جلسة حوارية جمعت بين فناني ملتقى «التشكيــل» ونخبة من المثقفين

«تغريدات ملــوّنة» في «ندوة الثقافة والعــلوم» أيضاً

لقطة تجمع نخبة من فناني «ملتـــقى دبي التشكيلي» المكرّمين من أسرة ندوة الثقافة والعلوم. من المصدر

استقطبت مناسبة اختيار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، شخصية العام الثقافية في جائزة «زايد للكتاب» جل مناقشات المشاركين، في الجلسة الحوارية التي استضافتها ندوة الثقافة العلوم في دبي، للمشاركين في ملتقى دبي التشكيلي الدولي، الذي ينظمه مركز راشد للمعاقين في مقره بمنطقة البرشا بدبي، بعنوان «تغريدات ملونة».

مريم عثمان: جهد جماعي

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/04/297110.jpg

قالت مديرة مركز راشد للمعاقين، مريم عثمان، إن إطلاق ملتقى دبي التشكيلي، سواء في دورته الأولى أو الثانية، ليس محصلة جهد مؤسسة وحيدة، بل عمل سعى إلى إنجازه وتعزيز نجاحه العديد من المؤسسات.

وأحالت عثمان تحديداً إلى مبادرة الأديب عبدالغفار حسين، في وقت مبكر للغاية، في دعم المركز، ومنها في أول معرض خيري يخصص ريعه لأطفال المركز في تسعينات القرن الماضي وغيرها، مشيرة إلى أن «مركز راشد للمعاقين استطاع أن يستمر، وتبرز مساهماته الفعّالة من خلال مثل هذه الأيادي البيضاء التي تمد لأبنائه». ورأت عثمان أن مجال العمل الإنساني بفضل القيادة الرشيدة التي توليه عناية خاصة، أصبح في علاقته بسائر مؤسسات المجتمع، بمثابة مثال يحتذى في المنطقة، بعد أن كان العاملون في إطاره يعانون بشكل كبير، في مرحلة سابقة.

وقامت مريم عثمان بتكريم جانب من أسرة ندوة الثقافة والعلوم، ممثلة في كل من عبدالغفار حسين، وبلال البدور، وعلي عبيد، وليلى سعيد، وكلثم سيف، وفهمي عبدالهادي.

ومن فكرة «التغريدات الملونة»، التي يعتزم الملتقى تنفيذها بريشات نحو 21 فناناً مشاركاً في الملتقى، هدفها صياغة أعمال تشكيلية مستوحاة من تغريدات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وتطرقت الجلسة عبر كلمات المتحدثين الرئيسين فيها إلى عدد من الظواهر البارزة في المشهد الثقافي والفني في دبي خصوصاً، الذي يقف وراءه قائد مثقف.

وبعيداً عن ألوانهم التي تركوها في بهو «راشد للمعاقين»، جاء فنانو الملتقى، على اختلاف لغاتهم، ليتشاركوا مع نخبة من المثقفين وأسرة الندوة، حواراً وأفكاراً تتعلق بالمشاركة المجتمعية والمؤسساتية لفئة ذوي الإعاقة، وهي المشاركة التي تجلت وأثمرت مشروعات عدة عبر مسيرة المركز، التي توجت في أحدها بتنظيم هذا الملتقى الدولي، الذي يجمع فنانين من مختلف قارات العالم.

وقال نائب رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم بلال البدور، إن اختيار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ليكون سموه الشخصية الثقافية المكرمة بجائزة الشيخ زايد بن سلطان للكتاب، يأتي في سياق تقديم سموه أفكاراً تحمل رؤى خلاقة ومبدعة، وهذا ما لمسناه من خلال كتابي «رؤيتي» و«ومضات من فكر»، في حين أن «الجائزة» تأتي بمثابة وعاء لهذا الفكر.

وتابع البدور: «الأفكار التي طرحها سموه تمثل في مجملها رؤية قائد له نظرته في الحياة، ولم تخل من النظرة الإنسانية للمجتمع، لذلك فإن اختيار مركز راشد للمعاقين لجانب من تغريدات سموه، لتكون محط إلهام تشكيلي للفنانين المشاركين ستسهم في التحليق بها لآفاق مختلفة، وهنا تتجلى ثنائية الفكر والجمال، الذي يحتفي بهما التشكيل».

وتوقف البدور عند أهمية وجود شراكات تبنى وتترسخ بين مؤسسات المجتمع، التي يجب أن تعمل بانسجام لخدمة جميع شرائحه، وهو ما يترجم في هذه البادرة المتمثلة في ملتقى دبي التشيلي، من خلال جهود مركز يعنى بالأساس بفئة ذوي الإعاقة، مشيراً إلى أن هذا الانسجام يتواكب أيضاً مع حقيقة أن الإمارات أصبحت حاضنة ليس فقط للفنون على اختلاف أجناسها، بل للعلوم أيضاً، لافتاً إلى مشروع مسبار الفضاء الإماراتي، الذي يعد للانطلاق نحو المريخ، بمتابعة حثيثة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

«سياسي مثقف»، هي العبارة التي استهلَّ بها الأديب عبدالغفار حسين، كلمته في الجلسة الحوارية، مشيراً إلى أن تشريف سموه للقب شخصية العام الثقافية يأتي في سياق هذه الفرادة، مضيفاً: «هذا تماماً ما يحتاجه العالم العربي في ضوء التحديات الجمة التي تواجه هويته».

وأعرب عبدالغفار حسين عن شكره لمركز راشد للمعاقين على هذه البادرة، التي تنم عن وعي مجتمعي وثقافي، إضافة إلى الجهد الرئيس الذي يقدمه المركز، في إطار تقديم الرعاية للأطفال من ذوي الإعاقة.

«الثقافة والفنون للجميع»، هو ما اعتبره الأديب علي عبيد العنوان الأهم في مبادرة مركز راشد لرعاية المعاقين بتنظيم الملتقى التشكيلي، مضيفاً: «إقامة هذا الملتقى في مركز راشد، من دون شك، تضع شريحة كانت غائبة عن ممارسة الفعل الثقافي والفني في قلب إبداعاتهن، وهو امر ينسجم مع الروح الثقافية والإبداعية السائدة في الإمارات عموماً، ودبي خصوصاً». وأضاف: «الفن لغة عالمية ينفعل بها الجميع، ويفهم شيفراتها، وهنا تجربة لا تفرق بين الأسوياء، وسواهم من ذوي الإعاقة في التعاطي مع الفن، من خلال التشكيل اللوني، لذلك فإن مختلف المؤسسات وفي مقدمتها الإعلامية، مطالبة بتقديم كل الدعم لهذه التجربة».

الفعل التكريمي أيضاً كان حاضراً في ختام الملتقى، حيث قامت مريم عثمان بتكريم أسرة ندوة الثقافة والعلوم، ممثلة في كل من عبدالغفار حسين، وبلال البدور، وعلي عبيد، وليلى سعيد، وكلثم سيف، وفهمي عبدالهادي.

تويتر