من غيره، مع أنها في العام نفسه وعلى فترات زمنية متقاربة».

العابدين، الذي انتقل بعدها للعمل في مسلسل «الخروج» الذي عرض في شهر رمضان الفائت، يعلق على ذلك بالقول: «أنا أحب أدوار الأكشن كثيراً، ورأيت أنني في هذا العمل سأمارس شغفي بالأكشن، وأعتقد أن دوري نال إعجاب كثيرين»، وعن ما اذا ما كان العابدين يتدخل في اختيار الممثلين الذين يقفون معه في المسلسل، قال: «لا أتدخل أبداً، وأحترم وجهة نظر المخرج في الاختيار، وأنا كممثل أؤدي دوري دون أن يكون لي رأي في أدوار الآخرين، هذه مهنتي وعليّ أن أقدمها بكل حرفية»، مؤكداً في الوقت نفسه «من الطبيعي أن ينتبه المشاهدون الى ما يسمى بالكيمياء بين الممثلين، وهذا شيء ليس له علاقة بالتمثيل، لكن هذا لا يعني الانتقاص من قدرة أي ممثل آخر، لأن الكيمياء يشعر بها المشاهد قبل أن يشعر بها الممثل نفسه»، مضيفاً «أنا شخصياً أراجع نفسي كثيراً بعد عرض أي عمل أشارك فيه، وأقول لو أنني فعلت كذا وكذا، لكن المشاهدين لا يدركون الظروف الصعبة التي نمر بها أثناء التصوير، خصوصاً تصوير مسلسلات شهر رمضان».

بعيداً عن تونس

العابدين لا ينكر أنه مقلّ في الظهور في الأعمال التونسية، سواء تلفزيونياً أو سينمائياً، وهو يدرك أن السينما التونسية تحديداً في أوج ألقها، وعن هذا يقول: «المسألة ليست لها علاقة بعمل تونسي أو مصري أو أجنبي، المسألة دائماً تكمن في النص المقدم، توجد أدوار لا تصلح لي حسب مخرجين، وتوجد نصوص أنا أقوم برفضها لأنها لا تتناسب معي»، مؤكداً «ظهرت في (ذاكرة الجسد) للمخرج نجدت أنزور في شخصية خليل، وظهرت في المسلسل التونسي (مكتوب) للمخرج سامي الفهري، وسينمائياً تنوعت بين تونسي ومصري وأجنبي»، فالقصة بالنسبة له ليس في بلد الإنتاج، بل بالنص الذي يستفزه.

ولا يمانع العابدين في الظهور في أدوار بسيطة على أن تكون مؤثرة، وطول الفيلم وقصره لا يعنيه بقدر الشخصية والسيناريو المكتوب لأجلها، مشيراً الى أن هند صبري شاركت في فيلم فلسطيني قصير اسمه «الببغاء»، كما المخرج التونسي الكبير نوري بوزيد الذي ظهر كبطل لفيلم «خلينا هكا خير» الذي فاز بأفضل فيلم قصير في الدورة 13 من مهرجان دبي السينمائي للمخرج مهدي البرصاوي، وعلي سليمان الممثل الفلسطيني العالمي شارك أيضاً في فيلم قصير اسمه «خمس أولاد وعجل»، مؤكداً «لست من النوع الذي يبحث عن بطولات مطلقة أبداً».

تويتر