محمية النباتات النادرة والتشكيلات الصخرية الفريدة

نورد فوجيزون.. جنة فرنسية لعشاق التجول

صورة

تتنوع عوامل الجذب السياحي في فرنسا ما بين شواطئ رملية ناعمة على البحر المتوسط وكنوز تاريخية في باريس ومناظر طبيعية خلابة في محمية نورد فوجيزون، التي تقع على الحدود مع ألمانيا. وبفضل ثراء المحيط الحيوي وتنوعه فقد انضمت هذه المحمية الطبيعية إلى قائمة التراث الطبيعي العالمي لمنظمة اليونسكو، وتعتبر بمثابة جنة رائعة لعشاق التجول والتنزه سيراً على الأقدام في أحضان الطبيعة الخلابة.

مؤثرات ضوئية

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/09/196744.jpg

هناك فتحة واسعة في الصخور المتآكلة تؤدي إلى ظهور مؤثرات ضوئية جميلة على الصخور، ونظراً لأن هذه الارتفاعات الطبيعية تعتبر مثالية لإقامة القلاع وتشييد الحصون، فيشاهد السياح على حافة مسار التجول أطلالاً لحصون وقلاع أقامها الفالديك وفالكنشتاين. ويظهر في الأفق الكثير من القلاع والحصون باتجاه ألمانيا على الحدود وفي منطقة شاتو دي فالكنشتاين، وتستقطب هذه الأطلال القائمة على صخور الحجر الرملي بارتفاع 30 متراً وبعرض 90 متراً نحو 70 ألف سائح سنوياً. وهناك العديد من مسارات التجول الأخرى، التي تقود السياح الى خطى صناع الأحذية الخشبية ومواقد الزجاج.

ويشاهد المرء في محمية نورد فوجيزون الطبيعية أعداداً كبيرة من السياح الرحالة، الذين يحملون حقائبهم على ظهورهم، وتضم المناظر الطبيعية أيضاً بعض ماشية هايلاند ذات الشعر الأشعث، التي ترعى بحرية على المرتفعات، والتي تعمل على الحفاظ على البيئة في محمية نورد فوجيزون الطبيعية. وعندما أصبحت زراعة التربة الحمضية غير مجدية للإنسان، اتسعت رقعة الغابات أكثر، وأدى ذلك إلى ظهور خطر تدمير التنوع البيولوجي لبساتين الفاكهة في الوادي. وأوضحت جيرالدين مولر، المرشدة السياحية أثناء جولة التجول في المحمية، قائلة: «تتمتع الماشية بقوة كبيرة، ويمكن أن تظل في الهواء الطلق طوال العام من دون أية حماية إضافية». وأضافت المرشدة السياحية أنها تتذكر وطنها الأصلي أسكتلندا على الفور عند مشاهدة ماشية هايلاند.

وتتغير الصورة بعض الشيء على الطرق الزراعية البعيدة، حيث تطغى أصوات الضفادع على المشهد بدلاً من ظهور المراعي والماشية. وتبدأ رحلة التجول بالفعل من منطقة «إتانغ دي هانو»، التي تعتبر في الوقت نفسه ملتقى الذواقة ومنتجع للاستحمام والاستجمام.

وعلى درب التجول تنمو العديد من النباتات النادرة، مثل نبات سنديو أو نباتات ذات سيقان صغيرة قوية مع تاج أبيض، وأوضحت المرشدة السياحية أن هذه النباتات تتمكن من تخزين المياه بمقدار 25 ضعف وزنها الجاف. ويمتد مسار التجول لمسافة 132 كيلومتراً ويمر عبر محمية نورد فوجيزون الطبيعية، ويمكن للسياح اجتياز هذا الدرب في مدة تصل إلى 19 ساعة، مع أخذ فترات راحة بصفة مستمرة لالتقاط الأنفاس وتناول بعض السوائل والمياه. وتمر المجموعة السياحية أثناء جولة التنزه سيراً على الأقدام عبر الغابات الكثيفة وتسير حول البحيرات وبرك المياه الهادئة، وتتسلق منحدرات الحجر الرملي.

ويشاهد السياح أثناء جولات التنزه بعض التشكيلات الصخرية التي تشبه الفِطر العملاق، كما تظهر ثقوب مستديرة في بعض الصخور الأخرى. وأضافت المرشدة السياحية أن هذه الثقوب تمنح الصخور اسمها، حيث يطلق عليها اسم صخور البازلاء.

ويتمكن السياح أثناء رحلة التجول بالقرب من بلدة لا بيتيت بيير من معايشة الأجواء التي جعلت من محمية نورد فوجيزون الطبيعية تستوفي الاشتراطات اللازمة لتصنيع الزجاج. وفي هذه المنطقة يمر مسار التجول عبر جبال من الحجر الرملي، وتعترض مسار الطريق جذوع الأشجار الكبيرة، وتنمو نباتات السرخس الكبيرة على جانبي الطريق.

زجاج

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/09/196741.jpg

يوفر الحجر الرملي الملون المواد الخام لصناعة الزجاج، ويتم الاعتماد على أخشاب الغابات كوقود، كما أن نبات السرخس يساعد على ذوبان الرمال. ويستمتع السياح في تلك الأثناء بتناول وجبة خفيفة من البيض المسلوق وجبن المونستر والخبز الريفي، وهم يلقون بأنظارهم على مسارات التجول المتعرجة والمناظر الطبيعية الخلابة.

تويتر