«1971».. «الاتحاد ماضٍ وحاضر يتجدد»

إنه الطريق إلى «1971»، يافطات لافتة ازدانت بها بعض طرق دبي، مساء أول من أمس، للإشارة إلى المسالك المرورية المؤدية إلى موقع الاحتفال بمرور عام بالتمام من مسيرة مبادرة «1971»، منذ أن أمر بإطلاقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المكتب التنفيذي، مواكبة لاحتفالات الدولة بذكرى تأسيس الاتحاد العام الماضي.

وبحضور سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، انطلقت فعاليات الحفل الختامي، الذي يجيء بمثابة انطلاقة متجددة في الوقت نفسه، لمرحلة جديدة من «المبادرة»، تعمق فيها وجودها في خارطة الفعاليات الثقافية والمجتمعية التي لها تماسّ مع يوميات المواطن والمقيم والزائر، لتشمل أيضاً المهتم بالوصول إلى حقائق موثقة عن الدولة.

وأزيح الستار خلال الاحتفال عن فيلم وثائقي جديد تم إنتاجه خصيصاً للحدث بعنوان «الاتحاد.. ماضٍ مستمر.. وحاضر متجدد»، استحضر بشكل خاص ما شهدته منطقة «عرقوب السديرة» من لقاء بين المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والمغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، وهو اللقاء الذي شهد مولد فكرة الاتحاد، وهو العنوان الذي اعتبره رئيس مجلس إدارة المبادرة، الدكتور عبدالله الريس، بمثابة ثيمة تؤدي إليها حقائق تاريخية، سعت مبادرة «1971» إلى أن تكون حاضرة ضمن المحتوى المعلوماتي الذي تم تداوله على مدار هذا العام.

وبأداء درامي للفنان عبدالله صالح، بصحبة طفلين صغيرين، أدخل الفيلم الوثائقي الذي جاء بأسلوب الراوي، الحضور مباشرة إلى بانوراما من مسيرة الاتحاد، بأسلوب تمازجت فيه المعرفة التاريخية بالتعليق الشيق والجذاب على الأحداث، التي شكلت المرحلة الأهم من التأسيس للاتحاد.

وتضمن الاحتفال، الذي استضافته قاعة الشيخ مكتوم في مركز دبي التجاري العالمي، العديد من الفقرات والفعاليات التي عكست روح المبادرة الهادفة إلى ترسيخ المعرفة الوطنية، وتقديم معلومات موثقة عن تاريخ الدولة، وتحفيز قطاعات المجتمع المختلفة على التفاعل مع المعلومات الصحيحة في هذا المجال.

وتطرق «الاتحاد ماضٍ مستمر.. وحاضر متجدد» إلى مراحل شديدة الأهمية في مسيرة الاتحاد، بدءاً من لقاء «عرقوب السديرة» الذي جمع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والمغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، ليكون بمثابة النواة الأولى لفكرة الاتحاد، مروراً بمرحلة تأسيس الاتحاد، وما تلا ذلك من ثمار تنمية ورخاء وأمن واستقرار على مختلف ربوع الدولة.

وشهد الحفل تكريم الفائزين بمسابقة المعلومات الجماهيرية، التي وجدت تجاوباً وإقبالاً ملحوظين على الاشتراك في فعالياتها، من خلال متسابقين ينتمون إلى 44 دولة مختلفة، وهو ما يؤشر إلى قدرة المبادرة على الوصول إلى قطاع عريض من الجمهور، ليس فقط داخل الدولة من المواطنين والمقيمين، بل أيضاً خارج الدولة، وهو ما كشفت عنه هويات الفائزين، الذين قدم بعضهم من خارج الدولة، خصوصاً من أجل هذا الحفل التكريمي.

وقال رئيس مجلس إدارة مبادرة 1971 للمعرفة الوطنية، الدكتور عبدالله الريس، التي تضم في عضويتها كلاً من ماجد عبدالرحمن البستكي مديراً ونائباً للرئيس، د.حمد الحمادي وحسن المزروعي وعلي الشعالي وفاطمة إبراهيم وفهد الشحي، إن توجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، راعي المبادرة، أكدت دوماً ضرورة أن تتسم صيغة المبادرة بالتفاعلية، وأن تتسع فعالياتها لكل أطياف وشرائح المجتمع، وهو ما دفع مجلس إدارة المبادرة إلى تنظيم العديد من الفعاليات والمسابقات التي من شأنها، ليس فقط ضمان استيعاب مختلف الشرائح العمرية والثقافية على تباينها، بل أيضاً تهدف إلى إذكاء روح البحث عن المعلومة، والإبداع في التفاعل مع الأحداث الوطنية المختلفة.

وأضاف: «شكلت مسابقة المعلومات الجماهيرية إحدى أهم الفعاليات التي شهدت إقبالاً وتجاوباً منقطع النظير، تجاوز حتى ما كان يتوقعه مجلس إدارة المبادرة، حيث استقبلت المسابقة نحو 8000 مشاركة سعى أصحابها إلى تقديم إجابات عن 657 سؤالاً مختلفاً مرتبطاً بتاريخ ورجال دولة الإمارات، لكن المفاجأة أن تلك الإجابات وردت من متسابقين ينتمون إلى 44 جنسية مختلفة».

وتابع الريس: «لم تغفل المبادرة أهمية توظيف التكنولوجيا والتقنية ووسائل الاتصال الحديثة، ومواقع التواصل الاجتماعي، في الوصول إلى أهدافها المنشودة، فكانت مسابقات وفعاليات مثل معرض (1971) الذكي، الذي يستثمر تقنية العرض الهاتفي لتدشين بانوراما صور تاريخية شديدة الخصوصية في مسيرة الاتحاد، ومسابقة (كلمتك في 1971)، المرتبطة خصوصاً بموقع إنستغرام، وتدشين صور ملهمة في مسيرة الاتحاد لتكون بمثابة (هدايا) تقنية تساير روح العصر، وغيرها من الفعاليات التي جاءت استجابة لتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، راعي مبادرة 1971 للمعرفة الوطنية».

وأعرب الريس عن عميق شكر وامتنان مجلس إدارة مبادرة 1971 للمعرفة الوطنية، لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، على دعم سموه اللامحدود للمبادرة، وثقته بأعضاء مجلس إدارتها، مؤكداً أن «المبادرة» لايزال في جعبتها العديد من الإنجازات التي سيتم العمل على تحقيقها على قدم وساق خلال الدورة الجديدة.