يحمل شهادة رسمية بأنه أول مشترٍ لتذكرة سفر من الشركة

عبدالرحمن الزرعوني.. «الزبون» الأول لـ «طيران الإمارات»

صورة

للسفر سبع فوائد، اختزلها الإماراتي عبدالرحمن محمد عقيل الزرعوني، في فضيلة حب الوطن، وتشجيع المنتج الوطني، فبمجرد الإعلان عن أول شركة وطنية للطيران تحت اسم «طيران الإمارات»، كان قرار الرجل أن يكون مبادراً بالسفر على متنها في رحلتها الأولى في عام 1985، المتجهة إلى كراتشي.

لم يكن للزرعوني خطة سياحية أو علاجية أو تعليمية، كان هدفه الوحيد حينها تقديم الدعم لمشروع وطني وليد، وسط مخاوف من ألا تحظى هذه الشركة الوليدة بالإقبال، في ظل وجود العديد من الشركات الشهيرة آنذاك. الزرعوني يترقب أخبار تأسيس الشركة، حتى جاء الإعلان عن فتح باب الحجوزات للرحلة الأولى، فكان «الأول» أمام مكتب الحجوزات في «دناتا»، كما كان أول ركاب الطائرة وصولاً، حيث جاء إلى المطار قبل الإقلاع بأكثر من أربع ساعات.

تفاصيل هذا اليوم لاتزال محفورة في ذاكرة الزرعوني، الذي يرى أن هذا المشروع تحديداً يرمز إلى جانب من أهم جوانب نهضة الإمارات الحديثة، وهو تحفيز القدرات وتجاوز المعايير التقليدية، والسباق الذاتي مع الزمن. ويضيف: «25 أكتوبر 1985، يظل تاريخاً قريباً مقارنة بعراقة شركات طيران عالمية وإقليمية وعربية، لكن (طيران الإمارات) استطاعت أن تحتل مكانة أبعد على المستويات كافة، وهي قصة الإمارات الوطن نفسها، الذي يفوق المنتج الحضاري فيه، حساباً زمنياً لعمر تأسيس الاتحاد».

وقال لـ«الإمارات اليوم» إن عزوف البعض عن ما يعتبرونه مخاطرة اللجوء إلى شركة طيران حديثة العهد، كان دافعي للتجربة، «لأنني لو لم أسافر، ويبادر غيري من الإماراتيين المبادرة ذاتها، فمن سيشجع الشركة الوطنية؟».

وتابع: «لم يكن الذهاب إلى كراتشي هدفي، ولو تغيرت وجهة الرحلة الأولى لاخترت الجهة الجديدة وجهتي أيضاً، لأن مقصدي كان (الإمارات)، التي ستظللني، حتى وإن كانت صالة الهبوط في أقصى بقعة في الكرة الأرضية».

يومان قضاهما الزرعوني في مدينة كراتشي انتظاراً لرحلة العودة، حيث يضيف: «مع وجود شخصيات رسمية وضيوف أجلاء، كنت صاحب التذكرة التجارية الأولى، وكانت من فئة التذكرة الاقتصادية السياحية، وليست درجة أولى أو غيرها، وهي الرحلة التي كانت تمثل حينها 50% من قوام أسطول الشركة، حيث كان كل قوامها طائرتين مؤجرتين من الخطوط الجوية الباكستانية».

المشروع الذي حظي بدعم من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وسمو الشيخ أحمد بن سعيد، رئيس هيئة الطيران المدني في دبي، على اختلاف مراحله، وُلد قابلاً لتحقيق المركز الأول، ليس عبر إمكانات مادية، بل من خلال إرادة وعزيمة وبُعد نظر، وقبل ذلك عبقرية قائد ملهم مؤمن بالوطن وبقدرة أبنائه على رفع رايته خفاقة في شتى الميادين، فلم يعد المركز الأول بعيداً عن «طيران الإمارات»، وهي تحتفل بذكرى تأسيسها قبل عام واحد من إتمام عقدها الثالث.

يذكر أنه في 25 أكتوبر من عام 1985 قامت «طيران الإمارات» بتدشين أول خط جوي لها خارج الإمارات بطائرتين مستأجرتين، ومنذ ذلك الحين تطورت الشركة لتصبح واحدة من أهم وأبرز شركات الطيران في العالم.

تويتر