مكفوفة تقود سفينة حول العالم

لم تجد "ألينا" صعوبةً في الإبحار في إتجاه برشلونة، فبواسطة السماعات على أذنيها، يرشدها الصوت الآلي على الخطوات الصغيرة لقيادة السفينة.

ألينا كفيفة، لكن هذا لم يمنعها من قيادة سفينة "كابيتان بروشار" بحرفيّة شديدة.

تأخذ ألينا تعليمات القيادة من نظام آلي يستقي معلوماته من جهاز استشعار بنظام تموضع عالمي "جي بي اس" ويحدّد لها الإتجاه.

أبحرت البولندية (59) عاماً بالسفينة من مدينة اليكاني في اسبانيا ويوجد على متنها حوالي ثلاثين شخصاً من بينهم ما يقارب 15 شخصاً من المكفوفين أو الأشخاص الذين يعانون ضعفاً في البصر، يأتون من بولندا والمانيا ولاتفيا وايطاليا وليتوانيا.

نظّمت هذه الرحلة البحرية مؤسسّة "ايماجو ماريس" التي تمنح المكفوفين إمكانية عيش هذه التجربة البحرية ولقاء أشخاص من مشارب متنوعّة.

ويؤكد ماتشي قائد المركب وإبن لأمّ ضريرة أنّ "الأشخاص المكفوفين غالباً ما يكونون منغلقين عن العالم ، لكنهم عند نهاية الرحلة، نلاحظ أنّهم بدأوا الإنفتاح على الآخرين وشعورهم بأنهم أعضاء في فريق"، مضيفاً أنّ "المكفوفين مرغمون على الانخراط الكامل في الأنشطة".

وبفخر يقول عن والدته إنّ "مشكلة البصر لم تؤثّ يوماً على أدائها كأمّ".

كما يقول أحد الركّاب اللألمان، يدعى سيباستيان بارشنايدر: " كانت تجربة المركب رائعة. أحببت البحر الهائج ورياحه".

وصلت مونيكا دوبيول (26) عاماً  من وارسو عن طريق الصدفة إلى هذه السفينة. وتوضح ما حصل معها قائلة: "رأتني رفيقتي احمل عصاً بيضاء وحدثني عن الرحلة البحرية في سكن الطلاب. فاعجبتني الفكرة".

تسلّم ألينا مكانها على دفة القيادة لإحدى رفيقاتها، ثم تتقدم بحذر على ظهر المركب للنزول الى المقصورات.

 

تويتر