تستضيفه أبوظبي برعاية رئيس الدولة

مهرجان البيزرة.. 800 صقّار وخبير ووفود من 80 دولة

المهرجان يمثل واحدة من أبرز منصات عرض التراث للأجيال الجديدة. من المصدر

تنظم لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، ونادي صقاري الإمارات، فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان الصداقة الدولي للبيزرة، خلال الفترة من السابع ولغاية 13 ديسمبر في أبوظبي، بمشاركة أكثر من 800 صقار وخبير وباحث، ووفود دولية من نحو 80 دولة من مختلف قارات العالم، وعدد من المسؤولين في منظمة اليونسكو، وممثلي المؤسسات الدولية المعنية بالحفاظ على تراث الصقارة وصون البيئة.

وتعقد اللجنة المنظمة مؤتمراً صحافياً اليوم بحضور المسؤولين في كل من نادي صقاري الإمارات، ولجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، للإعلان عن تفاصيل الدورة الجديدة من المهرجان الذي يرعاه صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة.

«البيزرة»

كلمة عربية مشتقة من اسم طائر الباز (وهو من أشهر أنواع الصقور)، وهي تعني علم أحوال الجوارح، من حيث صحتها ومرضها، ومعرفة العلائم الدالة على مهاراتها في الصيد، وطرائق التعامل معها وتدريبها.

وبفضل جهود مشتركة لـ11 دولة عربية وأجنبية قادتها دولة الإمارات، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في نوفمبر من عام 2010 عن تسجيل الصقارة تراثاً إنسانياً حياً في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية.

وتنطلق فعاليات المهرجان بمخيم الصقارين الذي سيُقام في منطقة حميم بالمنطقة الغربية بأبوظبي في الفترة من السابع إلى 10 ديسمبر، حيث يقضي الصقارون أوقاتهم بصحبة طيورهم في منطقة مثالية لممارسة فنون الصقارة، ويوفر المخيم فرصة مميزة للصقارين، والمهتمين بالصقارة للتواصل والتفاعل في ما بينهم، وتبادل الخبرات، والتعرّف إلى التقاليد المتنوّعة لهذه الرياضة العريقة في أماكن مختلفة من العالم، كما يُقدّم لهم خبرة عملية لتجربة الحياة في الصحراء.

ويشهد هذا العام للمرة الأولى تنظيم جلسات للمؤتمر الدولي للصقارة خلال المخيم، حيث يقدم الصقارون أوراق بحث علمية، ويشاركون في مناقشات وورش عمل حول تراث الصقارة.

أما خلال الفترة من 11 ولغاية 13 ديسمبر فتقام الفعاليات في منتجع الفرسان الرياضي بمدينة خليفة في أبوظبي، وتشمل مواصلة لأعمال المؤتمر الدولي للصقارة، فيما ينطلق الافتتاح الرسمي للمهرجان من المنصة الرئيسة في موقع الحدث بموكب الصقارين من كل الدول المشاركة مع طيورهم وأعلام دولهم بملابسهم التقليدية التي تمثل مختلف ثقافات العالم. وكان المهرجان قد تشرّف في دورته الأولى، التي أقيمت في عام 1976 برعاية وحضور المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، انطلاقاً من حرصه على صون التراث العريق للدولة وتوريث العادات الأصيلة للأجيال المقبلة، حيث يعد الشيخ زايد ـــ طيّب الله ثراه ـــ الرائد الأول للصقارين وحماة البيئة في العالم، واستشرف مُبكراً الحاجة الملحة إلى إحداث توازن بين الحفاظ على التراث العريق للصقارة، والتأكد من بقاء الصقور وطرائدها في البرية على المدى البعيد، حيث توصلت رؤيته المتفردة إلى ما عرفه حماة الطبيعة المعاصرين لاحقاً بـ«الصيد المستدام» مُتقدّماً بمراحل على دعاة حماية الطبيعة في العالم، ومُجسّداً الصورة المثالية للصقار العربي لصدق حدسه ومعرفته الواسعة بالطبيعة.

كما حظي المهرجان في دورته السابقة، التي أقيمت بمدينة العين في ديسمبر 2011 برعاية كريمة من صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وشارك في المهرجان 75 وفداً من مختلف الدول، وحفل بالعديد من الفعاليات المميزة والمبتكرة، ومنها إقامة عدد من المعسكرات الوطنية للدول المشاركة في محيط قلعة الجاهلي، كقرية السهوب الآسيوية التي شكلت فرصة لمقابلة الكازاخيين والمنغوليين الذين يصطادون بالنسور الذهبية، وقرية الخيام المخروطية من أميركا الشمالية التي عرضت ثقافة الهنود الحمر، إضافة إلى قرية خاصة بشمال إفريقيا واهتمام دولها بالصقارة.

ونجح منتدى الصقارة، الذي أقيم ضمن فعاليات مهرجان الصداقة الثاني للبيزرة، في استقطاب أهم الباحثين في هذا المجال، إضافة إلى مشاركة جامعات إماراتية، حيث قدّم طلبة جامعة أبوظبي وجامعة الإمارات وجامعة زايد إسهامات في المحاور المتعلقة بالتراث العربي للصقارة. وبحث المنتدى في محوره الأول: «صحة الصقور: الإسعافات الأولية وإعادة التأهيل»، و«تراث الصيد بالصقور»، و«الضوابط القانونية للصيد بالصقور: التجارة والحيازة وفوائد صون الصقارة». وتناول المحور الثاني للمنتدى: «مشروعات صون الصقور»، «تدريب الصقارين»، «الخطط المستقبلية لليونسكو»، و«الصقارة في التراث العربي». أما المحور الثالث فتضمن جلسات حول «صون الطرائد والصيد المُستدام»، و«النظرة لرياضة الصيد بالصقور»، و«التواصل بين الصقارين».

تويتر