مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث يوائم في كـوادرها بين المخضرمين وجيل الشباب

«الأولى»..إذاعة جديدة تنطق أولى كلماتها فجر غد

«الأولى».. قناة إذاعية يطلقها مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث بكوادر إماراتية متميزة. تصوير: باتريك كاستيلو

مع أذان فجر الغد وعلى تردد جديد هو 107.4، تكون ساحة الإعلام المحلي والخليجي والعربي قد رُفدت بإذاعة جديدة، يؤشر اسمها «الأولى» إلى سعي مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، الذي تنطلق القناة في ظلاله، لأن تشكل إضافة حقيقية جديدة، سواء من حيث الشكل أو «المحتوى».

«الإمارات اليوم» عايشت الساعات الأولى للإعداد لانطلاق القناة، عبر مقرها في مدينة دبي للإعلام، وسط حماسة وترقب واضحين من أسرتها، وبدا أن الجميع جاهز للإطلالة الأولى، التي وعدوا بأن تكون مخلصة لثيمات ثلاث تشكل هويتها، وهي كونها قناة «إماراتية»، يعمل طاقمها بحس «وطني»، وتبدي اهتماماً شاملاً بالمحتوى «التراثي».

هذه الثلاثية تحديداً هي الناظم لمحتوى «الأولى»، فالقناة التي تعمل بطاقم إماراتي، لهجتها هي المحلية المحكية، ومحتواها يبحر ويتنوع في الشأن التراثي على اختلاف مجالاته، يسجل لها أنها تأتي بمثابة الإذاعة «الأولى» بالمنطقة التي تتخصص في التراث، لكن بصيغ عصرية، وقنوات منفتحة على ثورة المعلومات، وإيقاع العصر.

ما الذي يمكن أن يتابعه مستمع «الأولى»، وإلى أي مدى ستلبي حاجة قطاع متنوع من الجمهور؟ سؤال تجيب عنه إطلالة «الإمارات اليوم» على بعض محتوى الإذاعة، التي رغم إعلانها أن التراث المحلي هو مادتها الرئيسة، إلا أنها تصطحبه في رحلتها إلى آفاق رحبة، عبر صيغ إعلامية عصرية، وكوادر بشرية إماراتية تمزج بين الخبرة الإذاعية والإعلامية، والطاقة الشبابية، لدرجة أن جانباً من كوادرها تمتد خبراتهم الإعلامية لعقود، في حين أن يوم البث سيكون أول أيام العمل خلف ميكروفون الإذاعة لبعضهم الآخر.

تلبية حاجات جمهور المستمعين تبقى دون شك تحدياً مهماً لإذاعة جديدة «متخصصة»، وإذا كان الانطباع الأول قد يذهب إلى فكرة أن البرامج المقدمة تمثل استدعاء لمحتويات تراثية جامدة، فإن الدورة البرامجية الأولى لإذاعة «الأولى»، تؤشر إلى أنها ستكون قادرة على تلبية حاجات جمهور المشاهدين على تنوع اهتماماتهم، حيث تسعى لأن تكتشف معه أن التراث ليس الأشكال النمطية التي حافظت على وجودها لحقب زمنية، بقدر ما أن واقعنا المعاصر، وهويتنا اليوم، هما امتداد يلعب فيه الموروث بشتى أشكاله عاملاً تراثياً.

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، عبدالله حمدان بن دلموك، إنه «بتوجيهات سمو ولي عهد دبي بحفظ التراث وتوثيقه ورفده بالدراسات والأبحاث العلمية وتوفير المصادر، انطلقت هذه الإذاعة (الأولى)، وهي إحدى مبادرات مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، وتمثل رؤيته الرامية إلى نشر تراث الدولة بأصالة وحداثة وبلغة تواكب روح العصر وتحقق أحد الأهداف التي أنشئ المركز لأجلها». الإعلامية الإماراتية الشابة فاطمة عارف البناي، التي تقدم نشرة أخبار الإمارات على تلفزيون دبي، تظهر في الإذاعة الجديدة كحلقة وصل نشطة وفعالة بين الجميع، حيث تتولى البناي إدارة القناة، لتجمع في هذه المهمة المهنية بين إمكانات مقدمة نشرات الأخبار، والقدرة على إدارة قناة تهتم بالمحتوى التراثي المحلي، وهي التجربة التي وصفتها البناي بـ«المحورية» في مسيرتها الإعلامية، حيث تتولى أيضاً مسؤولية إدارة الإعلام في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث.

وحول محتوى «الأولى»، قالت البناي إن «الثقافة هي الجانب الأكثر أهمية من هوية الشخص الوطنية، ونحن نسعى من خلال (الأولى) إلى تعريف الجيل الجديد بالتاريخ والثقافة والتراث والفنون الشعبية في دولة الإمارات، وستكون (الأولى) منصة ليست فقط لتعزيز جوانب مختلفة من هويتنا الوطنية، بل لتبادل الخبرات وزيادة المعرفة حول ثقافة وتراث البلاد، كما ستسلّط (الأولى) الضوء على التقاليد العميقة الجذور والتراث، من خلال مجموعة متنوعة من البرامج، التي توضح مدى عمق ثقافة الدولة، التي لاتزال معزّزة في خضم التطورات الحديثة والسريعة التي تشهدها البلاد»، كما سيكون للرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث فقرة «سلوم»، التي تنشر في جريدة «البيان» منتصف كل شهر، ويتناول فيها أحد الموضوعات الاجتماعية، التي تدخل في عمق التراث». ويتولى إدارة الفريق التأسيسي لإذاعة «الأولى» عبدالله حمدان بن دلموك، الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، وكوادر وطنيّة متخصّصة بمن فيها حصة العسيلي (أم الإعلام)، أول مذيعة إماراتية، وتم تعيينها لتشغل منصب المشرف العام للبرامج في قناة الأولى، وسالم الزمر المستشار الثقافي للدراسات والأدب الشعبي في مركز حمدان لإحياء التراث، وإبراهيم جمعة المستشار التراثي للفنون الشعبية في المركز، وحسن شاهين المدير التقني، إلى جانب استقطاب الكفاءات الشابة المؤهلة إعلامياً.

وستقدم الإذاعة عدداً من البرامج المتنوعة، منها «الأولى مع الأولى» مع حصة العسيلي، الذي يعنى بإبراز القيم الإنسانية، واستعراض تاريخ الشخصيّات التي أثرت الوطن بإنجازاتها وقصص نجاحها، و«عذب الكلام» ويتناول أجمل أبيات الشعر النبطيّ والفصيح ويستضيف الشعراء، و«أمسنا الحاضر» للإعلامي فهد المعمري، وهو برنامج يشمل موضوعات مختلفة، ويحيط بجوانب عدة من الموروث الشعبي. ويقدم الإعلامي الشاب سالم محمد برنامج «صباح الأولى»، ويطل برنامج «أخذ وعطا» من خلال المذيع أحمد البدواوي، فيما تقدم المذيعة الشابة أثير بن شكر برنامج «للشباب رأي».

ويطل عضوا لجنة تحكيم بطولات اليولة المختلفة: راشد حارب الخاصوني ومسلم العامري، لأول مرة في عمل إعلامي عبر برنامج «ميادين»، وبخلفية تلفزيونية تقدم المذيعة في قناة دبي الفضائية سماح العبار برنامج «لَيواد»، ويطل برنامج «الميلس» من تقديم سيف بن سليمان وحمد بن سليمان غانم العصري. وتتنوع البرامج أيضاً لتشمل في اهتماماتها الفئات السنية المبكرة، منها برنامج «حس الصغار» تقديم خلود مصطفوي، دون أن تتجاهل إدارة القناة اهتمامات الشباب بقطاع الرياضة، حيث يقدم ماجد العصيمي وثاني جمعة بن رقاد برنامج «مساء الرياضة». وتبدو المحافظة على المسميات والمفردات التراثية للبرنامج واضحة، كما في برنامج «فراخ الهوا» الذي يقدمه سالم محمد بن إبراهيم.


في ضيافة سماح العبار

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/09/1972849%20(2).jpg

مذيعة الأخبار في قناة دبي الفضائية، سماح العبار، ستكون لها إطلالتها في قناة «الأولى»، من خلال برنامج «ليواد»، الذي سيستضيف شخصيات إماراتية مؤثرة. وقالت العبار إن الهدف من البرنامج تقديم نماذج إماراتية حقيقية للأجيال المعاصرة.

الجديد في تجربة العبار أنها لأول مرة ستودّع الفصحى التي تتمسك بها دائماً في عملها، لصالح اللهجة المحلية المحكية هذه المرة.

«ميادين».. خارج الميدان

من ميدان اليولة إلى «ميادين» الإذاعة، يشارك راشد حارب الخاصوني زميله مسلم العامري تقديم برنامج «ميادين»، وهي المرة الأولى التي يظهر فيها الزميلان بلجان تحكيم بطولات اليولة المختلفة، في تقديم برنامج إذاعي.

العامري والخاصوني أكدا تحمسهما للتجربة، ولم يخفيا أن هناك عوائق مهنية كثيرة صادفاها في البداية، لكن ورشة تدريب حقيقية سهلت لهما الكثير بهذا الصدد.

فاطمة البناي: صانعة النجوم

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/09/1972849%20(1).jpg

توقعت مديرة إذاعة «الأولى»، الإعلامية الشابة فاطمة البناي، أن تتحول الإذاعة الوليدة إلى محطة لصناعة إعلاميين إماراتيين نجوم، ليس في مجال الإعلام المسموع فقط، بل والمرئي أيضاً. وأضافت البناي، قبل ساعات من انطلاق البث، لـ«الإمارات اليوم»، أن «الفواصل بين الفضاءين: المرئي والمسموع تضيق ومن يمتلك أدوات النجاح في أحدهما، بنسبة كبيرة، فهو قادر على تحقيق نجاح مماثل، لأن التحديات الأساسية تبقى من حيث المضمون واحدة، فيما تلعب إرادة خدمة الوطن والإيمان الحقيقي بحق المتلقي في المعلومة دوراً حاسماً في نجاح، ليس المذيع فحسب، بل المنظومة الإعلامية مكتملة». ولفتت البناي إلى استراتيجية القناة الهادفة إلى تقديم فرص حقيقية للدماء الإماراتية الجديدة، في مجال الإعلام، مضيفة «الرصد الواقعي يؤشر إلى أن الجيل الجديد بحاجة إلى فرص حقيقية، خصوصاً الإماراتيات اللائي لايزلن عددياً قلة في الإعلام المحلي».

وتوقعت البناي أيضاً أن تثري المنافسة الإيجابية مضامين وشكل الإذاعات المحلية في الفترة المقبلة، لكنها أكدت أن «محتوى (الأولى) فريد من نوعه، وخطوة إطلاق إذاعة مختصة بالتراث تبقى رائدة ومبادرة مهمة تسجل لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث».

حصة العسيلي «الأولى مع الأولى»

المعروفة بلقب أول إعلامية إماراتية، المخضرمة حصة العسيلي، تعود إلى الساحة من أجل إطلالة الإذاعة الجديدة، ببرنامج «الأولى مع الأولى»، حيث تشغل العسيلي منصب المراقب العام للبرامج.

وهي مرجع إعلامي، تنهل منه الكوادر الشابة التي تزخر بها القناة الجديدة، ومنبع لـ«الطاقة الإيجابية»، على حد تعبير العديد من المذيعين والمذيعات الشباب، والجيل الجديد الذي تؤكد، بمنتهى التواضع، امتلاكه أدوات أكثر ثراء للإبداع إعلامياً.

أنغام الخلود.. حاضرة

يستعيد‭ ‬مستمعو‭ ‬«الأولى»‭ ‬مواهب‭ ‬إماراتية‭ ‬غابت‭ ‬عنهم،‭ ‬رغم‭ ‬مشاركتها‭ ‬الفعالة‭ ‬في‭ ‬إثراء‭ ‬الحركة‭ ‬الشعرية‭ ‬بالإمارات‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة،‭ ‬كأن‭ ‬إذاعة‭ ‬«الأولى»،‭ ‬في‭ ‬سعيها‭ ‬لتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬ثراء‭ ‬التراث‭ ‬المحلي،‭ ‬تقع‭ ‬تحت‭ ‬أيديها‭ ‬لآلئ‭ ‬من‭ ‬الماضي‭.‬
الشاعرة‭ ‬هند‭ ‬الظاهري‭ ‬المعروفة‭ ‬بـ«أنغام‭ ‬الخلود»،‭ ‬ستقدم‭ ‬برنامجاً‭ ‬أسبوعياً‭ ‬يهتم‭ ‬بالشعر‭ ‬النسائي،‭ ‬حيث‭ ‬تستضيف‭ ‬فيه‭ ‬أبرز‭ ‬الأسماء‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الشعرية‭ ‬الإماراتية‭.‬
إبراهيم جمعة: بهارات الإذاعة

مستشار الفنون بمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث الفنان والملحن إبراهيم جمعة، الذي يتولى الإشراف على قطاع الموسيقى في «الأولى»، وصف الموسيقى بأنها «بهارات الإذاعة»، وكلمة السر القادرة على إضفاء نكهة بعينها لكل محطة إذاعية على حدة.

وكشف عن تلحينه عدداً هائلاً من الأغاني من كلمات الشاعر عبدالله حمدان بن دلموك، والشاعر سالم الزمر، مؤكداً أن «الأولى» ستكون ثرية بالأغاني ذات القالب التراثي.

سالم الزمر..إطلالتان

يطل الشاعر الإماراتي سالم الزمر، عبر برنامجين مختلفين، أحدهما يومي هو «الشعر في زورق من حنين»، والآخر أسبوعي هو «عذب الكلام».

ويؤكد الزمر أن البرامج الشعرية طوق نجاة حقيقي، يستطيع أن يحافظ على جماهيرية الشعر فقط، وجذب شرائح جديدة لتذوقه.

وأكد الزمر أن إطلالته عبر «الأولى» ستكون مختلفة، نظراً للاتجاه الفريد للقناة الذي ينتصر للتراث أولاً.

سالم محمد يعود في «الصباح»

سالم محمد يتوقف في محطة جديدة بمسيرته الإذاعية مع «الأولى»، مستفيداً من خبراته السابقة، لكن سالم يخوض في الوقت نفسه تجربة جديدة مع «الأولى»، عبر البرنامج الصباحي «صباح الأولى».

السمات الشخصية تتواءم مع طبيعة البرنامج، خصوصاً في الإذاعة، حيث لا يعكس شخصية المذيع ويوصله إلى المتلقي سوى وسيط وحيد، هو صوته، وطبيعة البرنامج الصباحي تتواءم كثيراً مع شخصية سالم، حسب حصة العسيلي.

«أثير» على «الأثير»

طاقة شبابية متجددة، وإقبال منقطع النظير على التعلم، ورغبة مستمرة في تطوير الذات، هكذا وصفت الإعلامية المخضرمة حصة العسيلي المذيعة الشابة أثير بن شكر، التي تطل عبر أثير «الأولى»، من خلال برنامج «للشباب رأي».

وذكرت أثير أنها ستسعى في برنامجها إلى توفير منصة حقيقية للشباب، من أجل طرح آرائهم بكل شفافية وحرية، في الموضوعات المثارة، مؤكدة أن طبيعة البرنامج «تفاعلية» في المقام الأول.

تويتر