بعد حصولها على لقب «أفضل مصممة أزياء في آسيا»

المــنــصـــوري: الأزياء لغة وثقافة وتاريخ

صورة

إلى مشوار طويل يمتد منذ 1990، وإصرار على التمسك بالتقاليد والموروث، إلى جانب قائمة من الألقاب الشرفية التي تعكس اهتمامها بالأنشطة التطوعية والإنسانية، استندت مصممة الأزياء الإماراتية، منى المنصوري، خلال مشاركتها في «مهرجان آسيا للمصممين» الذي أقيم الأسبوع الماضي، وهي العناصر نفسها التي أهلتها للفوز بلقب أفضل مصممة أزياء لقارة آسيا، لتصبح أول مصممة عربية تحوز هذا اللقب.

عرض أزياء

شاركت منى المنصور في عرض للأزياء، أقيم مساء أمس، في دبي، وقدمت خلاله ما يزيد على 20 تصميماً، وتميزت التصميمات باستخدام المصممة تقنيات جديدة وحديثة في تنفيذها، واختيار الخامات من الأقمشة المترفة التي تبرز التصميم بكل تفاصيله، مع استخدامها كريستال شوارفسكي المصنع خصيصاً لكبار مصممي الأزياء.

تكريم وكتاب

تكريم جديد من المقرر أن تتلقاه المنصوري خلال ديسمبر المقبل، حيث من المنتظر أن يقام حفل في دبي لمنحها شهادة الدكتوراه الفخرية من «المبادرة الدولية للقيادات الشبابية والتطوعية» و«انترناشونال كولج ان لندن». كما تعكف دار «الوراقون» البحرينية على وضع اللمسات الأخيرة للكتاب الذي تصدره الدار حول المصممة الإماراتية ومسيرتها في عالم الأناقة وتصميم الأزياء، والتأثير الذي أحدثته في هذا المجال والذي جعل منها قدوة لعدد كبير من المصممات الإماراتيات الشابات.

المنصوري التي تؤمن بأن الأزياء لغة وتراث وجزء من تاريخ كل بلد، أوضحت لـ«الإمارات اليوم» أن فوزها باللقب جاء عقب منافسات قوية استمرت على مدى ثلاثة أيام في مدينة شنغ دووا الصينية، وسبقتها تصفيات جرت لاختيار 100 متسابق من أصل 1210 من مختلف دول القارة، ورشة عمل لتصفية المجموعة إلى النصف، تبعتها ورشة عمل أخرى مصحوبة بعرض للأزياء لاختيار أفضل ثلاثة مصممين في القارة، في حين جمعتها المنافسات النهائية مع مصمم من الهند وآخر من الفلبين، وخلال هذه المرحلة حرصت على تقديم قطعة تراثية تمثلت في ثوب مجزع بإكسسوارته التي تضم الطاسة والمرتعشة والمرية، إلى جانب مجموعة من تصميمات الهوت كوتور. وأضافت: «أهتم جداً بأن أحمل معي في العروض التي أقدمها ملامح من التراث الإماراتي، وأضيف لها بعض اللمسات الخاصة بي؛ وأعتقد أن تقديم مثل هذا التصميم التراثي كان له تأثير كبير في فوزي باللقب، إلى جانب تنوع المجموعة التي قدمتها وتميزها»، مشيرة إلى ما ذكره أعضاء لجنة تحكيم المسابقة من أن مشوارها الطويل في مجال تصميم الأزياء، الذي تضمن ما يقرب من 48 عرضاً، بينها 11 عرضاً عالمياً، وتفردها بتصميم أزياء تتضمن رسائل اجتماعية وإنسانية، كانا من العوامل الرئيسة في حسم المنافسة لمصلحتها.

وقالت: «لا يمكن أن أصف مشاعري لحظة إعلان الفوز، وقتها شعرت بالفخر لأنني كنت العربية الوحيدة وسط كل هذه الجنسيات المختلفة، واستطعت أن أحقق إنجازاً عربياً يحسب لدولة الإمارات، بالإضافة إلى أن المسابقة كانت فرصة لتعريف الدول الأخرى لما وصلت إليه المرأة الإماراتية، وإبراز وجهنا الحقيقي أمام العالم. فقد أشارت لي صحفية من مجلة «ايف» التي توزع في روسيا وأوكرانيا، إلى اعتقادها أن دولنا عبارة عن صحراء، وأن المرأة العربية لا تستطيع أن تسافر أو تشارك في فعاليات مثل هذه، لكن فوزي غير لها كل هذه المفاهيم المغلوطة».

من جانب آخر، تستعد منى المنصوري، التي تحمل لقب سفيرة للنوايا الحسنة من منظمة الأمم المتحدة، للسفر إلى القاهرة خلال الأيام المقبلة، لمتابعة إجراءات تأسيس مشروعها الإنساني، وليس الخيري كما توضح، مدينة «أطفال بلا مأوى»، الذي تسعى من خلاله لإنشاء مدينة متكاملة تجمع فيها أطفال الشوارع وتعليمهم وتأهيلهم نفسياً وتربوياً ومهنياً، ليتحولوا إلى أفراد صالحين في المجتمع بدلاً من استخدامهم كوسائل لإثارة العنف، وارتكاب الجرائم كالتسول والبلطجة وغيرهما. وعبرت المنصوري، التي ستتضمن زيارتها لمصر لقاء وزير الأوقاف المصري، عن سعادتها بردود الأفعال التي تلقتها عقب إطلاق المشروع، حيث تلقت العديد من العروض للتبرع المادي من رجال أعمال وأكاديميين، وأفراد من فئات مختلفة في المجتمع المصري. كما تلقت عروضاً من فنانين ورياضيين ومختصين في التربية والتعليم للمشاركة بجهودهم في تأهيل نزلاء المدينة وصقل مواهبهم.

وأوضحت المنصوري أن التصور المبدئي لكلفة المشروع يصل إلى 300 مليون جنيه مصري، على أن يتم فتح باب المساهمات قريباً، تحت مظلة الحكومة المصرية ووزارة التضامن الاجتماعي المصرية، لافتة إلى أن المدينة ستتضمن أقساماً عدة منها للسكن، ومدارس للتعليم، وورش للتدريب المهني لمختلف الحرف للفتيات والفتيان، ومرافق ترفيهية تضم مسبحاً ومسرحاً وسينما، وستضم الأطفال الذين يفتقدون المأوى من عمر ثلاث سنوات إلى 20 عاماً، على أن يتم تصنيف هؤلاء النزلاء وفق الفئة العمرية وكذلك وفق سجلهم وحالاتهم.

في السياق نفسه؛ انتقدت سفيرة النوايا الحسنة موجة «أفلام ودراما العشوائيات» التي ظهرت في السنوات الماضية، وتلقفها من أطلقت عليهم «تجار السينما» لتحقيق المكسب التجاري منهم، من دون الاهتمام بالإساءة التي تحملها هذه النوعية من الأعمال لمصر وشعبها، والتي ضخمت ظاهرة العشوائيات حتى قدمت مصر وكأنها كلها عشوائيات فقط، في الوقت الذي يحرص صناّع السينما والدراما في مختلف الدول على تقديم بلدانهم في أجمل صورة، والتركيز على الأماكن السياحية والأنيقة بما يعود على البلد بالفائدة من تنشيط السياحة، وارتباط المشاهدين من جنسيات مختلفة بمعالم البلد وثقافته، كما يحدث في الدراما التركية وغيرها، وأضافت: «هناك أعمال فنية تضع السم في العسل من خلال رسائل مبطنة غاية في الخطورة، مثل الأعمال التي تظهر الشاب الذي يتعاطى المخدرات في صورة شخص سعيد دائماً أو يتميز بخفة الدم، وهي تفاصيل يجب الانتباه إليها حتى لا تتسبب في تدمير جيل بأكمله».

تويتر