تسهل من عملية التنقل بالأماكن المغلقة

«ملاحة المباني».. التجوال الداخلي في متناول اليد

تطبيقات عديدة للهواتف الذكية تساعد المستخدم على التنقل داخل المطارات والأماكن المغلقة. د.ب.أ

أصبحت الخرائط وأنظمة الملاحة المخصصة لرحلات الأراضي الوعرة أو التي يتم استعمالها في سيارات الركوب على الطرق السريعة من مفردات الحياة اليومية، لكن في المقابل لا تتمكن إشارات النظام العالمي لتحديد المواقع (GPS) حالياً من اختراق جدران المبانى الضخمة، مثل المطارات ومحطات القطارات، إلا أن المستقبل يحمل العديد من تقنيات الملاحة المتطورة التي تسهل من عملية التنقل داخل الأماكن المغلقة، بشرط دراسة سياسات الخصوصية بعناية، من أجل حماية خصوصية بيانات المستخدم.

تقنيات

هناك بعض التقنيات تعتمد في الغالب على ذاتها، وقد قام معهد فراونهوفر الألماني بتطوير ما يزيد على 10 تقنيات من هذه الفئة، والتي يمكن دمجها مع الحلول الأخرى، مثل تطبيق تحديد الموقع «Awiloc»، الذي يعتمد على شبكة WLAN اللاسلكية.

تجدر الإشارة إلى أنه يتم الاعتماد على تطبيق «Awiloc» حالياً في بعض المتاحف، ويروج المطورون لهذا التطبيق من خلال أنه يحدد الموقع بدقة بالغة في مساحة أمتارعدة، ويساعد التطبيق أصحاب الأجهزة الجوالة على التعرف إلى المعروضات التي يقفون أمامها في المتاحف.

ولا يحتاج تطبيق «Awiloc» إلى أية شبكة لاسلكية خاصة، لكنه يستخدم وظيفة توزيع قوة المجال المميزة للشبكات الموجودة، وبالتالي يمكن للأجهزة الجوالة تحديد مواقعها عن طريق شدة الإشارة من القواعد الأساسية لشبكة WLAN اللاسلكية.

عادةً ما يكون هناك صخب يومي في المطارات العالمية، حيث تسعى حشود الركاب للبحث عن البوابات الصحيحة، التي يستخدمونها للوصول إلى الطائرات أو الخروج من المطارات ومحطات السكك الحديدية، وإذا لم يتمكن المستخدم من التوجه بشكل صحيح في مثل هذه الأماكن، فإنه سرعان ما يفقد وجهته، وللتغلب على هذا المشكلة توجد تطبيقات عديدة للهواتف الذكية، تساعد المستخدم على التنقل داخل المطارات والأماكن المغلقة، بطريقة عمل أنظمة الملاحة نفسها التي في السيارات أو الأراضي الوعرة.

وقد طور مطار فرانكفورت بالفعل تطبيقاً للهواتف الذكية، يساعد ركاب الطائرات على التنقل بشكل صحيح داخل المباني والأماكن المغلقة. وأوضح أندريه هين كين يان، خبير علوم الكمبيوتر بجامعة بون راين زيغ الألمانية، قائلاً: «يتم الاعتماد على تطبيق التنقل في الأماكن المغلقة لمعرفة المسارات داخل المطار من أجل الوصول إلى البوابة الصحيحة بسرعة». إضافة إلى أنه يتم استعمال التطبيق للوصول إلى مكتب التسجيل والمطاعم، ومتاجر الأسواق الحرة بسهولة ويسر.

ومن الممكن أن تصبح تطبيقات التنقل في الأماكن المغلقة من الأدوات الأساسية قريباً عند إجراء عمليات التسوق بالقرب من المنزل، حتى إنه يمكن استعمالها عند شراء الأغراض والمستلزمات المختلفة من المتاجر الكبيرة ومراكز التسوق وفروع السوبر ماركت الضخمة، كما يمكن أن يستفيد منها العملاء داخل الشركات المترامية الأطراف.

وأضاف خبير الكمبيوتر قائلاً: «مثل هذه التطبيقات تساعد المشتري من ناحية على التنقل داخل المتجر أو السوبر ماركت بشكل أكثر فعالية، ولفت انتباهه إلى العروض الدعائية والخصومات بشكل أكثر وضوحاً، ومن ناحية أخرى فإن التجار يهتمون كثيراً بمعرفة عادات وسلوكيات التسوق الخاصة بعملائهم، وذلك من أجل زيادة المبيعات وعرض المنتجات بشكل أفضل عن طريق إنشاء ملفات لتنقلات وحركة العملاء داخل المتاجر ومراكز التسوق الكبيرة، علاوة على أن تطبيقات الهواتف الذكية أصبحت تحل محل الكتالوجات في المتاحف في بعض الأحيان؛ حيث أصبح زوار المتاحف يعتمدون على الأجهزة الجوالة كمرشد شخصي أثناء التنقل ما بين الصور والتماثيل. وأشارت الخبيرة الألمانية كارين لودل، من معهد فراونهوفر للدوائر المتكاملة (ISS)، قائلةً: «إلى جانب التنقل داخل المبني توفر هذه التطبيقات للزوار خدمات إضافية مثل عرض الأفلام التوضيحية».

وعلى عكس التوجه الملاحي في الأراضي الوعرة أو الطرق السريعة فإن إشارات النظام العالمي لتحديد المواقع (GPS) التي ترسلها الأقمار الاصطناعية سرعان ما تصل إلى حدودها القصوى داخل ممرات وردهات المباني الضخمة. وأضاف رالف بيل، المتخصص في المعلومات الجغرافية بجامعة روستوك الألمانية، قائلاً: «يمكن استعمال نظام GPS بصورة محدودة فقط داخل الأماكن المغلقة، نظراً لأن جدران المباني تُضعف شدة الإشارة بدرجة كبيرة».

وللتغلب على هذه المشكلة لابد من البحث عن بدائل لإشارة النظام العالمي لتحديد المواقع داخل الأماكن المغلقة، وأكدت كارين لودل أن هناك العديد من البدائل، حيث يشهد هذا المجال تحولاً كبيراً. وعلى الرغم من أن التنقل داخل المباني يعتبر من المجالات المثيرة للاهتمام، إلا أنه يجب أن يكون موثوقاً جداً، وربما يحمل المستقبل القريب إمكانية اقتران تقنيات عدة مع بعضها بعضاً.

تويتر