"ناسا" تستعد لأول تجربة لإرسال مركبة فضائية تحمل بشراً إلى المريخ

من المقرر أن تبدأ بعد غد الخميس أول تجربة لإطلاق مركبة فضاء تريد وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" أن تستخدمها في النهاية لإرسال بشر إلى كوكب المريخ، وذلك عندما يتم إطلاق المركبة الفضائية "أوريون" من مركز كيندي لأبحاث الفضاء بولاية فلوريدا.

ومن المقرر أن تنطلق الكبسولة الفضائية أوريون، من المركز الفضائي في كيب كانافيرال على الساحل الشرقي من فلوريدا، وهو نفس المركز الذي استخدمه برنامج المكوك الأميركي لأكثر من 30 عاماً، وكذلك برنامج أبوللو لإطلاق سفن الفضاء إلى القمر.

وأوضح بيان "لناسا" أنه سيتم وضع المركبة أوريون فوق الصاروخ "دلتا 4 الثقيل " عند الإطلاق، وعندما ينطلق في الفضاء سيحلق على ارتفاع 5900 كيلومتر فوق مستوى سطح البحر، وسيدور حول الأرض مرتين.

ولن تحمل الكبسولة أي بشر خلال هذه الرحلة التجربة التي ستستغرق أربع ساعات ونصف الساعة، غير أن الهدف على المدى الطويل يتمثل في مشاركة ستة ركاب في الرحلة الفضائية التي ستقوم بها أوريون داخل أعماق الفضاء بشكل يفوق ما كان متاحا من قبل.

وقال المنسق المشارك في ناسا لعمليات البشر ورحلاتهم الاستكشافية، ويليام جريستنماير، الشهر الماضي عندما تم وضع الصاروخ على منصة الإطلاق إن "هذه هي الخطوة التالية في رحلتنا إلى المريخ، وهي خطوة كبرى".

وتهدف خطة "ناسا" على المدى الطويل إلى إنزال رواد فضاء أولا على كويكب، ثم في وقت لاحق على المريخ في وقت ما في منتصف الثلاثينيات من القرن الحالي.

وإذا سارت الأمور على ما يرام سينتهي الحال بالرحلة الفضائية التجربة إلى الهبوط في المحيط الهادي، على مسافة نحو 970 كيلومترا جنوب غربي سان دييجو بولاية كاليفورنيا.

وفي الوقت الذي ركزت فيه وكالة الفضاء الأميركية على مهمة الوصول إلى المريخ، استعانت بوسائل النقل الروسية للبشر بمحطة الفضاء الدولية، وكذلك وسائل الشحن للشركات الأمريكية الخاصة.

وكان الفشل مصير أخر عمليتين لإطلاق مركبتين فضائيتين من جانب شركات خاصة وهما "أوربيتال ساينسز كورب" و"فيرجن جلاكتيك"، مما زاد من المخاوف
إزاء وضع رحلات الفضاء الحالية، ولقي رائد فضاء حتفه أثناء عملية إطلاق مركبة شركة "فيرجن جلاكتيك"، وكان الهدف منها التمهيد لإطلاق رحلات سياحية في الفضاء.

ومن ناحية أخرى وضعت ناسا المركبة أوريون في مرتبة مختلفة، وقالت إنه من المستبعد أن تزور محطة الفضاء الدولية، وإن السياح ليسوا جزءا من مهام السفر في الرحلات المعتزمة إلى المريخ.

كما تقول ناسا إن تجربة السفر التي ستنفذها أوريون تعد خطوة مهمة ستسمح لمهندسيها باختبار عناصر تشكل الخطر الأكبر على رواد الفضاء، وتقديم معلومات تحتاج إليها لتحسين تصميم المركبة أوريون.

وتعد أوريون من بقايا برنامج ناسا الذي أعلنه الرئيس السابق جورج دبليو بوش لإعادة رائد فضاء إلى القمر، وتم إلغاء هذا البرنامج عام 2010، مما دفع ناسا لوضع عينيها على الجائزة الأكبر وهي المريخ.

كما ستساعد الرحلة التجربة المهندسين على تقييم أنظمة العودة عالية السرعة للكبسولة التي تتحكم في الارتفاعات ومظلات الهبوط ودرع المركبة الواقي من الحرارة، ومن المقرر أن تعود أوريون عبر الغلاف الجوي للأرض بسرعة تقترب من 32 ألف كيلومتر في الساعة، مما يولد حرارة تقترب من 2200 درجة مئوية على درعها الواقي من الحرارة.

وتفسر السرعة العالية عند العودة وكمية الحرارة السبب في أن أوريون تعد كبسولة تشبه مركبة الفضاء التي حملت رواد الفضاء إلى القمر أكثر من الشبه بينها وبين المكاكيك المجنحة التي خرجت من الخدمة عام 2011 .

وعلى الرغم من أن مركبات أبوللو الفضائية تبدو مشابهة إلا أنها أصغر حجما من أوريون التي يبلغ قطرها خمسة أمتار مقارنة بأبوللو التي يبلغ
قطرها 2ر3 متر، وبينما كان حجم مركبات المكوك أكبر إلا أنها لم تتجاوز على الإطلاق مدار الأرض.

وثمة نية لإعادة استخدام المركبة أوريون.

وهناك هدف آخر للرحلة التجربة وهو التأكد من أن دروع أوريون مناسبة بما فيه الكفاية لحماية ما تحمله من معدات إليكترونية، ويجب أن يوضع ذلك في الحسبان لأن سفن الفضاء التي تقوم برحلات في الفضاء العميق تتعرض لكمية أكبر من الإشعاع مقارنة بتلك التي تظل في مدار الرض.

واعترفت ناسا بالفعل بأن أوريون بحاجة إلى تعديلات حتى تتمكن من السفر إلى المريخ، وتتضمن هذه التعديلات تزويدها بمعدات قادرة على الهبوط على الكوكب الأحمر، إلى جانب أماكن للمعيشة لرواد لفضاء لاستخدامها على ظهر المريخ يمكن لأوريون أن تحملها على متنها.

تويتر