حبة رطب باللونين الأحمر والأصفر من منتجات جزيرة زركوه

«ليوا».. احتفال بهيج بتراث الإماراتيين

صورة

يأتي جناح صوغة في مهرجان ليوا للرطب 2015، المقام حالياً في مدينة ليوا، والذي يستمر إلى 30 يوليو، بصورة تعكس الحفاوة البالغة التي يحتفي بها أهل الإمارات بتراثهم الغني والجميل بكل ما هو ثمين وأصيل.

وقالت مريم محمد عبدالله الحمادي، المشرفة على مشروع صوغة «مشاركتنا هذا العام، وفي كل عام، أتت لتقول إنّ التراث الإماراتي حاضر بقوة، طالما هناك من أبناء هذا الوطن من يتمسكون بتقاليده، ويحفظون تاريخه، ويمارسون بحب حرفه اليدوية الضاربة بجذورها في تاريخ ممارساتهم اليومية، وهذه الرسالة يؤكدها بوضوح جناح مبادرة (صوغة) التابعة لصندوق خليفة لتطوير المشروعات المتوسطة والصغيرة».

«صحة» عيادة مجانية

تقدم مستشفيات الغربية التابعة لشركة أبوظبي للخدمات الصحية (صحة)، خلال مهرجان ليوا للرطب، العديد من الخدمات الصحية المجانية، والأنشطة الفاعلة، لنشر الأمن الصحي بين الزوار والمشاركين، وتأتي انطلاقاً من حرص إدارتها على الوجود في كل الفعاليات المجتمعية التي تقام في المنطقة الغربية، بهدف الوصول إلى الجمهور، لنشر الثقافة الصحية، حيث تم تزويد الجناح بأجهزة لفحص السكري، وجهاز خاص يقيس معدل الطول والضغط، ومعدل تراكم الدهون في جسم الإنسان.

وأنشأت إدارة مستشفيات الغربية عيادة ضمن المهرجان، تقدم خلالها الخدمات الصحية المجانية للمشاركين والزوار أثناء المهرجان، حيث تم تزويدها بخدمات الطوارئ، إضافة إلى طاقم طبي وممرضين وصيادلة، وإلى جانب مشاركتها في تقديم الخدمات الصحية، تقدم مستشفيات الغربية أنشطة تفاعلية وبرامج تثقيفية.

«بينونة التعليمي»

يشارك مجمع بينونة التعليمي في مدينة زايد، التابع لمركز أبوظبي للتعليم والتدريب المهني، ضمن فعاليات المهرجان في دورته العاشرة، حيث يقدّم جناح مجمع بينونة التعليمي المعلومات الوافية عن دوره في تحفيز التنمية واستدامة التعليم المهني في المنطقة الغربية.

ويسهم مجمع بينونة التعليمي في رفد المجتمع الإماراتي بالكفاءات والكوادر الوطنية المتقدمة بمختلف التخصصات الصناعية والهندسية المطلوبة في سوق العمل المتطور، وجاءت مناهجه وتخصصاته بما يتواءم مع حاجة سوق العمل، وهو قائم على الرؤية السديدة للقيادة الرشيدة في ما يتعلق بالارتقاء بالعملية التعليمية التقنية والمهنية.

وتقول مريم إن «مبادرة (صوغة) تهدف إلى تحديث التراث الإماراتي، ودمجه في المجتمع، وإيجاد فرصة مناسبة له للمنافسة في الأسواق، لهذا بحثنا عن رجال ونساء يمتلكون مهارات وحرفاً يدوية، وألحقناهم بورش تدريبية تزودهم بالكثير من المعلومات الخاصة بالتصنيع والتسويق وغيرها».

وأشارت مريم إلى أن هذا هو ما ننشده للمحافظة على الحرف التراثية، وتوارثها جيلاً بعد الآخر، وذلك من خلال الوصول بأصحابها إلى مرحلة التسويق، وتحقيق أرباح مادية معقولة تشجعهم على الاستمرار. وعن المكاسب التي تحققها المبادرة من وراء المشاركة في مهرجان ليوا للرطب، تقول مريم «إنها فائدة مزدوجة، فمن ناحية نحقق عوائد مادية للمشاركات، ومن ناحية أخرى نساعد على دمج السيدات في المجتمع الإماراتي، والتأكيد على كونهن يمتلكن طاقات منتجة يجب تشجيعها».

وختمت بالقول «نحن نوجد في كل مهرجان تراثي، لأن هدفنا تجديد التراث، وإعادة إحيائه، وبث روح المحافظة عليه في نفوس الأجيال، كما أننا من خلال مشاركتنا نعود بالفائدة على العاملات في هذا المشروع».

ويعرض جناح «صوغة» العديد من المنتجات، منها «مقلمة يتم فيها وضع بعض الأقلام المدرسية للأطفال، كما أنها تستعمل لدى الشباب لوضع المواخ بها، كما يوجد في الجناح شنط وعلب لوضع المكسرات، وغطاء كان يوضع سابقاً على أدوات الإنارة للتخفيف من حدة النور، إلى جانب شنط مصنوعة من الجلد فقط، ومزركشة بخيوط، وهي يدوية الصنع، وكتاب جلدي، وهو الأكثر مبيعاً».

إلى ذلك، شهد جناح «أدنوك» في مهرجان ليوا للرطب، خصوصاً القسم الذي يعرض منتجات جزيرة زركوه، حبة رطب تحمل اللونين الأحمر والأصفر، وهي المرة الأولى التي يظهر فيها هذا النوع من الرطب.

وقال المهندس عبدالحميد المرزوقي، مشرف الخدمات في شركة زادكو «كعادتنا كل يومين نطلب إرسال الرطب الطازج والفواكه لعرضها في المهرجان، وتعريف الزوار بمنتوجات جزيرة زركوه، وعندما أحضر العامل الرطب كان قد اكتشف وجود هذه الحبة، وهي من نوع (مبسلي)».

وتابع المرزوقي «يتميز إنتاج جزيرة زركوه من التمور والرطب بجودة نوعيته، وكبر حجمه، وقد فزنا سنوات متتالية بجائزة أكبر حبة رطب من صنف (العنبرة)، حيث يبلغ متوسط طول الثمرة من هذا الصنف نحو خمسة سنتمترات، وإن مشاركة (أدنوك) ومجموعة شركاتها راعياً رسمياً لهذا الحدث السنوي بإنتاج جزيرة زركوه من الرطب والتمور، يأتي ترجمة للاهتمام الذي توليه القيادة الرشيدة للدولة بالزراعة عموماً وزراعة النخيل خصوصاً».

وحول إنتاج جزيرة زركوه من التمور، قال المهندس عبدالحميد المرزوقي، إن «إدارة الشركة تولي اهتماماً كبيراً بزارعة النخيل، وزيادة المساحات الخضراء في جزيرتي زركوه وارزنة، تلبية لحركة النهضة الزراعية التي أطلقها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأكمل مسيرتها ودعمها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، عبر زيادة عدد أشجار النخيل، وتحسين إنتاجها».

وكشف المرزوقي عن أن الجزيرة توجد بها مسطحات خضراء كبيرة، تعادل نسبة 25% من مساحة الجزيرة، كما توجد بها أشجار المانجو، والليمون البلدي، والبرتقال، والرمان، والتين، والجوافة، والسدر، إلى جانب إنتاجها بعض الخضراوات، مثل الطماطم العضوي، الذي يتميز بصغر حجمه وجودة طعمه، والبطيخ، والشمام.

وأضاف أن جزيرة زركوه تضم أيضاً حديقة الشيخ خليفة، وواحة الشيخ محمد بن زايد الزراعية، ومحمية الشيخ زايد، كما توجد بها حديقة للحيوانات تضم مجموعة كبيرة من الغزلان، والوعل، والنعام، والطاؤوس، وأعداداً كبيرة من الحيوانات الأخرى، منوهاً بأن جميع حيوانات الحديقة تعيش في ظروف طبيعية، وتتوافر لها خدمات بيطرية، ومرافق رعاية شاملة.

وقال إن إدارة شركة زادكو، عملاً بسياسة «أدنوك» ومجموعة شركاتها، حريصة على حماية البيئة، والمحافظة عليها، من خلال زيادة المساحات الخضراء، حيث تمت خلال الأعوام الماضية زراعة أكثر من 70 ألف شتلة قرم، وتستخدم الشركة الطرق الحديثة للري، وتحرص على زيادة أشجار النخيل، لما تمثله ثمارها من أهمية في وجدان مواطني الإمارات، كما لدى زادكو قسم خاص يختص بحماية البيئة، وإنشاء الحدائق والمساحات الخضراء، وزيادة الأشجار المثمرة وغير المثمرة، وقد بلغ إنتاج الجزيرة في العام الماضي خمسة أطنان من الرطب تقريباً، وخمسة أطنان من التمور.

وأكد المهندس المرزوقي أن الحجم الكبير والمتميز لإنتاج الجزيرة يرجع إلى اتباع برنامج ري مناسب، وتقليل عدد العذوق، مع توفير بيئة زراعية صحية، خالية من الآفات، إضافة إلى الانتظام في الخدمات الزراعية من ري وتسميد في المواعيد المحددة، مؤكداً أن جميع الأسمدة المستخدمة أسمدة عضوية، يتم تصنيعها من المخلفات الزراعية، ومخلفات المطاعم، وتخلط بنسب محددة، موضحاً أن جميع الأسمدة المنتجة في الجزيرة تم إخضاعها للتحليل والفحص في مختبرات، وثبت احتواؤها على بعض المكونات والعناصر الغذائية، لافتاً إلى أن جزيرة زركوه حققت اكتفاءً ذاتياً من الأسمدة، وقد أقيمت في زركوه مرافق الحياة الحديثة التي تلبي كل الاحتياجات لأكثر من 3000 موظف يعملون في الجزيرة.

ولفت المرزوقي «لقد بدأنا باستخدام جهاز جديد لكشف آفات سوسة النخيل بالبصمة الوراثية، إذ إن الجهاز فريد، وحصل على براعة اختراع، وجائزة الشيخ خليفة للنخيل، وأيضاً تم توضيف التكنولوجيا الحديثة باستيراد جهاز مصيدة للحشرات من كوريا، واستخدامه في آفات النخيل، وهو يعمل بالطاقة الشمسية، وفريد من نوعه، ومشاركة زركوه سنوياً تعتبر الفرصة الأمثل لإبراز النجاحات التي تحققها بحوث ودراسات زراعات النخيل وصناعات الرطب والتمور، ما يسمح لأصحاب هذه النجاحات بتحقيق الحظ الأوفر بعرض وتبادل المعلومات مع الحضور.

ويشارك «مصنع أبوظبي للأسمدة العضوية»، أحد استثمارات «بلدية مدينة أبوظبي» في فعاليات مهرجان ليوا للرطب في دورته الحالية، وقال المهندس محمد خطاب، مشرف فرع ليوا».

وأضاف «يتم استهلاك الأسمدة محلياً، وهذا يصب في خدمة الخطط الزراعية الوطنية التي تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي، وتعد هذه المنتجات منافسة في الأسواق المحلية»، مشيراً إلى أن وجود المصنع يؤكد على ضرورة المحافظة على البيئة بكل أنواعها من مختلف أشكال التلوث، مع توفير الدعم والمساندة لعمليات التنمية الزراعية.

تويتر