«الشحرورة» رحلت بعد آلاف الأغنيات و85 فيلماً و27 مسرحية

الصبوحة: «افرحوا وتذكروني»

صورة

ودع الوطن العربي الفنانة اللبنانية صباح التي توفيت، فجر أمس، عن 87 عاماً في بيروت. وشهدت المواقع الإخبارية الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي فيضاً من الكلمات التي كتبها فنانون وسياسيون وجمهور من كل الدول العربية تنعى رحيل الفنانة. كما نشر محبوها عدداً كبيراً من صور «الصبوحة» عبر الإنترنت. وكان من أهم ما نشر في وداع صباح وصيتها التي أعلنتها ابنة شقيقتها كلودا عقل، التي نعتها وقالت «إنها تودعهم وتوصيهم بعدم البكاء وبالفرح وأنها تمنت أن يكون يوم وفاتها فرحاً وليس حزناً».

«الأسطورة»

صباح التي لقبت بـ«الأسطورة»، هي أول فنانة لبنانية غنت على مسرح الأولمبيا في باريس مع فرقة روميو لحود الاستعراضية في منتصف السبعينات. كما اعتلت خشبات مسارح عالمية أخرى كأرناغري في نيويورك، ودار الأوبرا في سيدني، وقصر الفنون في بلجيكا، وألبرت هول في لندن، وغنت على مسارح لاس فيغاس في الولايات المتحدة.


نعي

جاء في بيان نعي صباح «بفرح كبير وتلبية لرغبتها.. نقابة الفنانيين المحترفين في لبنان وعائلة الفغالي يعلنان رحيل الأسطورة شحرورة لبنان صباح (جانيت الفغالي).. ويحتفل بالصلاة لراحة نفسها الساعة الثانية من بعد ظهر يوم الأحد في الثلاثين من نوفمبر في كاتدرائية مارجرجس المارونية وسط بيروت ويوارى جثمانها في الثرى في مسقط رأسها بدادون في جبل لبنان».

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/11/229077.jpg

وتُعد صباح، أحد أبرز وجوه الفن والسينما والمسرح في الوطن العربي، تمسكت خلال مسيرتها بالأناقة والحضور الإعلامي حتى الرمق الأخير، بعد 60 عاماً من العطاء الفني. ويضم السجل الفني لصباح التي تحمل أربع جنسيات 3000 أغنية و85 فيلماً و27 مسرحية.

وقال جوزيف غريب، الذي كان يدير أعمال الفنانة الراحلة إن صباح توفيت «في سريرها بفندق كومفورت برازيليا حيث كانت تقيم»، في بعبدا قرب بيروت. ومنذ الصباح الباكر، بدأ اللبنانيون بنعي صباح التي كانت أحد رموز العصر الذهبي للأغنية اللبنانية. وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات الحزينة ونشر الصور التي تظهر فيها صباح شابة مفعمة بالحياة.

ومن أول ردود الفعل من طرف السياسيين «تغريدة» على «تويتر» للنائب في البرلمان اللبناني وليد جنبلاط، «إنه خبر حزين، أسطورة الغناء صباح توفيت، وبرحيلها تنطوي صفحة جميلة من تاريخ لبنان».

وكتب النائب والوزير السابق سليمان فرنجية في «تغريدة» معلقاً على رحيل الشحرورة «جزء من تاريخ لبنان الحلو رحل».

ولدت صباح، واسمها الحقيقي جانيت فغالي، في بلدة بدادون اللبنانية شرق بيروت في 10 نوفمبر 1927، وكانت الثالثة بين أخوتها. أحبت الغناء والتمثيل منذ طفولتها، واكتشف عمها موهبتها، وعذوبة صوتها الجبلي.

وارتبط اسم صباح بغناء المواويل والميجانا والعتابا والأغنيات البلدية الفولكلورية ومن ثم الأغنية المصرية، وفي سجلها اكثر من 3000 اغنية لكبار الملحنين مثل محمد عبدالوهاب وزكي ناصيف والأخوين رحباني وتوفيق الباشا وبليغ حمدي وسواهم. دخلت صباح السينما المصرية في عام 1943 وشاركت في 85 فيلماً مع كبار الممثلين، بينهم رشدي أباظة الذي تزوجته لفترة وجيزة، وأحمد مظهر، ومحمد فوزي، وفريد الأطرش.

وشاركت في 27 مسرحية منها «موسم العز» و«دواليب الهوا» و«القلعة»، وكانت آخرها «كنز الأسطورة» مع زوجها السابق فادي لبنان.

وكانت صباح التي تلقب بـ«الصبوحة» و«الشحرورة» على صلة وثيقة بعدد من الرؤساء والملوك العرب الذين قدروا فنها. وإلى جانب صخب حياتها الفنية، عاشت حياة صاخبة على الصعيد العاطفي، إذ تزوجت تسع مرات من نجيب شماس والد ابنها الطبيب صباح شماس في عام 1946، وخالد بن سعود بن عبدالعزيز، وعازف الكمان المصري أنور منسي الذي انجبت منه ابنتها هويدا عام 1952، والمذيع المصري أحمد فراج، والفنانين رشدي أباظة ويوسف شعبان، والنائب السابق في البرلمان اللبناني يوسف حمود، والفنانين اللبنانيين وسيم طبارة، ثم فادي لبنان الذي تزوجته في عام 1984 واستمرت علاقتهما 17 عاماً، وكان ارتباطها به من أطول زيجاتها.

ورغم تقدمها في السن «رفضت أن تشيخ» وأن تعتزل الغناء، واستمرت في إجراء المقابلات والمشاركة في الاحتفالات الفنية. ومن آخر اغنياتها «شو فيها الدني» التي تم تصويرها.

وفي عام 2011، كرمها الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان بتقليدها وسام الأرز الوطني برتبة ضابط ضمن مهرجانات بيت الدين. وتحمل صباح الجنسيات المصرية والأردنية والأميركية الى جانب جنسيتها اللبنانية.

غنت صباح التراث اللبناني والحب والوطن لكبار الشعراء والملحنين العرب، ومن أغنياتها التي لايزال يرددها الكبار والصغار «جيب المجوز يا عبود» و«ساعات ساعات» و«عالضيعة».

وبفضل المنتجة اللبنانية الأصل آسيا داغر، دخلت صباح السينما المصرية في عام 1943 وأطلت في فيلم عنوانه «القلب له واحد» للمخرج هنري بركات. وتوالت بطولات صباح، وكانت تعتبر أن أفضل أدوارها السينمائية فيلم «الأيدي الناعمة». وعرفت بكرمها، وكانت تنفق المال بسخاء على من تحب وتساعد من يحتاج، لذلك كان يطلق المقربون منها عليها لقب «مدام بنك». واتسمت علاقتها بابنتها بشيء من التوتر، واعترفت صباح بأن شهرتها عذبت ابنتها، وأن تجربتها مع أزواجها أثنت هويدا عن الزواج. وحين أصيبت هويدا بأزمة صحية نتيجة إدمانها في عام 2006 باعت صباح منزلها، وأقامت في فندق وأدخلت ابنتها إلى مصح في كاليفورنيا، حتى تماثلت للشفاء

تويتر