نظارات غوغل تحوّل العمل الطبي إلى عملية ذكية

تصميم الابتسامة أحدث ابتكارات تجميل الأسنان

صورة

لم يعد تجميل الأسنان من الكماليات المحصورة في نجوم الفن والسينما، أو حتى في من لديهم عيوب في شكل الأسنان أو الابتسامة، فقد باتت هذه العملية التجميلية مطلباً للكثيرين الذين يبحثون عن ابتسامة مثالية ترضيهم وتعزز ثقتهم بأنفسهم. واللافت في عملية تجميل الأسنان اليوم، أنها لم تعد كالسابق محصورة في شكل محدد وثابت، بل بات هناك ما يعرف بتصميم الابتسامة، فيما يتجه بعض الاطباء الى جعل هذا العمل الطبي ذكياً، كما أطلعنا دكتور فراس النابلسي على استعانته بنظارات غوغل في عمله بتجميل الأسنان.

تبييض الأسنان

يعد تبييض الأسنان من العلاجات الطبية التي يلجأ إليها البعض إذا أرادوا تجنب القيام بوضع الفينير. وتعد هذه العملية من أقدم العلاجات التجميلية، وتتم بطرق عدة، يعد أبرزها الليزر الذي يعمل على تغيير لون الأسنان عبر الضوء، فيكسبها بياضاً ناصعاً. وتستمر نتيجة هذا التبييض إلى فترة مؤقتة تمتد من الأشهر إلى السنة، وتعتمد على نمط حياة المريض، وتعاطيه مع أسنانه، ومدى عنايته بها.


تلون الأسنان

تعد الأسنان اللبنية أكثر بياضاً من الأسنان الدائمة البديلة لها، وتكون الأسنان الدائمة عرضة لتبدل اللون، لاسيما الأصفر، من خلال الكثير من العوامل، منها على وجه التحديد أسلوب حياة المرء، فالتدخين وشرب السوائل ذات الألوان الداكنة كالقهوة والشاي يؤثران في اصفرار الأسنان. ويعد اللون الأصفر من أكثر العوامل التي تدفع الناس إلى العلاج التجميلي للتخلص منه، ويكون ذلك إما بالطرق المؤقتة كوسائل ومستحضرات التبييض، أو بتعديل وتصميم الابتسامة من خلال الفينير.

وقال الأخصائي في تجميل الأسنان، الدكتور فراس النابلسي، إن «الاستعانة بنظارات غوغل في العيادة من الأمور التي تسهل العمل، فهي مصدر فوري للمعلومات، ونحن كأطباء في العيادة لدى تقريرنا أي حل علاجي نكون بحاجة الى استدعاء أكبر قدر من المعلومات في أسرع وقت، وهذا ما قدمته نظارات غوغل، لتسهيل العمل». وشدد على أن النظارة تعد أداة تعليمية للمريض، فالمريض يجب أن يكون مدركاً لوضعه الحالي، فيما الصعوبة تكمن في تقديم شرح للمريض حول ما سيكون عليه حاله بعد التجميل. وشدد النابلسي على أهمية أن يكون المريض مثقفاً في هذا المجال، كي يتمكن من تفهم ما يقدمه له الطبيب من حلول. ونوه بأن هذا الاستخدام يصب في منظومة اتجاه طب الأسنان ليكون ذكياً، وهذا لا يعني أن الكلفة العلاجية أعلى، فهي أدوات لا تزيد على كلفة المريض، بل على العكس، أحياناً اختصار الوقت يوفر على المريض المصاريف. وأوضح النابلسي وجود معان للأسنان يكون منها الانطلاق في التجميل، فهي مفتاح الشخصية ودليل الطبيب في العمل، اذ يجب أن يأخذها بالاعتبار في تصميم الابتسامة. وبحسب النابلسي، فإن الأسنان الوسطية تدل على عمر المريض، فزيادة طولها قليلاً يمنح المرء المزيد من الصبا والشباب، ولاسيما أن خط الابتسامة ينخفض مع التقدم بالعمر ويبرز الأسنان السفلية فقط. أما الأسنان الرباعية والمجاورة للوسطية فهي التي تدل على الذكورة والأنوثة، وتدوير زوايا هذه الأسنان، وأن تكون أقصر من الأسنان الوسطية يعني إطلالة أنثوية، بينما ان كانت هذه الأسنان أطول وتتخذ الشكل المربع أكثر، فتدل على مظهر ذكوري. وتابع النابلسي «الأنياب تدل على الشخصية، والأنياب القائمة والحادة تبرز شخصية مسيطرة، بينما عندما تكون الأنياب دائرية، تبرز الأنوثة». أما اختيار اللون للابتسامة فهو من الأمور الأساسية، ويعد اللون اللؤلؤي الأجمل حالياً، كونه بعيداً عن الأصفر، وكذلك لا يميل إلى الأزرق. ولفت النابلسي الى طلب بعض المرضى اللون الأبيض الطبيعي، وهذا ما يحرص عليه الأطباء في تعاطيهم مع المديرين، فلا يمكن تقديم ابتسامة شديدة البياض لهم، كونها تبعدهم عن المظهر الجدي. ولفت الطبيب إلى وجود عدد لا متناه من الألوان، لكن في الحالات التجميلية يتم اللجوء الى أربعة ألوان فقط، ومن المهم والضروري أن يختار الطبيب اللون الصحيح. وأشار إلى كون التقنية الخاصة بوضع «الفينير» سهلة، و99% من الأطباء يمكنهم تحضير الأسنان وإرسالها الى المخبر، لكن الكمال يكمن في التفاصيل الصغيرة، ويعد تراكم الخبرات من أبرز ما يجنب الطبيب الأخطاء في الشكل واللون في عملية التجميل بواسطة الفينير.

وحول تقنية العمل على الفينير، أشار النابلسي الى وجود طبقات للأسنان، فيما يكون «الفينير» تعويضاً عن ميناء الأسنان. أما الميناء والخزف الذي يتم العمل عليه، فلا لون له، بل كالزجاج، لذا فعلياً يمر الضوء من خلفه، وفي بعض الأحيان يكون لون الأسنان داكناً جداً، والطبيب لا يقوم ببرد الأسنان بناء على رغبة المريض، فلا يستطيع الخزف في هذه الحالة أن يغطي اللون الطبيعي للأسنان، ما يعني وجوب اللجوء الى مواد تسكر اللون الداخلي، وهذه المواد هي التي تمنح الظل الأزرق في الختام. ورأى ان التوازن في هذه العملية يأتي من تحضير السن وإخفاء لون الأسنان دون الوصول الى الظل الأزرق، وغالباً ما يكون باستخدام درجات الزهري والرمادي من اللون اللؤلؤي.

واعتبر دكتور النابلسي شكل الأسنان من العوامل التي تحد من عمل الطبيب أحياناً، فيستعين ببعض الحالات بالتقويم لرصف الأسنان. أما العمر العلمي لهذه العملية فهو يراوح من 10 إلى 15 سنة، لكن ليس هناك تأكيد إن كانت ستقع أو تكسر أو تحتاج إلى تبديل في وقت لاحق. وتستغرق العملية ما يقارب خمسة أيام فقط.

ويأتي تصميم الابتسامة من الأمور المستحدثة في الطب التي أتت تطويراً لابتسامة هوليوود، والتي أوضح دكتور نابلسي الفرق بينهما بالقول «ابتسامة هوليوود من الأمور التي بدأ التجميل بها في العشرينات من القرن الماضي، ولم يكن الخزف بهذا الشكل، وكانوا مقيدين بشكل الأسنان المربع. أما اليوم فيستطيع الطبيب منح المريض شكل الأسنان الذي يريده. وشدد في الختام على وجوب أن يسأل المريض عن حاجته إلى تلك العملية، وهل هي حاجة تجميلية فقط، وما مدى الحاجة اليها، وذلك كي يتمكن المرء من تحديد ما يريد».

تويتر