منطقة نمساوية توفر للسياح فرصة لتسلق الجبال

«فارت شروكين».. مقصد لعشاق «القمم»

أثناء ممارسة رياضة كانيونينغ يحاول السياح التغلب على الشلالات والجداول المائية المتسارعة. د.ب.أ

تتحوّل منطقة التزلج على الجليد فارت شروكين بولاية فورآرلبرغ النمساوية، خلال فصل الصيف إلى مقصد لعشاق الإثارة والمغامرة، إذ إنها توفر للسياح فرصة رائعة لممارسة رياضة «كانيونينغ» وتسلق الجبال بواسطة الحبل أو التسلق على الصخور. ويمكن للمبتدئين أيضاً خلال هذه الجولات بصحبة المرشد السياحي الاستمتاع بأجواء الإثارة والمغامرة في أحضان الطبيعة.

وتسود أجواء باردة للغاية في الحوض الخاص بأحد الروافد النهرية بجبال الألب، وفي تلك الأثناء تقف المجموعة السياحية التي تضم، رجلين وثلاث سيدات، على حافة الصخور ويستعدون للقفز في المياه الكريستالية الرقراقة. وبعدما قفز السياح في الماء استشعروا مدى البرودة الشديدة للمياه، على الرغم من ارتداء بدلة غوص وجوارب مصنوعة من مادة النيوبرين، إضافة إلى أحذية رياضية وطقم تسلق الصخور وخوذة لحماية الرأس. وتعرف هذه المغامرة الرياضية في منطقة فارت شروكين بولاية فورآرلبرغ النمساوية باسم رياضية كانيونينغ، إذ ينزلق أعضاء المجموعة السياحية الواحد تلو الآخر على الصخور الزلقة بسبب المياه إلى الحوض التالي.

وبطبيعة الحال، فإن الهبوط من القمم الجبلية إلى الماء بواسطة الحبل أكثر صعوبةً مقارنة بالتدريب من سقف الشرفة، وخلال هذه الجولة يمر السياح على ستة شلالات، التي تمتاز بجدران زلقة بسبب الطحالب والأعشاب البحرية. ويتناثر رذاذ الماء البارد في وجوه السياح، كما تبتل الأيدي عندما يصل العمق إلى 40 متراً. ولكن السياح لا يلاحظون هذا الارتفاع، لأن تركيزهم ينصب على عدم التعرض لدفقة ماء كاملة على رؤوسهم. وإلى جانب رياضة كانيونينغ توفر منطقة فارت شروكين للسياح فرصة الانطلاق في جولات المشي لمسافات طويلة للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة.

أما عشاق الإثارة والمغامرة فيمكنهم الاستمتاع بركوب التليفريك الفردي فلاينغ فوكس. وتزخر المنطقة بستة كابلات فولاذية ممتدة فوق الوديات وعبر الغابات.

ويجلس السائح في حزام التسلق وينطلق على ارتفاع تراوح ما بين 20 و 90 متراً فوق الوديان والجداول المائية المتسارعة، ويمر في بعض الأحيان فوق الأشجار والشجيرات. وحكى أحد السياح، الذي يقف بجوار ابنته البالغة 14 عاماً، خبرته مع تليفريك الثعلب الطائر «فلاينغ فوكس» قائلاً: «لقد قمنا بذلك خلال العام الماضي، وكانت تجربة رائعة، ونريد معايشة أجواء الإثارة والمتعة مرة أخرى».

وعلاوة على ذلك، يمكن للسياح الاستمتاع بجولة تسلق لقمة جبل كارهورن المثيرة للغاية، وهي مثالية للمبتدئين في تسلق القمم الجبلية. ويصعد السياح إلى المحطة الجبلية عن طريق تليفريك «شتيفي زالب بان»، وبعد ذلك يسير السياح نحو ساعة في اتجاه كارهورن للبدء في رحلة التسلق، بعدما يقومون بارتداء أطقم التسلق والخوذ لحماية الرأس.

وتنطلق جولة التسلق في البداية لارتفاع 250 متراً فوق ممرات حادة في بعض الأحيان، ولكن بشكل عام توجد حافة صغيرة يمكن للمتسلق الإمساك بها. وبعد أقل من ساعتين وصلت المجموعة السياحية إلى قمة جبلية على ارتفاع 2416 متراً، وهنا استمتع السياح بإطلالة رائعة على المناظر الطبيعية المحيطة.

وقالت السائحة ماريا شتولز: «كانت لدي بعض المخاوف في البداية، نظراً لأنها أول مرة أتسلق فيها قمة جبلية، ولكن تمكنت من القيام بذلك بشكل جيد، وقد كانت الجولة ممتعة حقاً». ويمكن لأصحاب الخبرة في تسلق الجبال مواصلة الجولة نحو الحافة الغربية، التي تمتاز بدرجة صعوبة C/D.

تويتر