يضم أعمالاً من الستينات إلى الآن لتعزيز الفن العابر للحدود

مقتنيات جوجنهايم أبوظبي.. 18 فناناً عالمياً يحتفلون بـ «الضـوء»

صورة

يُعد معرض «أبعاد مضيئة.. مختارات من مقتنيات جوجنهايم أبوظبي»، الذي يقام في منارة السعديات، أول معرض من نوعه لمتحف جوجنهايم أبوظبي، وتستند الأعمال الفنية المتنوعة التي يقدمها المعرض على ثيمة الضوء، ويشكل نافذة للتعرف إلى الرؤية المستقبلية للمتحف، المتمثلة في تعزيز مفهوم الفن العابر للحدود، وتسليط الضوء على موروثات مختلفة من الحداثة وتطور الفكر الثقافي المعاصر في عالم متزايد الترابط والتضامن.

برامج

سيكون جوجنهايم أبوظبي متحفاً يعزز مستويات الوعي والتقدير للفن المعاصر والعمارة وغيرها من مظاهر الثقافة البصرية المعاصرة من منظور دولي، كما سيدعم المتحفَ برنامجٌ تنسيق فني دولي للفن والثقافة البصرية من ستينات القرن الماضي وحتى الوقت الحاضر، مع التركيز بشكل خاص على الفن من الشرق الأوسط، والالتزام باستكشاف الهوية المنبثقة من أصالة التقاليد الثقافية لإمارة أبوظبي ودولة الإمارات. تعود ملكية المتحف ومجموعته الدائمة لحكومة أبوظبي.

يطل «جوجنهايم أبوظبي»، المُحاط بالمياه من جوانبه الأربعة تقريباً، على مناظر الخليج العربي الخلابة والمنطقة الثقافية في السعديات. تنتشر العديد من القاعات حول القاعة المركزية على أربعة مستويات متصلة بواسطة جسور زجاجية في الأعلى. وستحتوي أقماع المتحف المفتوحة الأعمال الفنية، ويذكّر تصميمها بالبراجيل التي عرفت بها المنطقة قديماً، وتقوم بتهوية وتظليل الساحات الخارجية في خليط يمزج التقاليد العربية بالتصاميم العصرية، كما سيضم المتحف أيضاً مسرحاً يتسع لـ350 مقعداً، وورشات تعليمية وفصولاً دراسية، ومختبراً للحفظ والترميم في الموقع. كما سيقدم منحاً دراسية في مجموعة من المجالات، أهمها تاريخ الفن في الشرق الأوسط، وسيستكشف برنامج ديناميكي لتبادل المعارض الموضوعات المشتركة، والعلاقة بين أعمال الفنانين عبر الزمن والجغرافيا، كما أُطلق برنامج طموح للتكليف بالقيام بالأعمال للمجموعة الفنية وقاعات جوجنهايم أبوظبي، الأمر الذي سيعزز التزام المتحف بالعمل مع الفنانين والفن في عصرنا. يتم تطوير جوجنهايم أبوظبي بالتعاون مع مؤسسة سولومون آر جوجنهايم، والتي عززت منذ تأسيسها في عام 1937، مستوى التقدير للفن والهندسة المعمارية والمظاهر الأخرى للثقافة البصرية.

ويتضمن معرض «أبعاد مضيئة.. مختارات من مقتنيات جوجنهايم أبوظبي» 18 عملاً فنياً، من بينها 16 عملاً من مجموعة مقتنيات المتحف، إضافة إلى عملين رئيسين تمت استعارتهما من المؤسسة الشريكة، متحف سولومون آر جوجنهايم في نيويورك، ويتناول ثيمة الضوء باعتباره أحد العناصر الجمالية الرئيسة في الفن، كما يفتح الباب أمام طرق مختلفة لتفسير العمل الفني، سواء كان مصدر الضوء طبيعياً أو اصطناعياً، موجهاً أو منعكساً، داخلياً أو خارجياً، متسامياً أو سماوياً. ويتميز موضوع الضوء بالغنى والمرونة، وهو يتسم بارتباط وثيق بمختلف ثقافات العالم عبر الزمن، وسيتم تقديمه كمبدأ جمالي أساسي في العالم والتاريخ الفني المعاصر.

وفي تعليقه على هذه المناسبة، قال الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة: «يُمثل المعرض الافتتاحي لمتحف جوجنهايم أبوظبي منصّة مثالية لتعريف جمهور الفن بمجموعة مقتنيات المتحف وما يمكن أن يقدمه في المستقبل، كما يعطي لمحة عن الاتجاه الثقافي والدور الأوسع الذي يمكن أن يلعبه على الساحة الفنية الدولية في المنطقة، ومن شأن هذا المعرض أن يسهم في تعزيز الوعي ببيئة المتاحف المزدهرة، ودعم البرامج التعليمية المتعلقة بالفن في أبوظبي وعموم المنطقة».

ويتضمن المعرض خمسة أقسام مختلفة، كل منها يفسر جانباً من جوانب الضوء الذي يمثل الموضوع الرئيس، وتشمل «Activated» (الضوء النشط) و«Celestial» (الضوء السماوي) و«Perceptual» (الضوء الحسي) و«Reflected» (الضوء المنعكس) و«Transcendent» (الضوء المتسامي). وفي حين يبدأ المعرض بتسلسل زمني من ستينات القرن الماضي، تماشياً مع تاريخ بداية الفترة الزمنية التي تمثلها مجموعة مقتنيات جوجنهايم أبوظبي، إلا أنّه يدمج بسرعة بين فترات الزمن، ويجمع بين الفنانين المخضرمين والشباب، ويضم كل قسم مجموعة متنوعة من وسائط الإعلام. وابتداءً من البيئات التفاعلية التي يمكن المرور حولها أو من خلالها إلى مقاطع الفيديو واللوحات والمنحوتات، يتيح المعرض للزوار التفاعل مع تجربة الضوء الفنية في جميع ظواهره المكانية والحسية والإدراكية، ومن بين الفنانين الذين ستُعرض أعمالهم في المعرض أنجيلا بولوك، منير شهرودي فرمانفارمايان، روبرت أروين، واي. زي. كامي، بهارتي خير، رشيد قريشي، يايوي كوساما، أوتو بييني، ودوغ ويلر.

ويشكل معرض «أبعاد مضيئة» بداية مثالية للتعريف بمجموعة مقتنيات متحف جوجنهايم أبوظبي، فهو يوفر شرحاً للرؤية الإبداعية للمتحف، و يعطي لمحة أولية عما سيقدمه في المستقبل من خلال مجموعته الفنية المعروضة، ما يجعل هذا المعرض إنجازاً مهماً في مسيرة نشأة المتحف وتطوره. وتعد ثيمة الضوء بثراء وتنوع أبعادها، إحدى القصص السردية التي قد يتم التركيز عليها بشكل أوسع في تصميم مبنى متحف جوجنهايم أبوظبي، الذي صممه المعماري العالمي المعروف فرانك جيري. ويمثل الضوء عنصراً جوهرياً من عناصر تصميم المبنى، ويتجسد ذلك في مبانيه المخروطية المستوحاة من أبراج الرياح أو ما يعرف في المنطقة باسم «البراجيل» المغطاة بألواح من الزجاج الأزرق، ما سيجعل منه منارة تضيء سماء المشهد الثقافي المزدهر لأبوظبي.

ومعرض «أبعاد مضيئة» من تنسيق سوزان دافيدسون، كبير المنسقين للمقتنيات والمعارض في متحف سولومون آر جوجنهايم نيويورك؛ وساشا كالتير-واسرمان، منسق مساعد، مشروع جوجنهايم أبوظبي، مؤسسة سولومون آر جوجنهايم؛ وميساء القاسمي، مدير البرامج في إدارة المتاحف التابعة لقطاع الثقافة في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة.

تويتر