عمرها 1700 عام وفيها «موناليزا الأيقونات».. وتحتها بوابة «الفتح الإسلامي»

مصر تفتتح الكنيسة المعلقة بعد ترميم استغرق 16 عاماً

صورة

افتتحت مصر أخيراً الكنيسة المعلقة، التي تعد واحدة من أقدم الكنائس في العالم، بمنطقة ماري جرجس بمصر القديمة بالقاهرة، بعد عملية ترميم استغرقت 16 عاماً وشاركت فيها جهات روسية وأخرى مصرية، بحضور رئيس الوزراء إبراهيم محلب والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ومحافظ القاهرة، وعدد من الوزراء والسفراء والشخصيات العامة، وأنبا الكنيسة القمص يعقوب سليمان والقمص انطوني ميخائيل.

وقال خادم الكنيسة بيتر منير عوض لـ«الإمارات اليوم» إن «الترميم سار على مرحلتين، الأولى تولاها خبراء أجانب روس ومتعلقة بالجداريات، والثانية هيئة الآثار المصرية ومتعلقة بالجانب المعماري، وأدى ذلك إلى طول فترة الترميم التي بدأت منذ عام 1998، كما تسبب في طول المدة أيضاً وفاة البابا شنودة وأحداث ثورة 25 يناير، وغير ذلك».

ونوه عوض بالأهمية الخاصة للكنيسة «حيث يبلغ عمرها 1700 سنة بما يجعلها واحدة من أقدم الكنائس في العالم، وقد بنيت فوق حصن بابليون فوق أسطوانات عملاقة يبلغ محيطها 120 سنتيمتراً، وكانت مسقوفة بسعف النخيل على شكل سفينة نوح، وهي لذلك لا تتبع معمارياً للطراز القبطي وإنما للطراز البازيلي، لأنها بنيت في فترة ليست بعيدة عن الاضطهاد الروماني للأقباط في مصر».

وتابع عوض «الكنيسة تحتوي أيضاً على 110 أيقونات من بينها أيقونة العذراء التي يسميها العالم (موناليزا الايقونات) المرسومة على جلد غزال، والتي يمكن رؤيتها من أي اتجاه».

من جهته، قال الباحث في الشأن القبطي هاني فوزي لـ«الإمارات اليوم» إن الكنيسة بنيت على أنقاض مكان احتمت فيه العائلة المقدسة أثناء السنوات الثلاث التي قضتها في مصر هرباً من هيرودس حاكم فلسطين، الذي كان قد أمر بقتل الأطفال تخوفاً من نبوءة وردته، وهناك من يرى أنها كانت مكاناً للخلوة كان يعيش فيها أحد الرهبان، في واحد من السراديب الصخرية المحفورة في المكان.

من جهته، أكد وزير الآثار المصري، د.ممدوح الدماطي، أن مشروع ترميم وتأهيل الكنيسة تم بكلفة زادت على 101 مليون جنيه.

وقال الأنبا يوليوس الأسقف العام والنائب الباباوي لمصر القديمة: إن الانتهاء من ترميم كنيسة العذراء المعلقة أمر مهم نظراً لمكانة هذه المنطقة تاريخياً، ولاسيما أنه مكان يعتز به التاريخ داخلياً وعالمياً، فإن الكنيسة المعلقه شيدت على أسطوانتين من حصن بابليون، في القرنين الرابع والخامس، ولهذا سميت المعلقة.

وأشار إلى أن الكنيسة المعلقة كانت مقراً لبطريرك الكنيسة منذ القرن السابع حتى القرن الـ14.

وقال المهندس وعد الله محمد، القائم بأعمال رئيس قطاع المشروعات، إن المشروع شمل ترميم الكنيسة معمارياً وإنشائياً، حيث تمت معالجة الآثار الناتجة عن زيادة منسوب المياه الجوفية أسفلها عن طريق مشروع شامل لخفض منسوب المياه تحت الأرض، كما تضمن المشروع ترميم الرسوم الجدارية والأيقونات وتطوير منظومة التأمين عن طريق تزويد الكنيسة بكاميرات مراقبة وتأمين مداخلها.

من جانبها، أشارت مدير عام المكتب الفني نشوى جابر، إلى أن تاريخ بناء الكنيسة المعلقة يعود إلى أواخر القرن الرابع وبداية القرن الخامس الميلادي، وهو ما يتضح من أخشـاب العمارة الموجودة بالمتحف القبطي.

تويتر