إقبال على الفعاليات بسوق القطارة في العين

مهرجان الحِرف يحتفي بأنامل الماضي

صورة

حظيت فعاليات مهرجان الحرف والصناعات التقليدية، الذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة حتى السابع من الشهر الجاري، في سوق القطارة التراثي في واحة القطارة بمدينة العين، بإقبال جماهيري لافت.

ويلتف الزوار يومياً عند مدخل المهرجان حول الفرق الشعبية التي تقدم عروضها ورقصاتها الشهيرة، وسط أجواء احتفالية مملوءة بالبهجة ومعايشة مظاهر الماضي، إذ تتبادل فرق العيالة واليولة عروضها الشيقة، ويرتجل أعضاء الفرقة بعض الأشعار التي تعكس طبيعة وأسلوب الحياة التي يعيشها أبناء المنطقة، وكذلك يقدم الشباب عروض اليولة وغيرها التي يتفاعل معها الجمهور.

أنشطة وعروض

تتضمن الفعاليات الكثير من الأنشطة التفاعلية وورش العمل والعروض الحية التي تناسب الزوار بمختلف أعمارهم واهتماماتهم، إذ يتيح المهرجان للصغار الاستمتاع في أجواء حافلة بالمتعة من خلال المشاركة في العديد من ورش العمل التي ينظمها مركز القطارة للفنون في سوق القطارة ضمن فعاليات المهرجان.

ويحرص المشاركون على إبراز تراث الإمارات والحفاظ عليه، من خلال الإصرار على المشاركة بهذه العروض في كل الفعاليات والمهرجانات التي تقام من أجل ترسيخها في نفوس الأجيال الشابة ونقلها إليهم.

كما يخصص المهرجان أجنحة خاصة للحرفيين والحرفيات في ورش العمل الحية المقامة مباشرة في موقع المهرجان، مثل ورشة صناعة الفخار التقليدي، إضافة إلى الحرف المتعلقة بالصناعات النسائية، مثل الخوص والتلي والسدو. وتجتذب ورشة صناعة الفخار الزوار من أبناء الإمارات من الجيل الجديد والسياح.

وتهدف الورشة إلى استمرارية الحفاظ على هذه المهنة والحرفة التقليدية التي عرفها الإماراتيون منذ آلاف السنين، واعتبرت مهنة يدوية تراثية، ومن خلال هذا الركن الخاص في المهرجان تسعى الهيئة إلى تشجيع الحرفيين على ممارستها وإعطائها طابعاً سياحياً تسويقياً مميزاً.

ويبرز المهرجان الكثير من صور التراث الإماراتي بمختلف بيئاته، والذي يتجسد في العادات والتقاليد والحرف والمهن التي تناقلتها الأجيال، وتشمل هذه الحرف عدداً من الأجنحة، من بينها قسم الحرفيات الإماراتيات اللاتي يعملن على صناعة الخوص والتلي والسدو، فضلاً عن جناح المحال الشعبية التي تبيع المنتجات الإماراتية القديمة والحديثة؛ مثل العطور والعسل الإماراتي والتمور وغيرها.

ويوجد جناح مخصص لصناعة السدو التي تعد إحدى أبرز الحرف التقليدية الإماراتية، وتعكس غنى التراث، وهي حرفة صعبة بحاجة لتوافق حركي بين أنامل اليد والبصر لتمييزالأشكال والألوان.

وفي ورشة التلي تبرز الحرفية وقد وضعت أمامها «الكاجوجة» وتلف عليها خيوط القطن، مستعيدةً من خلالها ماضي الأجداد باستخدام التلي في تزيين الملابس، ومؤكدة أنها تمارس هذا العمل بمحبة، للمساهمة في نشر الموروث الشعبي بين أوساط الشباب والأجيال.

كما يمكن للزوار تعلم طريقة «التلي»، وهو نوع من التطريز يصنع باستخدام خيوط ملونة مجدولة، ويستخدم عادة في تزيين الجزء الأعلى من الثوب والأكمام من اللباس التقليدي للمرأة الإماراتية.

بينما تتيح حرفيات الخوص للزوار فرصة التعرف عن قرب إلى هذه المهنة.

وقال رئيس قسم الحرف والمنتجات التقليدية في الهيئة، سعيد حمد الكعبي «لقد استطاعت الورش جذب الزوار، احتفاءً بالثقافة الإماراتية وتقاليدها، إذ يمنح المهرجان زواره مساحة لتذوق المأكولات الشعبية، والتجول بين كل بيئاته، وحضور ورش العمل وغيرها من الفعاليات المخصصة للكبار والصغار».

وأضاف أن هذا الحرص من أفراد المجتمع على زيارة المهرجان يجعل الحرفيات يعملن على إبراز قيمة هذه الصناعات وأهميتها للأسرة، فالمرأة الإماراتية كانت تمتهن هذه الحرف وتخيط ملابس الأسرة.

تويتر