أكّد أن فيلمه «من ألف إلى باء» إماراتي الهوية

علي مصطفى: لم أسعَ لتــقديم فيلم سياسي

سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية شهد العرض الذي أقيم مساء أول من أمس لفيلم «من ألف إلى باء» بحضور مدير مهرجان أبوظبي السينمائي علي الجابري ومخرج الفيلم علي مصطفى. الإمارات اليوم

قال المخرج الإماراتي علي مصطفى إنه لم يتوقع عرض فيلمه «من ألف إلى باء» في افتتاح مهرجان أبوظبي السينمائي، لكنه تمنى أن يحصل الفيلم على مثل هذه الفرصة المهمة، وهو دليل واضح على الاهتمام بالسينما الإماراتية، وفي الوقت نفسه تطورها، مشدداً على أن الفيلم يحمل الطابع العربي، لكنه إماراتي بالدرجة الأولى، حيث يعكس الواقع والحياة في دولة الإمارات، التي تجمع جنسيات مختلفة معاً، كما يظهر في أحداث الفيلم عندما يسأل الضابط السوري الشاب «عمر» عن الجهة التي ينتمي إليها، ويقصد النظام أو المعارضة، فيرد «عمر» بتلقائية «أبوظبي»، بالإضافة إلى إشارته إلى أنه لم يزر بلده سورية من قبل «وقد تكون قصص الفيلم عربية، لكن في النهاية الفيلم إماراتي، ومخرجه إماراتي، وتمويله إماراتي».

• المخرج الإماراتي يأمل أن يقدم فيلماً في نهاية العام المقبل، وألا يضطر إلى الانتظار لسنوات.

• علي مصطفى اعتبر عرض «من ألف إلى باء» في افتتاح مهرجان أبوظبي السينمائي دليلاً واضحاً على الاهتمام بالسينما الإماراتية، وفي الوقت نفسه تطورها.

ونفى مصطفى، في حواره مع «الإمارات اليوم»، أنه أراد تقديم فيلم سياسي، موضحاً أن المواقف التي مر بها أبطال الفيلم مواقف طبيعية، بحكم خط سير الرحلة.

وأضاف «مستحيل أن نعبر من الأردن إلى لبنان، دون المرور بسورية، ومستحيل أن ندخل سورية في ديسمبر 2011، دون أن نرى ونتطرق إلى ما كان يحدث هناك، أما في ما يتعلق بوجود فتاتين من الجنسية الإسرائيلية في أحداث الفيلم، فهو يعبر عن واقع تعرضت له لأول مرة في حياتي عند زيارتي للأردن لاختيار مواقع تصوير الفيلم، حيث وجدت حولي أعداد من السياح الإسرائيليين، وكان شعوري وقتها غريباً، وفكرت أن أعكس هذا الموقف في الفيلم، دون الدخول في السياسة، من خلال رصد مشاعر (رامي)، أحد أبطال الفيلم، وهو شاب مصري له آراء سياسية ومدونة خاصة يعبر فيها عن هذه الآراء، لهذا الموقف. أما يوسف، الشاب السعودي، فله تركيبة شخصية مختلفة، فهو يعمل (دي جي)، ويحب التنزه والتعرف إلى الفتيات، وبالتالي لم يهتم كثيراً بمعرفة جنسية الفتاة بقدر اهتمامه بالتعرف إليها». وأوضح أن يوسف، وهو ابن لأب سعودي وأم أوروبية، لم تكن لديه هذه المواقف الواضحة تجاه الأشياء، كان يبدو تائهاً بين هويتين، حتى علاقته بوالده علاقة مضطربة، ويرفض أن يقترب والده منه، أو أن يتقرب إلى والده، وليس لديه اهتمام بالسياسة، لكن في نهاية الفيلم ونتيجة للأحداث التي يمر بها خلال الرحلة يتغير، فيقرر أن يتمسك باسمه يوسف بعد أن كان يطلق على نفسه «جي»، إشارة إلى عودته إلى هويته العربية، كما يتغير عمر ورامي أيضاً إلى الأفضل.

وعن اعتماده على وجوه جديدة (الأصدقاء الثلاثة)؛ اعتبر مصطفى أن أهمية الفيلم يجب أن تقاس بمدى جودته لا بعدد الأبطال الذي يشاركون فيه، فوجود نجوم في الفيلم يسهم في نجاحه تجارياً عند العرض للجمهور، لكن العرض في المهرجانات يعتمد في التقييم على القيمة الفنية للفيلم في المقام الأول، بصرف النظر عن أبطاله ونجومه. مشيراً إلى أن أبطال الفيلم الثلاثة، وهم من الوجوه الجديدة التي لم يسبق لها التمثيل، استطاعوا تقديم عمل جيد ومقنع، وأن يؤدوا أدوارهم بنجاح.

وربط صاحب «دار الحي» بين قيام صناعة سينما إماراتية، وبين إنتاج أفلام طويلة، وعدم الاكتفاء بإنتاج الأفلام القصيرة فقط. وقال: «في السابق كان لدينا فيلم للعرض كل سنتين، وهذه لا تسمى صناعة ربما يطلق عليها حركة، بينما تم هذا العام إنتاج أكثر من خمسة أفلام إماراتية، وهو تطور واضح ومهم، ونحن نشعر بالفخر بما لدينا حتى الآن، ومستمرون في التطور وتقديم الأفضل إلى أن تكون لدينا صناعة سينما إماراتية».

وعن خطواته المقبلة؛ أشار علي مصطفى إلى أنه حالياً في فترة استراحة. معرباً عن أمله أن يقدم فيلماً في نهاية العام المقبل، وألا يضطر إلى الانتظار أربع سنوات أخرى، لتقديم فيلمه الجديد، كما انتظر أربع سنوات كاملة ليخرج «من ألف إلى باء» إلى النور. مضيفاً: «كان طموحي أن أقدم عملاً كوميدياً، وقدمته بالفعل في (من ألف إلى باء)، والآن أطمح إلى تقديم فيلم رعب، لكنه يختلف عن ما سبق تقديمه». معتبراً أن عدم نجاح العرب في تقديم فيلم رعب متميز، يرجع إلى أنهم لم يقدموه بالشكل الصحيح، وبالتقنيات المطلوبة. وحل علي مصطفى وفريق عمل فيلمه ضيوفاً على جلسة برنامج «حوارات في السينما»، الذي تنظمه إدارة مهرجان أبوظبي السينمائي على هامش المهرجان، وحملت الجلسة التي أقيمت في قصر الإمارات، مساء أول من أمس، عنوان «كيفية صناعة فيلم إماراتي روائي.. (من ألف إلى باء) نموذجاً»، حيث تحدثوا عن إنتاج وتنفيذ الفيلم، وأشار مصطفى إلى أن صعوبات الإنتاج أسهمت في تأجيل الفيلم لمدة أربع سنوات كاملة، إلى أن تدخلت «توفور54»، وقامت بتحمل نصف ميزانية الفيلم.

تويتر