ينطلق غداً في دور العرض المحلية

أبطال «حب ملكي»: ناصروا الفيلم الإماراتي

صورة

تحوّلت مناسبة الاحتفاء باستقبال دور السينما المحلية فيلم «حب ملكي»، الذي أنتجه وأخرجه وكتب السيناريو الخاص به المؤلف جمال سالم، وشارك في بطولته عدد من نجوم الدراما الإماراتية، إلى ما يشبه المحاكمة لمهرجانات السينما المحلية، بسبب ما اعتبرته أسرة العمل تخاذلاً وتقاعساً عن نصرة الفيلم الإماراتي، فضلاً عن الجهات المهتمة بدعم الأعمال السينمائية، وانحيازها إما لأفلام قصيرة، أو تمويل أفلام غير إماراتية.

منى بوسمرة: مصر «قريبة جداً»

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/08/185932.jpg

أعربت مديرة نادي دبي للصحافة، منى أبوسمرة، عن اندهاشها لاستبعاد الفنان جمال سالم عرض فيلم «حب ملكي» في هوليوود الشرق، مصر، مشيرة إلى أن علاقات الصداقة والامتزاج الشعبي والحضاري والثقافي بين الإمارات ومصر أصيلة، وفي أوجها، ومن المؤكد أن تجربة عرض فيلم إماراتي ستكون مرحباً بها وجاذبة، خصوصاً على الصعيد الشعبي.

ولاحظت بوسمرة أن كثيراً من محتوى الحوار الإعلامي قد تجاوز عنوان الحدث، مشيرة إلى أن حماسة الطرح في كل الأحوال يجب ألا تجعلنا نغض الطرف عن محور الحدث، الذي هو بالأساس نتاج كاتب وفنان مبدع، آثر أن يخوض غمار أكثر من حقل في صعيد واحد، كي يخوض تجربة العمل السينمائي.


جمال سالم: قائمة من طرقت أبوابهم طويلة

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/08/185957.jpg

قال الفنان جمال سالم إن وضع دعم العمل السينمائي في الإمارات مقلوب، ويستدعي الإحباط، مشيراً إلى أن «70% من دعم وتمويل الأفلام تذهب لأعمال غير إماراتية، سواء عربية أو أجنبية، في حين أن المنتج والمخرج والفنان الإماراتي يقبعون في حال من العوز والحاجة لاستكمال مشروعهم الفني».

وأضاف «سيقاطعني الجميع، وسيغضب مني كثيرون إذا كشفت قائمة من طرقت أبوابهم بحثاً عن دعم لفيلم (حب ملكي)، دون أن أجد منهم سوى التجاهل، أو في أحسن الأحوال الاعتذار».

وأضاف «سحب مني مهرجان الخليج السينمائي دعمه، ولم يكتف منظموه بذلك، بل استبعدوني من مهرجان دبي السينمائي، بحجة أنني لم أرسل أسطوانة العمل، رغم أنها كانت لديهم قبل انطلاقة المهرجان بأشهر طويلة».

اللقاء الإعلامي الذي استضافه ظهر أمس نادي دبي للصحافة، تحدث فيه بشكل رئيس إلى جانب جمال سالم، كل من الفنانين حبيب غلوم، وعبدالله زيد، ومنصور الفيلي، وجمعة علي، وهدى صلاح، وباستثناء الأخيرة، فهم المجموعة نفسها التي أبدعت في شهر رمضان الماضي في مسلسل «حبة رمل» على قناة أبوظبي الفضائية.

وشكل تصريح سالم عن استبعاد عمله من المشاركة في مهرجان دبي السينمائي، وعدم استجابة أي جهة لدعمه مادياً، مدخلاً رئيساً للحديث عن معاناة الفيلم الإماراتي، وتخلي الجهات المانحة عنه، وعلى رأسها المهرجانات السينمائية الوطنية.

وعلى الرغم من أن استقبال دور العرض المحلية لفيلم إماراتي يعد حدثاً يستحق الاحتفاء، في ظل سيطرة شبه مطلقة للأفلام الأميركية والأجنبية عموماً، وانحصار الأفلام العربية في عدد من الأفلام المصرية تنافس على كعكة شباك التذاكر، إلا أن حواراً مقتضباً هو ما تعلق بفيلم «حب ملكي» الذي يشارك فيه أيضاً كل من خالد البناي، وآلاء شاكر، وأشواق، ونهى رأفت، ورشا العبيدلي؛ فيما عُرض الفيلم عقب اللقاء الإعلامي، ولم يحضره معظم من وجودوا في اللقاء الحواري، نظراً لعرضه في عام 2012، ضمن عروض مهرجان الخليج السينمائي، قبل أن يتم إيقافه.

وأجمع المتحدثون الرئيسون في المؤتمر على أن هناك أجواء غير مواتية لتجربة سينمائية صحية في الإمارات، رغم تعدد المهرجانات الدولية، وهو ما اعتبره سالم «معيقاً ومعرقلاً لمواهب عدة أثبتت نفسها في الدراما التلفزيونية على وجه الخصوص، بعد أن التفت البعض إلى أهمية دعم الممثل الإماراتي في هذا النطاق».

وأضاف «هناك شروط مجحفة ومعرقلة، وقوانين تعمل بها المهرجانات السينمائية في الدولة، الخاسر الأول بناءً على تطبيقها هو الممثل والمخرج والمنتج الإماراتي، وأبرزها أن الفيلم الذي يتم عرضه في أي منها لا يمكن قبوله في الآخر، وهذا ينطبق بشكل خاص على تنافس غير صحي بين مهرجاني دبي وأبوظبي».

من جانبه، طالب الفنان حبيب غلوم بالالتفات إلى تصريحات سالم في هذا الصدد، مؤكداً أنه كمنتج ومخرج كان بين أكثر من «نار» واحدة في وقت واحد، بسبب اتكائه على تمويل ذاتي محدود، مضيفاً «من يشاهد (حب ملكي) سيعلم مأساة أن يتم اختزال وقت التصوير إلى 14 يوماً، وهو ما سيفرز زلات فنية دون شك، كان من الممكن أن يتم تفاديها، إذا ما استطاع العمل تغليب فنيات المنتج، على محدودية إمكانات المنتج المادية».

ورأى غلوم أن الممثل الإماراتي لم يختبر بعد سينمائياً، بسبب غياب الدعم الحقيقي له، وطالب بإيجاد استراتيجية حقيقية لدعم السينما الإماراتية، تكون فيها كل المهرجانات الإماراتية طرفاً فاعلاً فيها.

الفنان عبدالله زيد، من جهته، ضم صوته أيضاً لفكرة أن السينما الإماراتية بحاجة إلى تضافر كل الجهود لإنجاحها، وفي مقدمتها جهود صانعي المهرجانات السينمائية بالدولة، وهو ما أكد عليه أيضاً جمعة علي، الذي رأى أن تجربته السينمائية في «حب ملكي» أخذته إلى آفاق أوسع خارج نطاق خشبة المسرح التي التصق بها طويلاً، وأبعد من حدود الكاميرا التلفزيونية التي نشط في أفقها خلال الأعوام القليلة الماضية، عبر عدد غير قليل من المسلسلات.

وتتطرق أحداث «حب ملكي»، المستلهم من رواية «أحدب نوتردام»، على مدار 93 دقيقة، إلى صراع السلطة والنفوذ والحب الجارف، عبر محتوى رومانسي متكئ على قصة حب بين «أريج» التي تؤدي دورها الفنانة هدى صلاح، و«زعل» (عبدالله زيد)، إذ تظهر على الأحداث الشخصية الثرية التي تسرق هذا الحب ممثلة في الدور الذي يؤديه الفنان حبيب غلوم، فيما يكون جمعة علي الصديق المقرب من «زعل»، الذي يدخل منعطفاً آخر بعد تعرض حبيبته لحادث مأساوي.

وعن دوره في الفيلم، قال حبيب غلوم «أجسد شخصية رجل صاحب سلطة ينال ما يريد، ويمسك بزمام الأمور ومن حوله من بشر وحجر». وعن اختلاف تركيبة الشخصية عن شخصيات سابقة قام بتقمصها، أكد أن «لكل شخصية سحرها الخاص وأبعادها وتحولاتها وتركيبتها ضمن سياق عمل متكامل بكل تجاذبات شخوصه وتنافرها، وبتكامل عناصره من كاتب ومخرج ومؤدين ينصهرون في روح العمل ليخرج مختلفاً له خصوصيته؛ لذلك لا يوجد دور يشبه الآخر في العمل الفني».

وعن فريق عمل الفيلم، أضاف «من الممتع أن يحظى الفنان بفرصة مع كاتب كجمال سالم؛ فاختياراته لشخوصه تكون في غاية الدقة، واليوم يبرز بيننا كمخرج له رؤيته الخاصة، وأنا لا أتوانى أبداً في قبول ما يخطه لي من دور ولغيري من الزملاء، لذا كان (حب ملكي) عملاً مترابطاً ومتماسكاً ومكتملاً بشخوصه ومبدعيه»، متمنياً أن ينال الفيلم إعجاب جمهور السينما، كما نال إعجاب المختصين والزملاء الفنانين في مهرجان الخليج السينمائي، لأنه نسج من أجلهم، ويركز على طموح الشاب البسيط لتحقيق أحلامه التي تهدر من طرف الآخر.

وبحسب الفنان منصور الفيلي، يوجه الفيلم «رسالة عميقة ومهمة، وهي أن المال ليس كل شيء في الحياة رغم أن الظروف قد تفرض نفسها على الإنسان. وتميز جو التصوير بأنه اتسم بروح الأسرة ممزوجاً بجدية العمل من الجميع، خصوصاً أننا التقينا من قبل في أعمال سابقة، وأصبحت الألفة والتناغم ميزتنا». وأضاف أن «أي نص من تأليف المبدع جمال سالم يعد إضافة لي في مشواري الفني، وأتمنى أن ينال الفيلم إعجاب الجمهور المشاهد، إذ إن تشجيعهم للأفلام الإماراتية سيمنحني وزملائي الثقة والدعم للاستمرار».

تويتر