ممثلون ومنتجون يكرّرون دعواتهم للعمل خارج إطـــار الشهر الواحد

العرض الثاني.. سباق في ظلال أعمال رمضان

صورة

أعطني مسلسلاً يُعرض في رمضان، ثم أقصني عاماً كاملاً.. مقولة محتواها لايزال يسيطر على عقول ممثلين ومنتجين، ينشطون قبيل رمضان، ثم يلجأون لـ«راحة سلبية»، باستثناء الحديث عن المشروع «المقبل» لرمضان «المقبل» أيضاً، وتكون النتيجة تكريس دراما الشهر الواحد المتخم بأكثر من 100 مسلسل عربي وخليجي على أقل تقدير، إلا أنه توجد فرصة العرض الثاني للمسلسلات بعد رمضان، الذي يلجأ إلى العديد من الفضائيات.

تبادل مسلسلات

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/09/190736.jpg

عدد كبير من المسلسلات التي تم عرضها على شاشة تلفزيون دبي الفضائية خلال شهر رمضان الماضي، يعرض ضمن الدورة البرامجية الخاصة لتلفزيون دبي، وعكسه من دون شك يتحقق بين القناتين اللتين يبقى بينهما عامل مشترك أساسي هو المشاهد المحلي والخليجي، فضلاً عن نظيره العربي. وبالإضافة إلى مسلسل «صاحب السعادة» للفنان المصري عادل إمام، الذي عرض على شاشة «إم بي سي» خلال شهر رمضان الماضي، ومسلسلات منها «الأخوة» و«سرايا عابدين» وغيرهما، يعرض تلفزيون أبوظبي مسلسلي «حليمة وديمة 2» و«الإكسلانس»، وكلاهما سبق عرضه على شاشة دبي الفضائية.

أعمال رمضان أيضاً يتواصل عرضها على شاشة تلفزيون دبي، وهي القاعدة العامة التي تنتهجها سائر القنوات العربية المهتمة بعرض الأعمال الدرامية، إذ تتسابق قنوات مثل «الحياة»، و«النهار»، و«سي بي سي»، وغيرها على شراء حقوق العرض الثاني لمسلسلات لم تستوعبها شاشاتها، في دائرة من تبادل عروض المسلسلات لا تنتهي إلا قبيل شهر رمضان المقبل، والرابح الأول فيها هو المنتج الذي يعيد بيع المسلسل الواحد بتعدد المؤسسات الإعلامية.


نور الشريف: عمّال موسميّون

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/09/190835.JPG

نور الشريف كشف عن اشتراكه في مسلسل من المنتظر أن يعرض خارج السباق الرمضاني.

شبّه الفنان المصري نور الشريف اشتغال الكثير من الفنانين المرتبطين بأعمال تلفزيونية في فترات بعينها تحضيراً لمسلسلات رمضانية، بالعمال الموسميين، مؤكداً أن «الدراما» لا يمكن أن تتحول إلى صناعة حقيقية في ظل سيطرة هذا النمط الإنتاجي.

وأكد الشريف الذي يعود لشاشة السينما أخيراً، بعد انقطاع طويل، رغم غيابه هذا العام عن الدراما التلفزيونية في رمضان لـ«الإمارات اليوم»، أنه حارب كثيراً من أجل ألا تسود نغمة الموسم الواحد، مضيفاً «كنت أتنازل عن بعض ما لم أعتد التنازل عنه من أجل صناعة مسلسلات تعرض خارج إطار رمضان، ولاأزال على النهج نفسه».

وكشف الشريف عن اشتراكه في مسلسل مصري من المنتظر أن يُعرض خارج السباق الرمضاني.

الأعمال التي تعرقلت إنتاجياً أو التي لم تستطع الشركات المنتجة لها تسويقها، هي أعمال نجت من هذه المحرقة الدرامية، لسبب أو لآخر، في مقدمتها عدم وجود علاقات تسويقية لأطرافها تضمن لها وجوداً مع اشتداد الطلب ونشاط سماسرة «الفضائيات»، في عرض منتجات شركات تخصهم، وليس بناء على خطة استراتيجية أنجتها من تلك المحرقة «المربحة» مادياً.

العمل الناجي من العرض الرمضاني إذاً إما أن يكون «معرقلاً إنتاجياً»، ولم يستطع اللحاق بالموسم، أو تم تصنيفه على أنه درجة «ثانية»، من معيار فني، حسب رؤية الجهات المسؤولة عن اختيار الأعمال الدرامية في الفضائيات، أو حسب مصلحة «سماسرة» الفضائيات، وهم لاعبون أساسيون في هذه السوق المتخمة بالأموال.

الالتفات إلى أهمية التفكير خارج صندوق عرض شهر رمضان، أضحى دعوة مفتوحة لا يتردد في البوح بها من هم أكثر ظهوراً على شاشات الفضائيات خلال رمضان، وكذلك أصحاب شركات إنتاج أسهمت أعمالهم في تكريس هذه الصورة، التي يلقى فيها بالكرة دائماً في ملعب شركات الإعلانات، وعقود الدعاية المبرمة مع الفضائيات، بدعوى أنها القاطرة التمويلية الحقيقية لقدرة تلك الفضائيات على استقطاب أعمال قوية.

وإذا كان قرار شراء مسلسل جديد لم يعرض بعد يبقى معتمداً في معطياته الرئيسة على أسماء أسرته، خصوصاً أبطاله ومخرجه وجهة إنتاجه، فضلاً عن إضاءات عن محتواه الدرامي، من خلال ملخصات تسويقية، أو حلقة، قد لا تعكس الصورة كاملة، فإن شراء حقوق العرض الثاني يبقى خالياً من أي تخمينات، ومن ثم تبقى الأعمال الجيدة، التي حازت إعجاب الجمهور والنقاد ووسائل الإعلام، هي الأكثر طلباً في هذه المرحلة.

التفاوض على الأسعار هو مرحلة مهمة، فبعض المنتجين لا يثبتون «قائمة» أسعار منتجهم، ويفاضلون بين قناة وأخرى، دون أن يعرف المعنيون بأمور التعاقد السعر الحقيقي الذي تم بناء عليه شراء المنتج في القناة الأخرى، خصوصاً حينما تكون تلك القناة «منافسة».

الفنان المصري نور الشريف غاب عن شاشة شهر رمضان الماضي، وكانت آخر إطلالة في الدراما التلفزيونية له من خلال مسلسل «خلف الله» الذي لم يكتب له النجاح، بخلاف معظم أعماله الموسمية، لكن بعض القنوات عرضت أعمالاً قديمة للشريف خلال شهر رمضان معظمها تاريخية ودينية، مثل مسلسلي «عمر بن عبدالعزيز»، و«هارون الرشيد»، وغيرهما.

الشريف من أكثر الفنانين العرب تعبيراً عن الامتعاض من استراتيجية دراما الشهر الواحد، وتكريس النتاج الفني في رمضان، إذ يضيف لـ«الإمارات اليوم»: «لن تتحول عملية إنتاج الدراما العربية إلى صناعة حقيقية إلا بتجاوز فكرة الموسم الواحد التي تجعل المنتمين إليها أشبه بالعمال الموسميين، كما تسبب تشويشاً كبيراً للمتلقي الذي تصيبه التخمة في شهر وحيد، ويجد نفسه مضطراً للصوم عن الجديد في سائر الشهور».

ونوه بأنه من أكثر الممثلين حماسة لمسلسلات تعرض للمرة الأولى خارج شهر رمضان، كاشفاً عن أنه بصدد تصوير مسلسل سيعرض خلال الأشهر القليلة المقبلة.

وعلى الرغم من حداثة شركته التي لاتزال في عقدها الأول، قياساً بشركات إنتاج مصرية وكويتية مضى على تأسيسها عقود طويلة، إلا أن المنتج الإماراتي أحمد الجسمي صاحب شركة جرناس للإنتاج الفني، يؤكد أن شركته سعت إلى كسر نمطية العمل الدرامي وارتباطه بشهر رمضان، من خلال العديد من الأعمال التي عرضت بعيداً عن الشهر الفضيل.

وأشار بشكل خاص إلى العامين الأخيرين دون أن ينفي فكرة أن «شركة الإنتاج لا تعمل بمعزل عن تنسيق مع القنوات الفضائية، التي تقوم بشراء المسلسل، وتحدد هي توقيت عرضه، خصوصاً في ما يتعلق بعقود المنتج المنفذ».

من جانبه، أكد المنتج الإماراتي سلطان النيادي أهمية الخروج من دائرة الارتباط المطلق بالعرض الرمضاني، مضيفاً أن «هذا الواقع الذي ترسخ عبر عقود، يصعب تجاوزه في مواسم معدودة، لكن على أقل تقدير علينا أن نسعى جاهدين لصناعة أعمال درامية تفاجئ المشاهد على مدار العام بالجديد الجيد، ولا تقتصر الأشهر الأخرى على المُعاد من العرض الرمضاني».

وتنشغل القنوات الفضائية العربية والخليجية والمحلية بعرض أعمال شهر رمضان، لكن بشكل تبادلي، إذ تسعى تلك القنوات سنوياً إلى شراء ما لم تتمكن من استقطاب عرضه الأول خلال شهر رمضان، سواء لانشغال شاشاتها بأعمال أخرى، أو للمغالاة في أسعار العرض الأول.

ومن أبرز العمال التي يتكرر عرضها حالياً على شاشة أكثر من قناة مسلسل «سجن النسا»، و«طبيب أمراض نسا»، و«الإكسلانس»، و«حبة رمل»، و«حليمة وديمة 2»، و«ابن حلال»، وغيرها.

تويتر