يعود برفقة مخرج «دار الحي» علي مصطفى فــــي إنتاج إماراتي جديد

محمد حفظـــي: «إيه ـــ بي» من أبوظبي إلى العالم العربي

صورة

يغيب الكاتب والسيناريست المصري المعروف محمد حفظي عن ألق المهرجانات والحضور الإعلامي، قليلاً أو كثيراً، ثم يعاود الظهور فجأة، وغالباً تكون هذه العودة متكئة على مشروعات سينمائية جديدة، لكن المختلف هذه المرة أن بعض مشروعات حفظي إماراتية، ويتعاون فيها مع واحد من أكثر المخرجين الشباب لفتاً للانتباه في المرحلة الأخيرة، وهو الإماراتي علي مصطفى.

9 سنوات من أجل «أسوار القمر»

كشف محمد حفظي أنه احتاج نحو تسع سنوات، من أجل الانتهاء من إنتاج أحدث أفلامه السينمائية «أسوار القمر».

مشكلات التمويل لم تكن هي العائق، العمل تكلف نحو 13 مليون درهم، بسخاء إنتاجي حسب إشارته، لكنه أشار إلى أنه استغرق لكتابته ثلاث سنوات، لكنه أنجز 23 نسخة مختلفة له، قبل أن يستقر على نسخته الختامية.

ظروف التصوير كانت عاملاً مساعداً على طول مدة إنجازه، حيث يدور العمل في مركب بعرض البحر، لكن حفظي لم يخفِ حقيقة أن هناك العديد من الأعمال الأخرى المهمة، التي أنجزها بالتوازي مع انشغاله بـ«أسوار القمر»، سواء على صعيد الكتابة أو الإنتاج، أو حتى إدارة أصول صناعة النحاس، المرتبطة بالعائلة.


من النحاس.. إلى السينما

من النحاس إلى السينما هي رحلة السيناريست المصري محمد حفظي، الذي لايزال رغم شهرته في مجال الكتابة ودخوله مجال الإنتاج السينمائي يدير نشاط عائلته في صناعة النحاس، بعد أن درس هندسة المعادن في لندن.

وبدأ حفظي في مجال الكتابة بسلسلة من الأفلام الناجحة، مثل السلم والثعبان، تيتو، ملاكي إسكندرية و45 يوم، وحصل على العديد من الجوائز، منها جائزتان في مهرجان لندن السينمائي الدولي، ومهرجان ساندانس السينمائي.

واختير فيلمه ميكروفون (2010) رسمياً للعرض في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي، وحصل العمل ذاته على ثلاث جوائز في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ومهرجان دبي السينمائي الدولي، ومهرجان أيام قرطاج السينمائية، كما شارك في مهرجان فانكوفر الدولي، ومهرجان لندن السينمائي، فيما نال فيلمه أسماء الذي أنتج عام 2011 19 جائزة محلية ودولية منذ إطلاقه.

وقدم حفظي، خصوصاً بعد ثورة 25 يناير المصرية، عدداً من الأفلام الوثائقية منها «18 يوم»، الذي عُرض ضمن الاختيارات الرسمية في مهرجان كان السينمائي 2011، تحرير، الطيب والشرس والسياسي، الذي نال حفظي عنه جائزة أفضل منتج من العالم العربي من مهرجان أبوظبي السينمائي.

وبالإضافة إلى أفلام مثل «غشم»، «فرش وغطا»، «فيلا69» التي نالت جوائز في مهرجانات مالمو للسينما العربية بالسويد، والمهرجان الدولي لأفلام الشرق في جنيف، ومهرجان مونبلييه لأفلام البحر المتوسط، واختير فيلمه «لامؤاخذة» لافتتاح مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية.

«إيه – بي»، الفيلم الإماراتي الذي تقرر تصويره بين أبوظبي وبيروت، هو بوابة عودة حفظي بعد ثلاث سنوات من الابتعاد عن الكتابة، كان مشغولاً فيها بمهام الإنتاج السينمائي، لكن حفظي عاد أيضاً بعمل آخر هو «أسوار القمر»، بالإضافة إلى فيلم ثالث من المنتظر أن يقوم بإخراجه هادي الباجوري.

حفظي الذي لم يغب عن المهرجانات الإماراتية في المرحلة الأخيرة، أشاد بحالة الحراك السينمائي التي تشهدها الإمارات، لافتاً إلى أن الفيلم الخليجي عموما، استثمر الفرص الجيدة التي تتيحها المهرجانات المتعاقبة، خصوصاً مهرجانات دبي وأبوظبي والخليج، التي تستضيفها الإمارات، معتبراً أن إحدى ثمار تلك المهرجانات هي توفير فرصة للمخرجين الشباب لمزيد من الاحتكاك، ما أفرز أسماء جيدة في هذا الإطار منهم المخرج علي مصطفى الذي عُرض له فيلم «دار الحي» ضمن عروض دبي السينمائي.

وحول «إيه - بي» قال حفظي إن الفيلم يبدأ في أبوظبي، وينفتح على العالم العربي بأسره، مؤكداً أن الفيلم عربي وليس مصريا أو إماراتيا بالمفهوم الضيق للمحلية، فرغم أن إنتاجه إماراتي ومخرجه إماراتي، إلا أنني أعتبره فيلماً يجمع شمل معظم الدول العربية، وقصته والمشكلات التي يناقشها كلها موجودة في كل الدول العربية.

علي مصطفى هو صاحب فكرة الفيلم حسب حفظي الذي يتابع «عقدنا معا اجتماعات عدة كمنتج، كان هو صاحب القصة وبعد الاستقرار على بعض الأمور، وجدنا أننا لم نتفق على الكاتب بعد، وبالفعل قمت بكتابته بعد أن شارك فيه كل من روني خليل وأشرف حمدي».

الخط العربي في العمل مبني على علاقة صداقة تجمع بين ثلاثة شباب أحدهم مصري والآخر سعودي والثالث سوري، هم أصدقاء وزملاء في المدرسة الأميركية في أبوظبي، كان لهم صديق رابع لبناني استشهد هناك، وكانوا قد خططوا معا قبل وفاته لعمل رحلة برية من أبوظبي لبيروت، وبالفعل يُعاد طرح الفكرة من جديد بينهم ويحاولون أن يقوموا بالرحلة نفسها التي اتفقوا عليها من قبل ليصلوا إلى بيروت في يوم ميلاد صديقهم اللبناني، وخلال هذه الرحلة تواجههم الكثير من المشكلات والعراقيل، لكنهم يعيدون اكتشاف أنفسهم من خلال هذه الرحلة.

ويتوقع حفظي عرض الفيلم سينمائياً نهاية العام الجاري، متوقعا أن يحقق نجاحا كبيرا في الإمارات وسائر دول مجلس التعاون الخليجي، وبعض الدول العربية.

تحفظ حفظي في السياق على نجاح عرضه في مصر، وأنه ليس مبنياً حسب تأكيده على معطيات الفيلم الفنية أو محتواه، بل لاعتباره استقبال الجمهور له في دور العرض المصرية بمثابة «التحدي الأكبر»، لكنه أكد في الوقت نفسه توقعه نجاحه مستشهداً بنجاح تجربة عربية أخرى عرضت في مصر، متحدثاً عن فيلم سعودي «الفيلم يحمل بطولة السعودي فهد البتيري وهو (ستاند أب كوميدي) الشهير بالسعودية وحققت فيديوهاته وبرنامجه على (يوتيوب) نجاحا كبيرا، كما يشاركه البطولة المصري شادي ألفونس وهو واحد من كتاب ومشاركين في تقديم برنامج (البرنامج) الشهير لباسم يوسف، وكما قلت لك فالمخرج نفسه له جماهيرية كبيرة في الخليج».

وعن فيلم «أسوار القمر» قال حفظي إن الفيلم دراما اجتماعية رومانسية في إطار من التشويق، يدور حول الفتاة زينة، التي مرت من قبل بتجربتي حب فاشلتين، وحدثت لها حادثة أفقدتها البصر وأثرت في الذاكرة أيضا، والأحداث ستنتقل بنا أكثر من مرة للفلاش باك لنستعرض علاقتيها السابقتين والحادثة، وعلى المركب يدور صراع بين شابين في إطار من الإثارة.

وكشف حفظي أنه احتاج تسع سنوات من أجل إنتاج العمل، مضيفا أن الأمر معقد جدا، «تسع سنوات هو وقت طويل للغاية لإنتاج فيلم، ولكن كانت هذه هي ظروفه، فقد كانت مدة كتابته في البداية ثلاث سنوات تقريبا، في البداية كتبته وتم كتابة أكثر من 23 نسخة، كما شارك السيناريست والصديق تامر حبيب في كتابة حوار الفيلم».

وأضاف «الفيلم نفسه صعب في التنفيذ، ولم يتم التحضير له بشكل مناسب، كما أن معظم أحداث الفيلم يتم تصويرها داخل مركب في عرض البحر، وهو ما كان يستلزم تحضيرا قويا وخيارات لمواجهة الصعوبات التي قابلتها، ومع ذلك لم يدخر المنتج وليد صبري الميزانية المطلوبة لإنجازه، وهو من أعلى الإنتاجات في السينما المصرية، فقد تكلف تصويره أكثر من 25 مليون جنيه خلال تسع سنوات، وهو أمر لا يستطيع أي منتج أن يتحمله في السوق السينمائية».

المدهش أن حفظي أكد أنه لم يشاهد النسخة النهائية إلى الآن، مضيفا «ما يهمني حاليا هو ألا أخيب توقعات الجمهور، أنا خائف لعلو سقف توقعات الجمهور لهذا الفيلم خصوصا مع طول مدة انتظاره، لكني واثق مما كتبته، وواثق مما قام به طارق العريان من مجهود في صناعة هذا الفيلم هو وكل طاقم العمل المشارك معه». وتوقع حفظي أن يتم عرض «أسوار القمر» خلال إجازة عيد الأضحى المبارك.

وكشف السيناريست والمنتج المصري عن الإعداد لفيلم آخر من بطولة مجموعة كبيرة من الوجوه الجديدة، ومن إخراج هادي الباجوري، ومن المتوقع عرضه خلال نهاية العام، ويشارك في إنتاجه مع كل من هاني أسامة وهادي الباجوري، بالإضافة إلى ثلاثة أفلام تنتجها شركته «فيلم كلينك» حتى منتصف العام المقبل الأول هو فيلم محمد دياب الجديد «اشتباك»، والثاني فيلم للمخرج محمد خان بالتعاون مع المنتج وائل عمر، والثالث فيلم «أوضتين وصالة» للمخرج شريف البنداري.

تويتر