مسلسل تراثي يسعى للحاق بالموسم الرمضاني

«حارش وارش».. الخليج متوحد على «شاشة أبوظبي»

صورة

الجمع بين مختلف دول الخليج العربي هو السمة البارزة لمسلسل «حارش وارش» الذي يجرى تصويره حالياً في إحدى المزارع على طريق الشارقة ــ رأس الخيمة، تمهيداً لعرضه في شهر رمضان المقبل على شاشة تلفزيون أبوظبي، الذي يسعى للاحتفاء بحياة أهل الخليج من خلال بث «حارش وارش» ضمن الدورة البرامجية الجديدة للشهر الفضيل انسجاماً مع استراتيجية تلفزيون أبوظبي الهادفة لاستقطاب أفضل الإنتاجات الإماراتية والخليجية خلال رمضان، إضافة إلى الدورات البرامجية الأخرى على مدار العام.

فنانون

يجمع المسلسل عدداً من الفنانين الخليجيين البارزين، منهم حسن البلام وعبدالناصر درويش وأحمد العونان وخليل إبراهيم وميس قمر وفوز الشطي وسلطان الفرج ومبارك المانع وفهد البناي ومحمد رمضان وصوغة، إضافة إلى بلال عبدالله وفاطمة جاسم ومروى راتب وريم عبدالله، ويخرج العمل عباس اليوسفي. ويقوم البلام بشخصية «حارش»، وهي شخصية محورية ذكية وبسيطة وشجاعة، يحب ابنة المختار وتدور بينه وبينها حكايات حول هذا الحب الممنوع وكيف يوصل إليها رسائله وكيف يتنكر ليدخل بيت المختار ليقابلها. ويعمل حارش في بيع قدور الطبخ ويقدم لوظيفة حكومية هو وأخوه قرب دكان كبير التجار.

أما «وارش»، فهو شخص غريب الأطوار يتباهى دائماً بماضي عائلته ويتخذ قرارات غريبة، كما أنّه سريع الغضب وكثير الاستعراض، ويحب خادمة الخاتون لجمالها، لكنّه لا يستطيع أن يتزوج خادمة وهو ابن الأصول والحسب والنسب، فيحاول أن يحبها بعيداً عن الناس.


ألف ليلة وليلة

تدور أحداث المسلسل على طريقة «ألف ليلة وليلة» في مدينة بسيطة مشكلتها أنها عادية جداً؛ ويريد القائمون عليها أن تقفز بهم من حال لأخرى عبر طرق مختلفة، فمرّة يحفرون بحثاً عن الذهب ومرة يحاولون الترويج للسياحة. وتبدأ الحكاية عندما يعود البطلان حارش ووارش من رحلة سفر طويلة إلى الصين تنفيذاً لرغبة والدهما، الذي أوصاهما بالذهاب إلى هناك لتعلم الفنون القتالية. ويصل الاثنان إلى المدينة ليكتشفا أن المختار قد وضع مكافأة كبيرة لمن يكتشف شيئاً في هذه المدينة ينقلها من مدينة مغمورة إلى مدينة مشهورة، وطبعاً تعقد آمال كبيرة على القادمين من الصين لمعرفتهم بأمور البلدان نتيجة سفرهم الطويل.

وبعرضه لـ«حارش وارش» الذي يؤصل لفكرة أن الخليج متوحد؛ يواصل تلفزيون أبوظبي تركيزه على تقديم أعمال تعكس هموم وقضايا المجتمعات الخليجية بشكل عام، آخذاً في الاعتبار الرسالة البناءة التي تسهم في ارتقاء المجتمع والمحافظة على قيمه، إذ يقدم العمل جرعة من الكوميديا الاجتماعية التراثية بقلم الكاتب سفيان عبدالإله، في إطار مشوق لا يتقيّد بزمان ولا مكان، وطرح جديد للمحتوى الكوميدي والأسلوب الضاحك.

ويلقي المخرج عباس اليوسفي المزيد من الضوء على العمل، موضحاً أن المسلسل تراثي خليجي، لكنه لا ينتمي لبيئة معينة، فهو يجمع بين عناصر من الإمارات والعراق والكويت والبحرين والسعودية وغيرها من دول الخليج، إذ يسعى فريق عمل من البداية لتقديم عمل مختلف ويتميز بمستوى فني عال.

وأشار اليوسفي إلى أن المسلسل يعد أول، وربما آخر مسلسل، يصور بمعدات عالية الجودة، إذ استخدمت في التصوير أربع كاميرات «ريد دراجون»، وهي كاميرات عالية الجودة، تتيح الحصول على نتيجة فنية رائعة، كما أن توفير مثل هذه الكاميرات يمثل حدثاً فريداً في تصوير الأعمال الدرامية، خصوصاً الكوميدية التي قد تجد اهتماماً أقل من غيرها من قبل المنتجين.

وذكر اليوسفي أن اختيار الفنانين المشاركين في العمل جاء بالتعاون مع الفنان حسن البلام، وكان هناك توجه لمشاركة فنانين من مختلف دول الخليج، والاعتماد على الشباب بدرجة كبيرة.

من جانبه؛ توجه الفنان حسن البلام بالشكر للمسؤولين في تلفزيون أبوظبي لمنحهم الثقة لإنتاج هذا العمل، بعد أن رفضت إنتاجه تلفزيونات خليجية أخرى، ووضعه على خريطة الدراما الرمضانية. وقال إن المسلسل يقوم على فكرة أن «الخليج واحد ومتوحد»، وأن العلاقات بين أبناء الخليج لا تقف أمامها حدود أو حواجز، لذا لم يحدد في العمل مكان وزمان للأحداث التي تدور في «فريج» تعيش فيه شخصيات من مختلف دول الخليج، وكل ممثل يتحدث بلهجته، وحتى الأزياء والإكسسوارات تمثل خليطاً يعبر عن مختلف دول المنطقة، بينما تمت الاستعانة بمدير تصوير إسباني.

وأوضح البلام، وهو صاحب فكرة العمل مع الفنان ناصر درويش، أن «حارش وارش» يأتي ضمن سلسلة قدماها معاً، وتحمل أسماء تراثية قديمة، و«حارش وارش» تعني «بدون لف أو دوران». وأضاف «لا نقدم عملاً توثيقياً بقدر ما نقدم فاكهة جميلة للجمهور عقب الإفطار، فالعمل توليفة يجمع بين السياسة والرومانسية والخير والشر. كما يتميز العمل بالجمع بين أمور تبدو متناقضة لكنها تخلق أجواء من الكوميديا، فرغم الأجواء التي توحي بفترة الخمسينات، يمكن أن يمسك أحدهم بهاتف محمول، والإضاءة نستخدم فيها الفوانيس القديمة وكذلك المصابيح». وأشار إلى أن المكان الذي يصور فيه هو مزرعة للفنان الإماراتي أحمد الجسمي، الذي وضعها تحت تصرفهم في تعبير واضح على التعاون الكبير بين الفنانين في الخليج، وأجرى مهندس الديكور محمد بوحميد تغييرات كبيرة على المكان، فتم بناء مكتب وسجن وقسم شرطة.

وعن أدوارهم في العمل تحدث فنانون مشاركون لـ«الإمارات اليوم»؛ وأوضح الفنان عبدالناصر درويش، الذي يعود للتعاون مع البلام بعد غياب خمس سنوات، أنه يؤدي دور «وارش» شقيق «حارش» الأصغر وهو شخص غير متوازن ويحمل توجهات غير سوية، وهو مصدر المشكلات التي يقع فيها الأخوان.

بينما أشار الفنان خليل إبراهيم، من العراق، إلى أنه يقوم بدور «آمر الحرس» أو المسؤول عن الأمن في الفريج، معبراً عن سعادته بالعمل مع فريق المسلسل، خصوصاً حسن البلام وعبدالناصر درويش؛ وهما من أعمدة الفن في الخليج العربي.

ويلعب الفنان الكويتي محمد رمضان الشخصية الرومانسية في المسلسل، إذ يعيش قصة حب يجمع فيها بين الكوميديا والرومانسية، وهو العمل الثالث الذي يتعاون فيه مع البلام بعد مسلسلي «أبوالملايين» و«العافور».

بينما يقوم الفنان فهد البناي، من الكويت، بشخصية «محمود» المثقف الذي تربطه علاقة صداقة مع أحد الشقيقين. وقال إن «حارش وارش» هو العمل الأول من نوعه الذي يقدمه في مجال الدراما، معرباً عن سعادته باهتمام القائمين على المسلسل بدعم الشباب وتطعيم فريق العمل بعدد كبير منهم، وهو أمر يستحق تلفزيون أبوظبي الشكر عليه، وعلى توجهه الواضح نحو دعم الإنتاج العربي والخليجي، ما يجعل «تلفزيون أبوظبي» محط اهتمام كل فنان عربي.

من جهتها، وصفت الفنانة فوز مشاركتها في العمل بـ«التجربة الرائعة»، فهي المشاركة الأولى لها مع عبدالناصر درويش، بينما سبق أن عملت مع حسن البلام، موضحة أنها تؤدي دور فتاة واعية ومثقفة، تعيش قصة حب وتواجه صعوبات كثيرة من أجل هذه العلاقة إلى أن تنتصر في النهاية.

تويتر