في معرضها الأخير بـ «أيام غاليري» في دبي

شروق أمين.. الرسامة تبني مدينة الــحب

صورة

لا تقدم الفنانة الكويتية شروق أمين نظرتها للمجتمع بأسلوب نمطي واعتيادي، فهي معروفة بالجرأة في طرح موضوعاتها، التي تكسر من خلالها «التابو» والقيود الاجتماعية. تتابع خطواتها الفنية في معالجة قضايا المجتمع من خلال الفن، حيث اختارت في معرضها الأخير «سوف نبني المدينة على الحب والفن»، الذي افتتح في «أيام غاليري» بدبي أخيراً، البناء وإعادة قولبة المجتمع، والناس، لتقدم مدينة تقوم على الحب، وهدم التناقضات السائدة في المجتمع. هذا الحب الذي تريده أمين للعالم، هو الحب الذي يحرك العالم بطريقة إيجابية، إنه البناء الإيجابي والفعال.

سيرة فنية

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/09/197593.jpg

ولدت الفنانة شروق أمين في الكويت، من أم سورية وأب كويتي. استخدمت أسلوبها الخاص في الفن، الذي يجمع العديد من الوسائط الفنية في العمل. بدأت تقديم معارضها منتصف التسعينات، وقد اقتنيت أعمالها من مجموعة من الغاليرهات الفنية الخاصة والعامة، في الشرق الأوسط، وأوروبا، وأميركا. قدمت مجموعة من المعارض في عدد من المدن، منها: دبي، والكويت، والقاهرة، ولندن ونيويورك. في عام 2013 حصلت أمين على لقب «فنان العام»، التي تمنح من جائزة المرأة العربية، كما أنها الفنانة الكويتية الوحيدة التي بيعت أعمالها في «كريستيز».


«إنه عالم الرجال»

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/09/197529.jpg

تعد حادثة إغلاق معرض الفنانة شروق أمين في الكويت عام 2012، من أبرز المواقف التي أثرت فيها، لكنها جعلتها تصرّ على تقديم فنها وبالتوجه نفسه. وقد حدث أنه تم إغلاق المعرض وعنوانه «إنه عالم الرجال»، بعد ثلاث ساعات من افتتاحه، بحجة أنه يضر بالأخلاق. يذكر أن الفنانة ركزت في المعرض على النفاق والتناقض، اللذين يحملهما المجتمع.


مفهوم إعادة البناء

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/09/197711.jpg

تبرز أمين، من خلال المعرض الذي يستمر حتى 23 المقبل، مفهوم إعادة البناء، سواء في المدن أو الأشخاص، فتجعل أعمالها زاخرة ببناء الشخصية والعقل والنفسية، وكل ما يرتبط بالإنسان، والمحيط والمجتمع. تفتح لوحاتها على مسافة من الأمل، فتحملها رسالة إيجابية، لتجعل الفن الوسيلة الفعالة والقوية في إيصال مفهومها الخاص، الذي تريد تعميمه. تتوزع في أعمال أمين الشخصيات، والمشاهد من المدينة، والفضاء، لتعرض من خلالها مجموعة من القيم، التي يوازيها فيض من المشاعر الإنسانية السلبية التي نجدها توجهها لتكون أكثر إيجابية، ومتجهة نحو عملية البناء لا العكس.

تبرز أمين، من خلال المعرض الذي يستمر حتى 23 المقبل، مفهوم إعادة البناء، سواء في المدن أو الأشخاص، فتجعل أعمالها زاخرة ببناء الشخصية والعقل والنفسية، وكل ما يرتبط بالإنسان، والمحيط والمجتمع. تفتح لوحاتها على مسافة من الأمل، فتحملها رسالة إيجابية، لتجعل الفن الوسيلة الفعالة والقوية في إيصال مفهومها الخاص الذي تريد تعميمه. تتوزع في أعمال أمين الشخصيات، والمشاهد من المدينة، والفضاء، لتعرض من خلالها مجموعة من القيم، التي يوازيها فيض من المشاعر الإنسانية السلبية، التي نجدها توجهها لتكون أكثر إيجابية، ومتجهة نحو عملية البناء لا العكس.

لا تختلف أعمال أمين الأخيرة عن أعمالها السابقة، فقد اعتمدت أسلوبها المعتاد في المزج بين التصوير والألوان والكولاج، لتقدم من خلال لوحاتها الشخصيات التي ترافقها في أعمالها. تجمع نظرة أمين إلى المجتمع بين الرفض الذي يتخذ من السخرية أسلوباً للتعبير، فنجدها متطرفة في تعبيرها عن ما يحدث في المجتمع، وتصويرها له يخلو من الأسلوب النقدي النمطي. تتخذ في بناء اللوحة مجموعة من الشخصيات التي تتعمد إبرازها منصهرة في البيئة، من خلال الزي التقليدي لمجتمعها، ثم لا تلبث أن تبرز التناقض بين المظهر والمضمون، فنجد هؤلاء الأشخاص يسعون إلى الفرح بطرق تتخطى العادات والتقاليد المفروضة عليهم، كاللوحة التي قدمتها، بعنوان: «مرح = حرام»، حيث اعتبرت أن الترفيه والمرح مرتبطان بفكرة التحريم في مجتمعنا الشرقي.

تحمل دعوة أمين للفرح والحياة الكثير من الإشراق في اعتمادها صورة وردية، يضفيها نثر الورود على اللوحات بأسلوب رمزي، لا يدخل ضمن إطار الزركشة بقدر ما يتم توظيفه في العمل الفني، كي يكون جزءاً أساسياً في توصيل رسالتها من العمل. استخدمت الورود في العديد من اللوحات، لاسيما التي حملت مجموعة عائلات، أو حملت أفراداً من العائلة الواحدة، حيث كانت تضع الورود على الأفواه تارة، وطوراً تغطي بها الوجوه كاملة، في إشارة إلى التأثير الإيجابي الذي تريده طاغياً. هذه الورود التي تمنح الأعمال نظرة إيجابية وتفاؤلية في الحياة وفي نظرية البناء، تتفاقم مع نزعة أنثوية بارزة في أعمال أمين، حيث إن الكثير من الشخصيات التي تعرضها أمين نسائية، وتحمل أنوثة طاغية وبادية في العمل.

تسعى أمين إلى هدم التناقض في المجتمع، فنجد لوحتها غنية بالتناقضات، حيث يبدو أنها تتعمده أسلوباً في إبراز رسالتها من الفن، على قاعدة أن الضد يظهر حسنه الضد، كما أنها تنغمس في جعل اللوحة محملة بالكثير من الأفكار والرسائل، فلا نجدها تقدم متعة فنية بالمقدار نفسه الذي تركز فيه على الرسالة، ما يجعل لوحتها موجهة إلى عقل المتلقي أكثر من بصره. تتوجه من خلال مجتمعها والعائلة، والناس، تعتمد على النساء والرجال في اللوحات من مختلف الأجيال. تأخذ المجتمع الخليجي بشكل أساسي، وتحاول أن تتعمق في مشكلاته، تبدأ من الوجود، ومن القيم والعادات، لتسرد الكثير من التفاصيل البسيطة التي تصبح عاملاً جوهرياً في بناء اللوحة. إنها تقدم للناس نسيجاً من حلم باطني قد يراود الكثيرين، لكنهم لا يفصحون عنه، ما يجعل أمين واحدة من الفنانات اللواتي اخترن الطريق الأصعب في الفن، خصوصاً أنها تنتمي إلى مجتمع خليجي لا يتقبل أفكارها وفنها بسهولة.

وقالت شروق أمين عن معرضها، إنني «أجمع في المعرض بين العديد من الوسائط، منها الصور والرسم والكولاج، وأؤمن بأن هناك ما يمكنني التغيير به، وأن أعمالي تمتاز بكونها جريئة، وبكونها تعبر عن الكثير من المشكلات التي يعد الحديث عنها من المحرمات». وأضافت «هذه مهمة الفن، فلابد من استخدام الفن كسلاح ليس فقط لعرض الحقائق في المجتمع، وإنما أيضا للحديث عن الموضوعات المهمة لتطور المجتمع سياسياً واجتماعياً». واعتبرت أن الحديث عن هذه القضايا من شأنه أن يولد لدى الجمهور المعلومات، وهذه المعلومات من شأنها أن تسير حراك التغيير والتطور في المجتمع. ولفتت إلى أنها تتحدث عن مختلف الأجيال، لكن جيل الشباب يعنيها على نحو خاص، لأنه الجيل الذي يمكنه أن يبدأ. وحول الشعر الذي تنظمه إلى جانب الفن، لفتت أمين إلى أن الشعر يرتبط بالرسم، فالشعر هو التعبير بالكلمة، موضحة أنها تستخدم الوسيط الذي تشعر بأنه يسيطر عليها في وقت معين، بينما حالياً تميل إلى الرسم. وأشارت أمين إلى أن الشعر تكتبه لنفسها بالدرجة الأولى، وفي المستقبل ستنشر المزيد من الكتب. أما بين الصورة والكلمة، فقد اعتبرت أنهما يتمتعان بالقوة ذاتها، ولا يمكن تحديد أيهما أقوى إلا من خلال من يسمع أو يرى الأعمال، لكن ما يحسب للصورة أنها لغة عالمية، بينما الكلمة تحافظ على قوتها على مدى الأزمنة، فاللوحة لا تحمل التأثير نفسه، إن لم نرها بشكل مباشر.

تويتر