خلال مشاركتهم في فعاليات الجائزة بأبوظبي

أعضاء تحكيم «الإيمي»: الدراما العربية قادرة على المــــنافسة عالمياً

أبوظبي استضافت فعاليات تحكيم جوائز «الإيمي» للعام الخامس على التوالي. تصوير: نجيب محمد

دعا الفنانون والإعلاميون الذين شاركوا في لجنة تحكيم جوائز «الإيمي»، التي تستضيف أبوظبي فعالياتها للعام الخامس على التوالي، المنتجين وصناع الدراما العرب إلى الانفتاح على المشهد الفني العالمي، عبر المشاركة في الجوائز الدولية المتخصصة في هذا المجال، وفي مقدمتها جوائز «الإيمي»، مشيرين إلى أن هناك أعمالاً درامية خليجية وعربية تم تقديمها وإنتاجها في السنوات الأخيرة، وتتمتع بقدر عالٍ من الجودة والاحترافية؛ بما يجعلها قادرة على المنافسة على المستوى العالم، ومن بينها المسلسل المصري الذي عرض في رمضان الماضي «سجن النسا».

بياعة  وطافش معاً

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/09/1920397%20(1).jpg

كان وجود الفنانتين السوريتين ديما بياعة ونسرين طافش معاً على طاولة المؤتمر الصحافي وفي لجنة تحكيم «الإيمي»، محل اهتمام ممثلي وسائل الإعلام، إذ يمثل هذا الحدث اللقاء الأول ين الفنانتين منذ الأزمة التي وقعت بينهما في الفترة الماضية، وشهدت تبادل الاتهامات بينهما عبر وسائل الإعلام. بينما أعرب مذيع برنامج «شاعر المليون»، الإعلامي حسين العامري، عن سعادته بالمشاركة كعضو لجنة تحكيم لجائزة عالمية.

لجنة التحكيم

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/09/1920397%20(2).JPG

من أعضاء لجنة التحكيم: باسم ياخور، حبيب غلوم، عبدالله بن حيدر، قيس الشيخ، نسرين طافش، ديما بياعة، حسين العامري، نشوة الرويني، رحاب عبدالله، محمد عاطف، منى الرويني، بوسي شلبي، رافد الحارثي، رنا الحريري، محمد رمضان، نواف الجناحي، وسلمان الدوسري.

واكد أعضاء لجنة التحكيم أن أبوظبي استطاعت أن تكرس حضورها على الساحة الثقافية مركزاً ثقافياً عالمياً، مع استقطابها للعديد من الفعاليات والتظاهرات العالمية.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي أعقب اختتام فعاليات اجتماع جوائز إيمي الدولية، بالنيابة عن الأكاديمية الدولية للفنون والعلوم التلفزيونية، في فئة المسلسلات الروائية الطويلة المشاركة من دول أميركا اللاتينية، إضافة إلى جائزة أفضل ممثل للأعمال الدرامية المشاركة من الدول الأوروبية، وتتضمن الفعالية اجتماعاً للجان التحكيم لتقييم الأعمال المشاركة، التي أقيمت تحت رعاية شركة الإنتاج الإعلامي «بيراميديا» في «توفور 54»، وقامت اللجنة على مدار سبع ساعات بتقييم أكثر من 12 عملاً درامياً، وذلك لفرز واختيار الأعمال التي ستنافس في الجولة النهائية، وسيتم الإعلان عنها بنيويورك في 24 نوفمبر المقبل.

من جانبها، أرجعت الرئيس التنفيذي لشركة بيراميديا، الإعلامية نشوة الرويني، قلة مشاركة الدراما العربية في الجوائز العالمية إلى «كسل المنتجين»، وعدم ثقتهم بما يقدمونه من أعمال في بعض الأحيان، بالإضافة إلى عدم متابعة هذه الجوائز والانفتاح عليها.

وعن معايير اختيار لجنة التحكيم؛ أشارت إلى أن «بيراميديا» رشحت في وقت سابق أعضاء اللجنة بناء على معايير من أبرزها التنوع في أعضائها من حيث مجالات العمل، لتضم إعلاميين، وصنّاع أفلام وثائقية، وسينمائيين، وممثلين، وكذلك تعدد جنسياتهم، إذ تجمع لجنة التحكيم بين جنسيات مختلفة هي الإمارات، ومصر، والسعودية، وسورية، ولبنان وبريطانيا؛ وتتنوع تخصصاتهم في مجال التمثيل وإنتاج وإخراج الأعمال الدرامية، كما يجب أن يتمتع المرشح بخبرة في مجال عمله لا تقل عن سبع سنوات، وتتضمن سيرته الذاتية أعمالاً رفيعة المستوى. ثم تتولى الأكاديمية اختيار الأسماء النهائية المشاركة في لجنة التحكيم. في حين اعتمدت اللجنة في تقييم الأعمال المشاركة، بحسب ما أوضحت الرويني، على خبرات أعضائها الذين اطلعوا على حلقتين من الأعمال المشاركة بشكل منفرد، وتقييم كل عمل على حدة، ووضع الدرجات وفق عمق الفكرة التي يتناولها النص وأسلوب تنفيذ العمل وإيقاع التصوير، إلى جانب أداء الممثلين، وغيرها من عناصر العمل الفني، لافتة إلى أنه يمنع على المشاركين في التحكيم التعليق على الأعمال خلال عرضها، حتى لا يؤثر كل منهم في رأي الآخر.

وقالت الرويني «لا شك في أن شركة (بيراميديا) تفخر بكونها تستضيف هذا الاجتماع للمرة الخامسة على التوالي، وتعود أهمية هذا الحدث إلى الفرصة التي تتيحها لنا في التعرف إلى ثقافات، وعوالم جديدة مختلفة على جميع الأصعدة الفنية، والفكرية، والإنتاجية، ومن خلالها نستطيع التعرف إلى مكامن قوتنا وضعفنا، على نحو يمكننا من تطوير أنفسنا، والتأكد من أننا نسير في الطريق الصحيح وبالشكل المفيد، كما أن هذا الاجتماع يسهم بشكل كبير في قياس مستوى أهم أشهر الأعمال الدرامية في العالم، وهي الدراما الأوروبية التي تشارك للمرة الأولى ضمن قائمة الأعمال التي شاركت سابقاً في اجتماعات أبوظبي، وتختلف عن الدراما العربية والتركية كثيراً؛ كونها إنسانية وتعبر عن مجتمعاتهم بشكل واقعي بحت، إضافة إلى الدراما اللاتينية، وبالتحديد القادمة من البرازيل والأرجنتين، كونهما من الدول التي تنتج أكبر نسبة من الأعمال الدرامية في العالم».

من جانبه، عبر الفنان الإماراتي، د.حبيب غلوم، عن سعادته بالمشاركة في لجنة تحكيم الجوائز للعام التالي على التوالي، كما ضمت اللجنة مجموعة من المبدعين الإماراتيين، مضيفاً «كمبدعين إماراتيين نقدر من يقدرنا، ويقدر دعوتنا للمشاركة في هذا الحدث المهم، إلى جانب نخبة من نجوم الفن العرب، ونتمنى أن تنعكس مشاركتنا بالإيجاب على الحدث».

وقلل غلوم من تأثير اختلاف اللغة على سير عملية التحكيم، موضحاً أن اللغة لا تشكل عائقاً حقيقياً لأن التقييم في فئة أفضل ممثل على سبيل المثال يعتمد على عناصر عدة؛ بداية من الوهلة الأولى التي يظهر فيها الممثل في المشهد، وقدرته على تقمص الشخصية والتعبير عن أعماقها، حتى وهو صامت، معرباً عن أمله أن يتفاعل أكبر عدد من المنتجين العرب مع هذه الجائزة، ويشاركوا فيها.

وأضاف «رأينا هذا العام أعمالاً درامية مهمة تتمتع بقيمة فنية وفكرية عالية، ومن الظلم ألا تشارك في جائزة مثل (الإيمي)، مثل المسلسل المصري (سجن النسا)».

بينما ذكر الفنان السوري، باسم ياخور، أن أهمية المشاركة في هذه التظاهرة يأتي من كونها فرصة للتفاعل مع أشكال مختلفة من الدراما والأداء، بما يفتح أمام الفنان مجالات أوسع لتطوير عمله، لافتاً إلى أن الدراما العربية قادرة على الوجود والمنافسة في مثل هذه التظاهرات الفنية إذا ما أتيحت لها فرصة المشاركة، في ظل ما باتت تتمتع به من تطور كبير على الصعيد التقني، وكذلك تقنيات الأداء لدى الفنانين، وغيرها من العناصر الفنية.

وتوجه ياخور بالشكر إلى أبوظبي التي تمثل حالة ثقافية قادرة على استقطاب أنشطة عدة من مختلف جهات العالم.

من جهته، اعتبر الفنان السوري، قيس الشيخ نجيب، في إجابته عن سؤال حول إمكانية منافسة مسلسل «الأخوة» الذي يشارك في بطولته في «الإيمي»، أن «الأخوة» يعد عملاً جماهيرياً بامتياز، واستطاع أن يجتذب شرائح كبيرة من الجمهور الذي يبحث عن التسلية وسط الأحداث التي تحيط به، بينما تميل الأعمال المرشحة في الجائزة إلى الغوص في الحياة الاجتماعية وأعماق النفس البشرية، ولذا تحمل أفكاراً عميقة ومعاني إنسانية تتطلب من الفنانين العمل للوصول إلى عمق الشخصية ومكنوناتها.

وأضاف «أكثر ما لفت نظري في هذه التجربة هو التشابه بين البشر في كل أنحاء العالم، فرغم الاختلافات في اللغة والثقافة والتربية والمناخ، يظل هناك تشابه بين البشر». من ناحية أخرى، عبرت ممثل الأكاديمية، جسيكا فرانكو،عن سعادة إدارة «الإيمي» الدولية بحرص أبوظبي على تقديم كل السبل لتسهيل مهمة لجنة التحكيم في تقييم الأعمال الدرامية المشاركة في المهرجان، التي يتم تكريم الفائزة منها في 24 من نوفمبر المقبل. وقالت فرانكو إن مهرجان جوائز الإيمي العالمية، هو الحدث الأكثر أهمية للأكاديمية، إذ يتم اختيار الأعمال التلفزيونية عالية الجودة التي يتم إنتاجها خارج الولايات المتحدة الأميركية، كما تهتم الأكاديمية بتشجيع الإنتاجات الإعلامية من المنطقة والعالم العربي لتخطو تجاه الدخول إلى هذه المسابقة ذائعة الصيت والمشاركة في جميع فئاتها.

تويتر