معرض لـ 18 مبدعاً في «فن آ بورتيه» بدبي

«الفن للجميــع».. شخوص مجردة وطبيعة مزهــرة

صورة

تتجاور في معرض «الفن للجميع» الذي افتتح أخيراً في غاليري «فن آ بورتيه» مجموعة من الأعمال الفنية، إلى جانب الإكسسوارات وقطع الأثاث والتحف. ويجمع المعرض أنماطاً فنية متباينة تنقل المشاهد عبر اللوحات من التجريد والتجسيد إلى الطبيعة المزهرة، ثم إلى الكثير من اللوحات التي تعنى بالتشخيص ونقل الواقع.

في المقابل، لا تغيب عن المعرض الذي يجمع أعمالاً لـ18 فناناً من الشرق الأوسط وأوروبا، لمسة الفن اليدوي التي تتجلى من خلال بعض أعمال السيراميك المرسوم يدوياً، وكذلك الدمى والمجوهرات والأثاث.

ويحمل المعرض سمة التناقض الذي يتكامل من خلال الكثير من الأنماط الفنية المتباينة، وكذلك من خلال أنواع متعددة من الفنون، إذ ينتقل المشاهد من الدمى التي تجسد أشكال النساء، إلى اللوحات التي ترصد الواقع والطبيعة والناس، ثم الى الكولاج والأثاث والمجوهرات، دون أن يغيب السيراميك عن المعرض.

تمتاز بعض اللوحات الفنية بالتوجه الكلاسيكي الذي يتخذ الطبيعة مصدراً وملهماً، كأعمال الفنانتين ناهدة من لبنان، وغادة دهني من سورية. وما يميزهما هو الأسلوب المختلف في رسم الطبيعة، فبينما تتوجه ناهدة إلى المشهد من زاوية بعيدة، فترصد الزهور مع خلفية خضراء ووعاء ينثر منه التراب، نجد دهني شديدة الاعتناء بالتفاصيل الصغيرة، وتحويل الكانفاس من قماشة بيضاء إلى قطعة مصغرة من حقل ورود كبير.

ولا تتوقف دهني عند حدود الطبيعة، اذ تتوجه الى الحياة والناس من خلال لوحة تجسد فيها العروس مع باقة الزهور وخلفها الناس، لتبدو كأنها تخلد واحدة من أهم اللحظات في حياة المرأة.

تلك الكلاسيكية تتجلى أيضاً من خلال الأعمال الفنية المنسوخة عن أعمال عالمية، كاللوحتين المنسوختين عن أعمال مونيه التي تحاكي الطبيعة أيضاً.

تختفي الكلاسيكية، ويظهر نمط التشخيص مع أعمال الفنان جانغو من سورية، الذي يقدم الشخوص بأسلوب معاصر، إذ يتعمد تجريدهم وإخفاء ملامحهم، معتمداً على تقسيم اللوحة عبر إيقاع لوني يحمل تدرجات هادئة ومنسجمة. ويصبح هذا التشخيص أكثر ميلاً إلى التجريد مع الفنان السوري حسن ادلبي الذي يبتعد عن إبراز معالم الوجوه ليجعلها تتلاشى وسط اللون. أما الفنان الأردني قاسم رفاعي، فهو حريص على مد تقسيم اللوحة بين الناس والبناء، ليبين الاكتظاظ المدني في اللوحة، ولكن بسكون الألوان الهادئة، ثم لا يلبث أن يكسب اللوحة نزعة الغموض من خلال الطبقات اللونية التي يشكلها، والتي يسعى من خلالها إلى إخفاء المظاهر المباشرة. وتجاور أعمال رفاعي أعمال الفنانة الأوروبية بياتريس، التي تطرز الأقمشة على شكل المدينة، بمبانيها وعماراتها وشوارعها، بالأقمشة الملونة.

أما الفنان العراقي خالد وحل، فضم المعرض بعض أعمال مجموعته الخاصة بالجاز، التي يصور فيها عازفاً وآلات موسيقية. في حين كانت للفنان السوري جهاد سعود بعض الأعمال الصغيرة في المعرض.

الفنانة الإيرانية مينوفار مهرن، كانت لها مجموعة من الأعمال التي تبرز أسلوبها الذي يمكن وصفه بالسهل الممتنع، إذ توجد في لوحاتها حياة كاملة عبر التفاصيل التي يزخر بها المشهد الذي تقدمه.

ترصد مهرن الأماكن في لوحاتها وتعتني بالتفاصيل، فتصور المطبخ والطاولات والكراسي، والأواني حتى الطبيعة التي تظهر من خلال النافذة، كلها تفاصيل لها مكانها وموقعها في اللوحة. وتحرص الفنانة على المزج بين الثقافتين الإيرانية والأوروبية، فهي تحمل الجذور الإيرانية، ولكنها عاشت حياتها في إيطاليا، الأمر الذي انعكس على أعمالها، فباتت تمزج بين الطبيعة من جهة، والزخرفة الإيرانية في السجاد والأثاث من جهة أخرى.

بينما نجد الفنانة الإيطالية نيكوليتا بورديسو، تُعنى برسم الواقع بتصرف وتحرص على إظهار قضية الرضا عن الذات من خلال اللوحة. وتصور عبر عملها نساء بدينات، لتبرز ثقتهن بأنفسهن وحالة الرضا التي تسيطر على كل منهن، رغم أنهن لا يتمتع بالتكامل الشكلي المتعارف عليه في هذا العصر المهووس بالرشيقات. تعرض الفنانة النساء في حالات متعددة يرتدين ملابس متنوعة في السهرة أو المنزل أو كذلك ملابس النوم، فالمرأة تحرص على إظهار جمالها كما لو أنها متكاملة، وذلك فقط من زاوية الرضا والثقة بالنفس.

أثاث و«أنتيكات»

يجمع المعرض مجموعة من التصاميم والأثاث، ومنها ليزن يازجي من الأردن، وربيع غانم من لبنان.

ويقدم يازجي مجموعة من التصاميم لكراسي متعددة الاستعمالات، تتحول من كرسي إلى رفوف للمجلات، وتصبح طاولة للقهوة.

بينما يقدم مصمم الأثاث اللبناني ربيع غانم مجموعة من التصاميم والطاولات التي تحمل استعمالات عدة، ومنها الرفوف التي تأخذ شكل حسكة السمكة، وما يميزها أنها صالحة لتوضع على الأرض، أو تعلق على الحائط بشكل طولي أو عرضي. هذا إلى جانب مجموعة من الكراسي التي تبدو منتمية إلى قطع الأنتيكات.

تثقيف فني

قالت مؤسسة «فن آ بورتيه»، غادة كوناش لـ«الإمارات اليوم»، إن «الهدف من المعرض هو الجمع بين الفنانين الكبار والصغار، والجمع بين أنماط متعددة من الفن، فالفن ليس مجرد لوحة، فهو يمكن أن يكون قطعة أثاث أو مجوهرات أو حقيبة، وقد سبق ونفذنا مجموعة من الحقائب مع الفنان جورج باسيل من خلال لوحة طبعت مباشرة على الجلد».

وأضافت «نفذنا ستة تصاميم من الحقائب وكان هناك أربعة فنانين، ولاقت الحقائب استحسان نساء، إذ تقرب الناس من الفن، فيصبحوا أكثر فهماً له». وترى كوناش أن مسؤوليتها هي التثقيف الفني، وإظهار الفن كثقافة وليس مجرد لوحة على الحائط، معتبرة أن من لا يحمل هذه المسؤولية يصبح الغاليري الخاص به دكاناً. واعتبرت «اللوحة نوعاً من التعبير والتوثيق لحالة ومرحلة، وهذا ما يجب أن نقدمه للناس، وهناك من يجب أن نقربهم من اللوحة من جانب الاستثمار وعلى المدى الطويل».

أما الجمع بين الفنانين المخضرمين والشباب، فأكدت كوناش أنه المنهج الأساسي لها، لأنها تحرص على أن تبرز المواهب الجديدة ومنحها فرصة للظهور، لاسيما إن كان مستوى أعمالها جيداً ومتميزاً. وأشارت إلى أن إبراز المواهب الجديدة هو ما تسعى دائماً إلى تقديمه للجمهور الذي يحتاج إلى التعرف إلى الفن الحديث والمعاصر، وكذلك على ما تقدمه فئة الشباب.

مجوهرات منوعة

يضم المعرض مجموعة من المجوهرات ذات الأحجار المميزة، ومنها قطع من هولندا مصنوعة من المورانو، وأحجارها ملونة ومستوحاة من البحر. وتتميز قطع المجوهرات بكونها تحمل بعض الأحجار الطبيعية ونصف الثمينة، التي تدمج بين الحجر والذهب، أو حتى الفكرة الخاصة بالحجر وشكل التصميم.

وتبدو الأحجار غنية بالألوان، وكذلك متعددة الأشكال تلبي حاجة المرأة التي تبحث عن قطعة لا مثيل لها.

كما تجدر الإشارة إلى أنها تبدو صيفية بامتياز نظراً إلى ميل أحجارها إلى الأبيض والألوان الفاتحة.

تويتر