أسرة البرنامج: زيارة حمدان بن محمد رسالة حضارية عززت ألق الشعر

«البيت».. 3 أشهر في حضرة «النبـطـــي» و«أبيات الصورة»

يشغل تصوير البرنامج الذي ينظمه مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث أحد أكبر استوديوهات مدينة دبي للاستوديوهات وتنقله على الهواء مباشرة قناة «سما دبي». تصوير: مصطفى قاسمي

أشطر الإبداع وأبيات الصورة تتجدد مرة أخرى لدعم حضور الشعر النبطي على مدار نحو ثلاثة أشهر متتالية، اعتباراً من مساء أمس، الذي شهد انطلاقة الجزء الثاني من البرنامج الشعري «البيت»، برعاية ودعم مباشرين من قبل سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي.

وفي حين يشغل تصوير البرنامج الذي ينظمه مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، أحد أكبر استوديوهات مدينة دبي للاستوديوهات، وتنقله على الهواء مباشرة قناة «سما دبي»، فإن المحتوى الشعري لـ«البيت»، يستمد ألق تنافسية مبدعي الشعر النبطي، عبر القدرة على صياغة «شطر» بديع، يكمل صدراً، أو عجزاً، يتم إطلاقه قبيل كل حلقة، بحيث تشكل سرعة البديهة في الإبداع معياراً أساساً، في حين تشكل مخيلات المشاركين وقدرتهم في صياغة بيت مكتمل مستوحى من قصائد صورة بعينها التقطها بنفسه عبر كاميرته الفوتوغرافية سمو الشيخ حمدان بن محمد، التحدي المحوري في مسابقة أخرى بعنوان «نبض الصورة».

مشروع جديد

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/11/220387.jpg

قال الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث عبدالله حمدان بن دلموك، رداً على سؤال لـ«الإمارات اليوم» إن الشاعر ماجد عبدالرحمن البستكي المشرف العام على برنامج البيت يقوم بمشروع مهم يضمن الاستفادة من الأبيات التي تم إبداعها خلال الجزء الأول من البرنامج، بحيث يكون العمل في متناول الجمهور من متذوقي ومبدعي الشعر النبطي.

ولفت بن دلموك إلى أن رهان البرنامج في اقناع الآلاف بالمشاركة في مسابقة شعرية من خلال «شطر بيت»، كان خلافاً للسائد والشائع في أنماط المسابقات الشعرية، لكن امكانات اللجنة المنظمة لـ«البيت»، وتوجيهات ودعم سمو الشيخ حمدان بن محمد، دفعت رغم ذلك باتجاه برنامج تمكن أن يستحوذ على ثقة المشاركين وثناء المتابعين له في الوقت نفسه.


التصويت للمختصين

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/11/220393.jpg

قال مدير الاتصال والإعلام في مكتب سمو ولي عهد دبي، الشاعر ماجد عبدالرحمن البستكي، الذي يقوم بمهام الإشراف على البرنامج، إنه تم استبعاد اعتماد تصويت الجمهور على نتائج أفضل الشطر أو الأبيات خلافاً لما كان معمول به. ورغم إشارة البستكي إلى أنه في بعض الأحيان يتوافق رأي الجمهور مع أعضاء لجنة التحكيم، إلا أنه أكد أفضلية اللجوء بشكل حاسم إلى خبرة المختصين لحسم الألقاب، من أجل ضمان مزيد من الدقة. وتابع: «أحد أهم مقومات برنامج البيت هو الشفافية المطلقة، لذلك فهناك تأكيد من قبل اللجنة المنظمة بأنه لن تقبل أي مشاركات بأسماء مستعارة، كما أن الاسم الأصلي يتم فصله بشكل تلقائي وفق نظام الكتروني عن المشاركة نفسها». وتوقع البستكي أن تتكئ المشاركة هذا العام بشكل أكبر على معيار الإجادة، مضيفاً: «على الرغم من أن عنصر الوقت أضحى مهماً للإنجاز من أجل المشاركة، إلا أنني أتوقع ارتفاعاً ليس فقط في كم المشاركات، بل جودتها».

وأجمعت أسرة برنامج «البيت» على أن زيارة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، لمقر تصوير البرنامج، قبيل انطلاقة جزئه الأول، بمثابة رسالة حضارية عززت ألق الشعر وأهميته وأثره في رقي المجتمعات وحضارتها عموماً، وأفصحت بشكل مبكر عن أهمية البرنامج بشكل خاص، وأعطت القائمين على انجازه، فضلاً عن المهتمين بالشعر النبطي زخماً هائلاً، قادراً على أن يكسي البرنامج «قوة دافعة وألقاً لا يغيب على مدار 10 سنوات من الدورات المتتالية»، حسب تعبير عضو لجنة تحكيم البرنامج الشاعر سعد علوش.

جاء ذلك، خلال جلسة إعلامية دعت إليها أسرة برنامج «البيت» في مدينة دبي للاستوديوهات، قبل ساعات من انطلاقة البرنامج، وجمعت إلى جانب كل من الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث عبدالله حمدان بن دلموك، ومدير الاتصال والإعلام في مكتب سمو ولي عهد دبي ماجد عبدالرحمن البستكي، الذي يتولى الإشراف العام على البرنامج، إضافة إلى الشاعر سعد علوش وزملائه أعضاء لجنتي تحكيم المسابقتين، فضلاً عن مقدمي البرنامج بركات الوقيان وأحمد البدواوي، حيث يطل الأخير مقدماً للبرنامج للمرة الأولى.

وقال بن دلموك لـ«الإمارات اليوم»، إن سمو الشيخ حمدان بن محمد كان موجهاً وقريباً وداعماً للشكل النهائي الذي استقر عليه البرنامج، بحيث يغدو إضافة نوعية تحفز قطاعاً عريضاً على إبداع وتذوق النبطي، مضيفاً: «أفق البرنامج هو الارتقاء بالمنتج الشعري النبطي، ليس على الصعيد المحلي فقط، بل والخليجي والعربي أيضاً، والجمهور هو كلمة السر هنا، حيث إن البرنامج الناجح هو ما لا يقف أثره عند ما اصطلح على تسميته بشريحة النخبة».

وأعرب بن دلموك عن تطلعه إلى أن تكون الدورة الحالية من برنامج البيت استثنائية بكل المقاييس، وتلامس فكرة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، القائمة على تحفيز الناس على الإبداع وتقوية البلاغة وصقل المواهب الجديدة في مجال الشعر النبطي.

وكشف ماجد البستكي أن كل حلقة من حلقات البرنامج سوف تتضمن استضافة أحد الشعراء الأعلام في مجال النبطي، عبر حوار هادف وجذاب ومملوء بالفائدة والمتعة معاً لمتابعي البرنامج، منوهاً بأن الشاعر الضيف، قد يتم اللجوء إلى صوته لحسم بعض النتائج المتعادلة في رحلة تتويج «راعي البيت»، وتحديد هوية الفائز في كل حلقة، حال انقسمت لجنة التحكيم بالتساوي بين اثنين من المتنافسين.

وأكد البستكي الدعم اللا محدود من قبل سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، من أجل انجاح البرنامج، وأكد أيضاً أن النجاح الذي تحقق وأشار إليه حجم الاهتمام الجماهيري والإعلامي ومن مختلف أوساط المهتمين بالشعر النبطي، دفع إلى تثبيت أعضاء لجنة التحكيم من الشعراء، مشيراً إلى أنهم كانوا أحد أهم أضلاع مثلث نجاح البرنامج.

وأشار البستكي إلى أن العنصر التجديدي الوحيد في لجنة التحكيم يقتصر على الشاعر العماني حمد الخروسي، الذي انضم إلى لجنة تحكيم المسابقة الخاصة بالصورة، حيث أشاد البستكي بالقامة الأدبية التي يتمتع بها الخروسي، معرباً عن أمنياته له بالتوفيق في المهمة الجديدة.

ويأتي إطلاق النسخة الثانية من برنامج «البيت» في إطار رؤية سمو ولي عهد دبي، الاستراتيجية التي تتمثل في تعزيز الإرث الثقافي والحضاري للإمارات والمنطقة وتكريس التواصل بين الماضي والحاضر عبر بوابة الشعر. ويستند برنامج البيت إلى رصيد قوي من النجاح الذي جرى تحقيقه في النسخة الأولى من البرنامج، فهو يحاكي أهمية الشعر النبطي في حياة أبناء الإمارات والمنطقة كافة، كونه من الروافد التاريخية التي تتناقلها الأجيال منذ مئات السنين.

تويتر