تروّج لأعمالها عبر الإنترنت.. وتستبدل اللوحة بالمــلابس القطنية

فنانة سعوديـــــة تنشر «العربية» على قمصان الشباب

صورة

بدلاً من اللوحة استعانت الفنانة السعودية الشابة ولاء فاضل، بالملابس القطنية، كي تضع لمساتها الفنية الخاصة على أعمالها، واعتبرتها «لوحات متنقلة تصنع بشغف»، وهو الاسم الذي اختارته لهذا النتاج، معتبرة تلك الملابس بمثابة معارض متنقلة، بل ذهبت فاضل أبعد من ذلك من أجل الوصول بمنتجها بعيداً عن صالات الفنون، التي لم يعد يذهب إليها - حسب قولها - سوى النخبة، حيث بدأت فاضل صياغة أعمال تتفق مع مناسبات بعينها، من أجل مزيد من الترويج، الذي كان وجهتها الأساسية فيه الإنترنت.

خفة ظل

قالت الفنانة السعودية الشابة ولاء فاضل: «إنها تعمد في اختيار بعض موضوعاتها إلى استثمار ميل الشباب، ومتذوقي أعمالها عموماً إلى روح الدعابة، وخفة الظل»، مشيرة إلى أن ما يساعدها على ذلك، هو الحس الجمعي الذي يجمع الأجيال المتناظرة في الوطن العربي.

الفكرة السائدة عن صعوبة الدوام بعد «الإجازة» الطويلة، وغيرها من الأفكار التي قد تكتسي في بعض أعمالها صبغة محلية، تعتمد على اللهجة السعودية، لكنها تظل في قاسم مشترك أكبر وهو الحرف العربي، الذي يظل هاجس فاضل الرئيس، سواء في الذهاب به بعيداً عن تقليدية عرضه في اللوحات، والجداريات، أو تطويعه للهجة المحكية، ولكنها مدوّنة هذه المرة بأساليب جمالية.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/08/186699.jpg


دبي.. ملهمة

أكدت الفنانة السعودية الشابة ولاء فاضل، أنها تعتزم تكثيف نشاطها في الإمارات عموماً، ودبي بصفة خاصة، مشيرة إلى أن حضور الحرف العربي على صدور قمصان الشباب في مختلف أقطار الوطن العربي بمثابة مطمح تسعى إليه خطوة خطوة عبر أعمالها التي وصفتها بـ«البسيطة».

وأضافت: «تبقى دبي دائماً ملهمة لأي فنان، والتواجد في أجوائها يضيف ويشكل فرصة مهمة لمزيد من الانتشار والتألق»، مشيدة بشكل خاص بالأجواء التي تشهدها المدينة في الانفتاح على الفنون.


«مقدسيّ الهوى»

تفاعلت الفنانة السعودية الشابة مع الأحداث الدامية في فلسطين، وأبدعت قميصاً مرسوم عليه المسجد الأقصى وعبارة « مقدسيّ الهوى وما أحلاه أن يغدو قلبي مقدسياً».

وتمكنت فاضل، التي بدأت مشروعها وهي في سن الـ19 عاماً، منذ نحو أربع سنوات تقريباً، أن تقنع عدداً من المشاهير والفنانين والمذيعات بارتداء منتجاتها، وخلال فترة قصيرة أصبح ارتداء الشباب والفتيات لقمصانها بمثابة «موضة» تجعل الحرف العربي حاضراً على قمصانهم، عوضاً عن نظيره الأفرنجي، بل إن اقتناء بعض منتجاتها أصبح ضمن النصائح التي تقدم للسائحين الأجانب.

وقالت فاضل: «إنها هدفت من مشروعها تعزيز حضور الحرف العربي بين أوساط الشباب في مختلف أنحاء العالم»، وركزت الرسامة السعودية على الخط العربي واللغة العربية الفصيحة، حيث خطّت بأناملها قصائد كاملة على القمصان القطنية، كما اختارت مقتطفات لشعراء ومشاهير، منهم جلال الدين الرومي، وأبوالطيب المتنبي، وأبوالعلاء المعري، ونزار قباني، وغيرهم.

ومن أجل مزيد من فرص الانتشار عمدت فاضل إلى استدعاء رموز وعبارات مرتبطة بمناسبات بعينها، منها أعمال مستوحاة من طقوس الشهر الفضيل، مثل السبحة وسجادة الصلاة والهلال والفانوس، وحبة السمبوسة، وحتى الشكل التقليدي لزجاجات المشروبات الشعبية.

ولجذب فئة الشباب إلى نتاجها، التي تحتفي بالحرف العربي، لجأت فاضل إلى رسم مقولات عصرية شائعة في أوساط الشباب وبلهجاتهم المحكية، بل إنها في كثير من الأحيان تسعى إلى معرفة العبارات الأحدث والأكثر انتشاراً كي تنقلها على قمصانهم، وفق أسلوبها الخاص.

الطرافة أيضاً من أساليب فاضل، التي حظيت بانتشار ملحوظ عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً عبر اسم «جيمني»، ومن ذلك تصميمها قميص يصور «الدوام» على أنه «شبح»، خصوصاً عندما يكون بعد عطلة طويلة، مثل الإجازة السنوية، أو إجازة العيد.

كما خصصت قميصاً لفلسطين، كالتفاتة تضامن عاطفي وإنساني مع ما يمرّ به الشعب الفلطسيني في هذه الفترة، من خلال رسم «القدس» وكتابة عبارة «مقدسيّ الهوى وما أحلاه أن يغدو قلبي مقدسياً».

وحول كيفية تحديدها للفكرة التي تبدأ من خلالها الرسم على القطنيات قالت فاضل: «ألتقط أفكاري من الناس العاديين والشباب واهتماماتهم ومفردات

جدوى «المناسبات»

دافعت فاضل عن أسلوب ربط العمل الفني بمناسبة عامة، ورأت أنه يختلف تماماً عن النزعة السلبية التي اكتسبتها فنون ألصقت نفسها بالمناسبات، في فروع مختلفة، ورأت أن الأمر في حالتها أقرب للمشاركة الشعبية، والتعبير عن الحس الجمعي بالأدوات التي يجيد الفنان التعامل معها.

وأضافت: «يتوقف الأمر هنا على طبيعة هذه المناسبة من جهة، ومدى تفاعل الفنان وانفعاله بها، وقدرته على عكسها في منتجه، على نحو لا تتلاشى معه أسلوبه الفني الخاص الذي يميزه».

وأوضحت فاضل أن «الوسيلة التي لجأت إليها تعد عملية جداً في أوساط الشباب، ومدافعة غير نظرية عن قدرة الحرف العربي على التعايش، ليس فقط في الحياة اليومية ودواوين الكتب والصحف ووسائل الإعلام، بل في التعاطي الفني مع رجل الشارع العادي، والشباب والفتيات، من خلال انحيازهم لملابس تعكس في جانب منها هويتهم العربية من خلال الحرف العربي بتشكيل جمالي يناسب تفاوت الأذواق».

تويتر