الكاتب الإماراتي الذي أخرج «ريا وسكينة» من الحدود المــــصرية

محسن سليمــان: نصوص المسرح قائمة علــــى الشللية

صورة

يعد الكاتب محسن سليمان أول من أخرج «ريا وسكينة»، القصة الشهيرة، من زنقة الستات إلى خارج حدود مصر، وتحديداً إلى المجتمع الإماراتي المحلي، بشخوص مقاربة، وفكرة ذكية، تحايل من خلالها على فكرة العمل الأصلي، لتصبح زنقة الرجال وليست الستات، إذ من خلال عمله المسرحي «ريا وسكينة» أعاد سليمان إحياء حادثة ريا وسكينة الشهيرة، التي تناولتها الدراما والسينما والمسرح المصري، بمفارقاتها وحبكاتها، وذلك بعد أن زار بالمصادفة «زنقة الستات» في الاسكندرية، وأبدى تأثراً شديداً بتلك الحادثة، إلا أنه حاول قدر الإمكان الخروج من نمطية الشخصية.

شللية المسرح

أكد الكاتب محسن سليمان أن «الفرق المسرحية تغلب عليها (الشللية)، فاختيار النصوص لا يكون إلا لاعتبارات شخصية، بدليل أن النصوص الفائزة في المسابقات والمهرجانات لا تجد مكاناً عند الفرق، والغريب أنهم يعتمدون على بعضهم كممثلين، في حين يوجد كتاب مسرح من الشباب وأصحاب الخبرات، والأغرب اشتغالهم على إعداد نصوص قدمت منذ سنوات، وإذا رجعت الى تلك النصوص تجد أنها سطحية، وغير عميقة، إلى جانب إعدادهم نصوصاً هي في الأساس اعداد، فالفرق المسرحية بحاجة إلى دعم الكاتب الإماراتي».


اهتمام وتحفيز

للمؤسسات الثقافية في الدولة دور كبير في خدمة الثقافة المحلية والعربية والدولية، ومن أهم خدماتها العناية بالشباب، ودفعهم للاحتكاك المباشر مع الخبرات، وذلك من أجل صقل مواهبهم من خلال الندوات والدورات والورش الفنية التي تقيمها سنوياً، خصوصاً أن النشر مرتبط بإنتاج الشباب، ودعم وزارة الثقافة، واتحاد الكتاب، ودائرة الثقافة والإعلام، وغيرهم.

في السياق، قال سليمان إن «المسرح في الإمارات يعاني ويأخذه المد والجزر للحصول على مكانة ثقافية بارزة»، مضيفاً «أنا لا أتحدث عن الحضور، فالمسرح الإماراتي حاضر باستمرار، وهذا لا يكفي، إذ إن المسرح يحتاج إلى أكثر من الحضور، والدليل أن عروض أيام الشارقة المسرحية الأخيرة كانت متواضعة المستوى، إذاً نحن بحاجة إلى ما هو أبعد من الحضور إلى طاقات بشرية وعقول تشّغل المسرح، وإذا ما بقينا نعتمد على الهواية فسيتدهور حال المسرح».

لافتاً إلى أن «الكتابة بشكل عام عملة نادرة، والكاتب الإماراتي عندما يوجد فهو عملة نادرة أيضاً، فهو أحد أهم ركائز العمل المسرحي، لذلك يجب أن يعطى حقة في التشجيع من خلال تكليفه بأعمال، لأن الكاتب في الأساس صاحب فكر، فالكاتب الإماراتي بحاجة إلى دعم من خلال التواصل المستمر معه، والفرق المسرحية عليها أن تبحث عن الكاتب الإماراتي وليس العكس».


كتب وحكايات

«خلف الستائر المعلقة» مجموعة قصصية، منها قصة كتبها بعنوان «غيبة مؤقتة» 1998، وهذه القصص تحمل معاني إنسانية وأحداثاً تبدو حقيقية، لكن الخيال فيها أكبر.

«جونو» تتحدث عن إعصار جونو، وتحكي قصة امرأة تعيش على أمل عودة زوجها الذي اختفى أثناء الإعصار، المسرحية قصيرة ومملوءة بالحركة والمؤثرات البصرية، لذلك قد لا تصلح للقراءة.

وأكد سليمان حول المسرحية أن «هذه المسرحية امتداد لقصة (جونو)، حيث انتهت بعد أن استنفدت أحداثها وظروفها كقصة، لكن ظلت أحداثها تستثيرني، لذلك كتبتها كمسرحية لأشبع رغبتي المُلحة في التعبير عن الحالة التي خالجتني، إذ أحياناً كثيرة انتهي من قصة، لكن آثارها تبقى في مخيلتي، فاختار لها أدباً آخر كالمسرحية أو سيناريو سينمائياً، كما فعلت في قصة (فيلم هندي)». «ريا وسكينة» مسرحية مستوحاة من القصة المشهورة، لكن بطابع إماراتي صرف، يتحدث عن قهر الإنسان، وهل «الغاية تبرر الوسيلة»، هي لعبة البداية فانتازيا من التراث العربي، مزج فيها اللغة العربية بالعامية، تحكي عن رجل نشيط بالغ الذكاء، يستغل قدراته للشر، وبها بعض الاسقاطات المجتمعية والسياسية، المسرحية كوميدية، وعرضت في البحرين العام الماضي. «أولاد وبنات» مسلسل أطفال تربوي، عرض على «سما دبي»، يحكي عن القيم التي يجب أن يتحلى بها الإنسان.

لكن محسن يرى أن الفرق المسرحية تغلب عليها «الشللية»، فاختيار النصوص لا يكون إلا لاعتبارات شخصية، بدليل أن النصوص الفائزة في المسابقات والمهرجانات لا تجد مكاناً عند الفرق.

وحول النص الفائز بجائزة المركز الأول على مستوى الدولة في مسابقة جمعية المسرحيين، قال سليمان لـ«الإمارات اليوم» إن «نص مسرحية ريا وسكينة هو عمل مستقل عن قصة ريا وسكينة الأصلية، لأن النص يبحث في العلاقة الأزلية بين المستغل والمستغَل داخل قالب إنساني، إذ لو غيرنا أسماء الشخصيات سيظل العمل محافظاً على خصوصيته وأجوائه، لأن القضية المطروحة هي همّ إنساني بالدرجة الأولى، تصلح لكل زمان ومكان».

وتابع «عند كتابتي للمسرحية كان شغلي الشاغل الابتعاد عن القصة الحقيقية، وأعتقد أنني استطعت ذلك من خلال طرح القضية داخل مجتمع محلي قديم، يمثل مفردات الفقر والعوز، وجبروت التجّار، وصراع البقاء والعيش بكرامة، والقتل والانتقام، الذي يحدث في كل المجتمعات، لذلك أصبح الرابط الوحيد بين العملين هو اسم البطلتين (ريا وسكينة) فقط».

لافتاً إلى أن «الفنان المبدع مرعي الحليان اقترح عليّ تغير العنوان، وكذلك أخي عندما قرأ عنوان النص أكد أن مقارنة محتومة ستكون بين العملين، وقال هذا ليس في مصلحتك، إلا أنني أصررت على الاحتفاظ بالعنوان، لإحداث جانب من الإثارة، خصوصاً أنه أثناء بحثي لم أجد عمل (ريا وسكينة) خارج مصر، لذلك ربما أكون أول من ينقل (ريا وسكينة) خارج حدود مصر».

موضحاً «لا أخفي تأثري بحادثة ريا وسكينة الأصلية، والمسلسل والفيلم والمسرحية، وهذه كلها أعمال قدمت داخل مصر، ومسرحيتي عرضت ضمن مهرجان أيام الشارقة المسرحية عام 2010، فقدمت نصاً مقارباً للحادثة المشهورة، باستثناء أنهن في حكايتي يقتلن الرجال، ويتحالفن مع (مالو) للقضاء على جبروت التجار، في قالب لا يخلو من الكوميديا السوداء».

وحول أهم الإصدارات الأدبية، قال الكاتب محسن سليمان، إن «لدي العديد من الإصدارات، منها مجموعة (خلف الستائر المعلّقة) قصص عن دائرة الثقافة والإعلام بالشارقه 2004، إضافة إلى قصص (كائن كالظل) صادرة عن دار مدارك 2014، ونص مسرحية (جونو) صادر عن دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة 2010، و(لعبة البداية) مسرحية صادرة عن وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع 2013، ونص مسرحية (ريا وسكينة) عن دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة 2014».

وحصل سليمان على عدد من الجوائز، منها الجائزة التشجيعية عن قصة «ليلام» في مسابقة غانم غباش للقصة القصيرة 2004، والمركز الثالث مناصفة عن مجموعة «خلف الستائر المعلّقة» جائزة الشارقة للإبداع العربي 2004، والمركز الثاني على مستوى جامعة الدول العربية في ملتقى الشباب العربي بالإسكندرية عن قصة «جونو» في 2008، إضافة إلى مسابقة الشارقة للتأليف المسرحي عن نص مسرحية «جونو» مايو 2009، والمركز الأول على مستوى الدولة في مسابقة جمعية المسرحيين عن نص مسرحيه «ريا وسكينة» يناير 2010، والمركز الثالث في مسابقة السيناريو للأفلام الإماراتيه القصيرة في مهرجان الخليج السينمائي عن سيناريو «فيلم هندي» يناير2010، والمركز الثاني في مسابقة الشارقة للتاليف المسرحي عن نص مسرحية «لعبة البداية»2011، وجائزة جمعة الفيروز للقصة القصيره عن قصة «نسمة من الشمال» الشارقة 2012.

تويتر