يدخل العالمية بـ «حصان الحرية»

سامر المصــري: ابتعدت بسبب «الفبـركة الدرامية»

صورة

قال الفنان السوري سامر المصري، إن «ابتعاده عن الساحة الفنية في العامين الماضيين يرجع لأسباب عدة، من أهمها تأثره بالأحداث التي تجري في سورية، والتي أثرت في كل الوسط الفني السوري، وعجزه عن التأقلم مع حالة التشرذم التي حدثت للعاملين في هذا المجال، على عكس آخرين تمكنوا من التأقلم مع هذه الأوضاع ومواصلة العمل»، معرباً عن عدم قدرته على تقبل «فبركة النصوص»، بعد أن صارت معظم النصوص الدرامية التي قدمت وتقدم في ظل الظروف الراهنة بحاجة إلى الفبركة من أجل الاستمرار، كأن يتم اختلاق أحداث تقع في بلدان مختلفة، أو قصص بعيدة عن الواقع حتى يتم تصوير العمل في أماكن أخرى خارج سورية.

«أبوجانتي»

قال سامر المصري إن مسلسل «أبوجانتي» الذي قدم منه جزأين، كان من المقرر أن يتضمن خمسة أجزاء كل جزء يدور في بلد، ولكن توقف العمل فيه نتيجة للأحداث التي وقعت في سورية والمنطقة، وبات من الصعب تصوير الأجزاء المتبقية.

وأضاف: «قد تستمد هذه الفبركة شرعية من أهميتها لاستمرار الدراما السورية، ومحاولات منتجين إطالة عمرها، ولهم حق في ذلك، ولكن بالنسبة لي لم أتمكن من التأقلم مع هذا الأمر، فالفن بالنسبة لي يرتبط بالصدق»، موضحاً خلال اللقاء الذي جمعه بالإعلاميين في أبوظبي على هامش استضافته في برنامج (Live@5) على إذاعة «ستار إف إم» مع الإعلامي فاروق الدرزي، ومن إخراج ايلي دابلي، أن «الدراما اتجهت في الآونة الأخيرة إلى الرومانسية والتجريد، بينما في رأيه أن الفن يجب أن يؤدي وظيفته في أن يفكر المشاهد بالواقع».

وأوضح الفنان الذي اشتهر بدور «أبوشهاب» في «باب الحارة»، أن «مشروع مشاركته في فيلم أجنبي مازال قائماً، ولكن تم تأجيل تصوير الفيلم لشهرين بسبب مشكلات إنتاجية»، مشيراً إلى أن الفيلم بعنوان «فريدوم هورس» أو «حصان الحرية»، وأمامه فرصة اختيار الشخصية التي يمثلها من بين شخصيات العمل. لافتاً إلى مشاركته في فيلم عالمي آخر، ولكن أسرة الفيلم تتحفظ على الإعلان عن تفاصيله.

وعن رأيه في الإعمال الدرامية السورية التي عرضت، أخيراً، أشار المصري إلى أن هناك أعمالاً مهمة استطاعت أن تقارب الواقع وتعبّر عنه، مثل: «حلاوة روح» و«قلم حمرة»، بينما ذهبت أعمال أخرى نحو التجريد بما يعكس ظاهرة جديدة وهو تعريب الأعمال الأجنبية كالمكسيكية والبرازيلية والتركية وتركيبها على الواقع، وهي إحدى مشكلات مسلسل «الأخوة»، الذي اعتبره يمثل واحدة من التجارب «المعقولة» في الدراما، ولكنه لا يرى نفسه فيه حيث يراها في حالات درامية أكثر صدقاً.

وأضاف: «أما دراما البيئة الشامية فقد تم تحميلها أبعاداً سياسية، رغم أن ميزتها الأهم كانت تتمثل في طابعها الاجتماعية الخالصة، وصار يراد منها إسقاط التاريخ على الواقع المعاصر، ومنها (باب الحارة)، الذي يحمل هذا العام خطاباً سياسياً، بما في ذلك الإصرار على عودة المسلسل بعد توقف خمس سنوات، بما يعني أن الأمور تسير على ما يرام ونحن بخير، والحقيقية أننا لسنا بخير، وهذه السياسة هي التي وصلت بنا إلى ما نحن فيه، مثل المريض بالسرطان الذي يرفض الاعتراف بالمرض فيخسر فرص العلاج. بينما باتت الدراما التاريخية تقدم بمقاسات معينة لتخدم أصواتاً بعينها، واتجه البعض نحو الركض خلف الدراما التركية وتقليدها ولو من خلال الاتكاء على مفاصل مشابهة للأعمال التركية، وكأنهم يرغبون في نسف الدراما العربية، وهذا أمر أرفضه، فانا لا أعمل بطريقة القص واللزق (كوبي بيست)، ويهمني أن يحاكي النص عقل المشاهد ويحترمه، خصوصاً أن تاريخنا ثري».

واعتبر أن الفنان العربي أصبحت أمامه في الفترة الأخيرة فرصة للتواجد في الأعمال العالمية، بعيداً عن مأزق تمثيل أدوار تسيء للعالم العربي والشخصية العربية، أو أن تنحصر الأدوار التي تسند إليه في الصورة النمطية للعربي، بفضل ظهور جيل من المواهب التي تحمل جنسيات أجنبية من أصول عربية، تحاول أن تتواجد في السينما الغربية بأفكار منصفة للعرب، مثل فيلم المخرج سام قاضي «المواطن»، الذي قام ببطولته الفنان المصري خالد النبوي وقدم فيه شخصية عربي يتعرّض للظلم في أميركا، وهو دور لم يكن يسمح له بالظهور على الشاشات العالمية، مشيراً إلى حرصه على دعم هذه التجارب وأصحابها، كما توجد دول عربية تقوم بدعمها مثل الإمارات، التي تقدم منحاً لتمويل التجارب السينمائية المتميزة.

وعبّر سامر المصري عن إعجابه المستوى الذي وصلت إليه الدراما المصرية في السنوات الأخيرة، خصوصاً الأعمال التي تحمل دماء جديدة لمخرجين وفنانين جدد، وتخرج عن التابوهات التي تلتزم بها أعمال النجوم وسيطرتهم، منوهاً إلى أن الدراما المصرية خرجت من عنق الزجاجة واستطاعت أن تصل إلى مساحات وأفق بعيدة، وهو ما يشجعه على المشاركة في الأعمال المصرية، وهو ما كان يتردد فيه في السنوات الماضية عندما كانت الدراما السورية متصدرة المشهد، بينما كانت تعاني الدراما المصرية التكرار وسيطرة النجوم وعوامل ضعف أخرى.

من جهة أخرى، أشار إلى أن علاقته بالفنانين السوريين جيدة ويتواصل مع كثير منهم، ولكنه في الفترة الماضية كان يقضي معظم وقته في مساعدة عائلته التي تضرر كثير من أفرادها من جرّاء الأحداث، وتعرّضت منازلهم للتدمير، ما اضطره إلى العمل على نقلهم إلى خارج سورية.

لا للسياسة

 

شدّد المصري على حرصه على الابتعاد عن السياسة، فهو يتابع الأحداث من موقع المراقب، كما يرفض استخدام فنه أو إنسانيته في دعم العنف أو القتل، ولن يمكن أن يستخدمهما في دعم العمل الإنساني. وأضاف: «لا أعتقد أن الفنان يمكن أن يستخدم نجوميته في السياسة، إلا في حال كان لديه طموح سياسي، وبالنسبة لي، أتعرض منذ سنوات لزجي في السياسة، ووصل الأمر إلى ترويج شائعة ترشحي لانتخابات الرئاسة التي تجاوزت وسائل الإعلام العربية لتصل إلى صحف عالمية».

وذكر أنه «لا يمكن لأحد مصادرة حق الفنان في أبداء رأيه عبر صفحته على الـ(فيس بوك)، أو غيره من مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن طريقة التعامل مع هذا الحق هي التي يجب مراعاتها».

خلافات

اعتبر الفنان السوري أن الخلافات السياسية لم تعد تؤثر بشكل كبير في العلاقات في الوسط الفني، كما كان يحدث في بدايات الأحداث في سورية، إذ كانت بعض شركات الإنتاج تختار المشاركين في أعمالها بناء على مواقفهم السياسية، مشيراً إلى أن الاختلاف ضروري، «ولكننا لم نعتاد عليه، لأننا عشنا فترة طويلة نتبع لون واحد».

تويتر