ضمن مشروع محمد بن زايد للحفاظ على الحياة البرية

«بيئة أبوظبي» تطلق 100وعل جبلي في «وادي رم»

قام فريق متخصص من هيئة البيئة بأبوظبي بالتعاون مع فريق منطقة وادي رم الطبيعية بنقل 100 رأس من البدن (الوعل الجبلي) (70 أنثى و30 ذكراً) إلى الأماكن المسيجة المخصصة للأقلمة والإطلاق. وام

أكملت هيئة البيئة بأبوظبي، خلال الشهر الماضي، عملية نقل قطيع من البدن (الوعل الجبلي) إلى منطقة وادي رم الطبيعية في الأردن، حيث تم حفظ القطيع داخل المحمية في المسيجات الخاصة بالأقلمة والإطلاق، على أن تتم إعادة إطلاقها إلى البرية وفق خطة وجدول زمني معدين لهذا الغرض.

وجاء نقل القطيع في إطار مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين هيئة البيئة بأبوظبي وسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الأردنية الخاصة، في النصف الأول من هذا العام، ضمن مشروع الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، لأقلمة وإطلاق البدن (الوعل الجبلي) في منطقة وادي رم الطبيعية في المملكة الأردنية الهاشمية، تعزيزاً للمبادرة التي تقوم بها دولة الإمارات في دعم وتشجيع برنامج المحافظة على الأنواع البرية في مناطق انتشارها الطبيعي.

نهج تشاركي

يعد البرنامج الاقتصادي والاجتماعي من الركائز التي تعتمد عليها الإدارة المتكاملة لبرامج إعادة توطين وإطلاق الأنواع المهددة بالانقراض، وهي الركيزة التي تعزز فهم النهج التشاركي للمجتمعات المحلية للحد من المهددات التي تؤثر في استدامة الحياة البرية، ما يعزز ارتباطها الثقافي والطبيعي بالمنطقة، وذلك من خلال انخراط المجتمعات المحلية في توفير خدمات السياحة البيئية التي تعود بالنفع على المجتمع والبيئة، ما يعزز من خبرة وتجربة زوار المنطقة، ويمكّن المجتمع من تقديم الخدمات، من طعام وإقامة ورحلات السفاري.

وقام فريق متخصص من هيئة البيئة بأبوظبي، بالتعاون مع فريق منطقة وادي رم الطبيعية، بنقل 100 رأس من البدن (الوعل الجبلي) (70 أنثى و30 ذكراً) إلى الأماكن المسيجة المخصصة للأقلمة والإطلاق، التي تم بناؤها وتشييدها لهذا الغرض. وشارك السكان المحليون في المنطقة في عملية النقل، حيث أثنوا على جهود الهيئة الداعمة للمحافظة على الحياة البرية والإرث الطبيعي لمنطقة وادي رم الطبيعية.

وقامت الأمين العام لهيئة البيئة - أبوظبي، رزان خليفة المبارك، ورئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، الدكتور كامل محادين، بالتوقيع في وقت سابق على مذكرة التفاهم، وذلك في إطار جهود الطرفين لتطوير وتبني استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تعزيز نهج المشاركة للمجتمعات المحلية والجهات ذات العلاقة، من أجل الحد من المخاطر التي تؤثر في استدامة وحيوية قطيع حيوان البدن (الوعل الجبلي) في منطقة وادي رم الطبيعية.

وتأتي هذه المذكرة ضمن جهود دولة الإمارات للحفاظ على الحياة البرية واستكمالاً للنهج الذي أسسه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في تعزيز التراث الثقافي والطبيعي في شبه الجزيرة العربية، وفي إطار توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، في حماية وصون البيئة والطبيعة، سواء في دولة الإمارات العربية المتحدة أو خارجها، كما تأتي هذه المذكرة ضمن جهود ودعم الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للمبادرات والمشروعات البيئية، ومن ضمنها مشروع سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لإعادة توطين المها العربي في منطقة وادي رم الطبيعية.

وقالت المبارك إن الهدف العام للمشروع يتلخص في إيجاد مجموعات طليقة حرة التجوال من حيوان البدن (الوعل الجبلي) في منطقة وادي رم، عن طريق تأهيل وإطلاق مجموعات تضم 100 رأس في مناطقها الطبيعية، لتتم إدارتها بفاعلية لتعزيز أعدادها في الطبيعة، والحد من تناقصها، من خلال نهج تشاركي مع المجتمعات المحلية والقطاعات المختلفة في منطقة وادي رم الطبيعية.

من جانبه أكد رئيس مجلس مفوضي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، الدكتور كامل محادين، أن السلطة تولي اهتماماً بالغاً بمحمية رم من أجل المحافظة على التنوع الحيوي في تلك المنطقة التي دخلت، أخيراً، ضمن مناطق التراث العالمي، لما تحتويه من إرث تاريخي وحضاري تمتد جذوره إلى 6000 عام قبل الميلاد، حيث شهدت المنطقة استيطاناً بشرياً واسعاً دلت عليه عمليات الحفر والتنقيب التي تمت في أوقات متفرقة من قبل بعثات الآثار العالمية والمحلية.

ويعد حيوان البدن (الوعل الجبلي) من الأنواع المهددة بالانقراض في الأردن بشكل عام، وذلك بعد أن تناقصت أعداده بشكل حرج في العشرينات من القرن الماضي، حيث انحصرت الأعداد الباقية في مواقع قليلة تقع على الجبال المحاذية للشاطئ الشرقي للبحر الميت، وقليل منها استخدم جبال وادي رم موئلاً له يساعده في الاختباء من المهددات المتعددة التي كادت تدفع هذا الحيوان إلى حافة الانقراض، إلا أن تأسيس منطقة وادي رم وخطط التفتيش التي تم تبنيها في الموقع وما صاحبه من رفع الوعي، ساعدا في المحافظة على أعداد قليلة من حيوان البدن (الوعل الجبلي) في جبال رم والمناطق المحيطة بها، إلا أن الأخطار لاتزال تتربص بهذا النوع، وبرامج الحماية ضرورية من أجل تعزيز القطيع البري وضمان استدامته.


لجنة توجيهية

وفقاً لمذكرة التفاهم ستتم إدارة المشروع من خلال لجنة توجيهية مشتركة تضم إدارة هيئة البيئة في أبوظبي، التي تمثل الجهة الراعية والداعمة للمشروع، وسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، ممثلة بإدارة منطقة وادي رم، بالإضافة إلى الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، وسيتم تحقيق المشروع من خلال تنفيذ أربعة أهداف عملية تتضمن العمل لضمان استدامة قطيع حيوي من حيوان البدن (الوعل الجبلي) ضمن مناطق وجوده الطبيعية في منطقة وادي رم، والعمل على ضمان تنفيذ برنامج اتصال وتواصل وتوعية للمجتمعات المحلية والجهات ذات العلاقة في ما يتعلق بالمشروع، وتعزيز النهج التشاركي للمجتمعات المحلية والجهات ذات العلاقة للحد من المهددات التي تؤثر في استدامة وحيوية قطيع حيوان البدن بالإضافة إلى ترويج وتسويق برنامج تأقلم وإطلاق البدن (الوعل الجبلي) في منطقة رم للحصول على الدعم المحلي والإقليمي لنشاطاته. يذكر أن حيوان البدن (الوعل الجبلي) يعد من الأنواع الاجتماعية التي تعيش غالبا ضمن قطعان أقل من 10 حيوانات، وقد تزيد في بعض الأحيان، حيث يزيد عدد القطيع خلال فترة التزاوج.

تويتر