أعمال سعد وحلمي والصغير مالت إلى الاستخفــــاف بالمشاهدين

«الكوميديا» المــصرية.. تراث يصطدم بـ «أطاطا» و«مـــيسي» و«محرز»

صورة

إلى أين ستأخذ أعمال دراما رمضان الكوميدية المشاهد في الموسم المقبل؟.. سؤال قد تكون الإجابة عنه قاسية، إذا تأمل المتلقي جانباً من المعروض في رمضان الماضي، خصوصاً في ما يتعلق بأعمال محسوبة على نجوم يصنفون على أنهم في الصف الأول، لمدرسة رائدة في الكوميديا، كانت ولاتزال تدخل كل بيت عربي، وهي الدراما المصرية التي أنجبت نجيب الريحاني وإسماعيل ياسين وعبدالفتاح القصري وغيرهم.

«محرز»

«عفاريت محرز» يقوم على فكرة أن «محرز» الذي يؤدي دوره سعد الصغير، يعيش مع عفاريت ــ لكن ظرفاء ــ حسب الفرضية التي يجتهد الكاتب والمخرج لإثباتها.


شخصية قديمة

بعد أن أصبحت السينما رهاناً محفوفاً بالخسارة، فضل الممثل المصري محمد سعد (اللمبي)، خوض الدراما التلفزيونية، لكنه اختار شخصية أحد أفلامه السينمائية التي كان يجسد شخصيتها.


عامل مشترك

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/08/176552.jpg

العامل المشترك بين أحمد حلمي ومحمد سعد، هذه المرة، رغم أن الأول تحديداً طالما حرص على البعد عن الإسفاف والتكرار في أعماله، أن كليهما بنى احتمالية نجاحه على حقيقة نجاح عمل جماهيري سابق، وهو بالنسبة لحلمي «إكس لارج»، أما سعد فقد استعاد شخصية «أطاطا» بكاملها، وأضاف إليها «بعض البهارات»، التي زادتها ركاكة.

يأتي هذا في وقت غاب فيه ألق أحدث أعمال المصنف رقم واحد، الزعيم عادل إمام، بعد أن فضل العرض الحصري على شاشة إم بي سي، مقابل الأجر الأعلى على الإطلاق، ليتأثر حجم المتابعة أيضاً بتواضع الأعمال التي شكلت عودته للدراما التلفزيونية ممثلة في «فرقة ناجي عطالله» و«العراف»، رغم كلفتها الإنتاجية العالية.

وفيما غابت مسلسلات السير الذاتية تقريباً، كظاهرة دارت حولها أعمال كثيرة في المواسم السابقة، مثل «السندريلا» و«العندليب» و«أم كلثوم»، بما في ذلك السير التاريخية والدينية، مثل «عمر»، باستثناء «صديق العمر» هذا العام للفنان جمال سليمان، الذي يستعيد فيه مرحلة عبدالناصر وصداقته المخلصة لرفيق دربه عبدالحكيم عامر، وكان الاحتمال أن تجود قريحة الكتاب بأعمال ذات محتوى درامي جديد، وجد المشاهد عدداً من الأعمال تصل فيها الأحداث حد الاستخفاف بعقول المشاهدين.

وبعد أن أصبحت السينما رهاناً محفوفاً بالخسارة، فضّل الممثل المصري محمد سعد (اللمبي)، خوض الدراما التلفزيونية، لكنه اختار شخصية أحد أفلامه السينمائية التي كان يجسد شخصيتها، وهي امرأة عجوز تدعى «أطاطا»، لينسج حولها كامل أحداث المسلسل، وكأن قريحة الكتاب الجدد عجزت عن ابتكار شخصية لا تتكئ في جاذبيتها على عمل سابق.

هذا الاستدعاء من رصيد عمل سابق ليس غريباً على أعمال سعد التي لاتزال تدور في فلك شخصية «اللمبي»، وهي الشخصية الثانوية التي ظهرت لأول مرة في فيلم «الناظر»، الذي لعب بطولته الراحل علاء ولي الدين، فيما كان الدور الثانوي حينها لمحمد سعد الذي استثمر نجاح الشخصية، وجعلها محور أعمال عدة بعدها.

لكن الإشكالية في شخصية «أطاطا»، لا تكمن في مؤشرها السلبي في ما يتعلق بالقدرة على الابتكار، بل أيضاً المحتوى المتدني للحوار، والتكريس للغة ركيكة، جوهرها الاستهزاء الدائم بالآخر، والسباب والألفاظ البذيئة التي لا تناسب الشاشة الصغيرة.

وعلى عكس أعماله السينمائية الناجحة، مثل «عسل أسود» و«إكس لارج» وغيرهما، فإن أحمد حلمي، في إطار سعيه للتغيير، والخروج عن المألوف، وقع في فخاخ عمل لا يليق بأن يكون عرضاً على خشبة مدرسة ابتدائية تحتفي بتلاميذ هواة، حيث يؤدي حلمي بصوته فقط شخصية «قرد» يُدعى «مسعد» أو «ميسي»، والذي تسعى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) لخطفه، بعد قيامه بعملية استخباراتية من أجل إيقاف عصابة إرهابية دولية قامت بسرقة سلاح بيولوجي بالغ الخطورة، ومن أجل ذلك الغرض ترسل الوكالة أحد رجالها لإتمام هذه المهمة.

ويبدو أن حلمي سعى إلى البناء على نجاح أعمال تم فيها استخدام «الماسكات»، أو «الوجوه المصنوعة»، بما في ذلك فيلمه «إكس لارج»، لكن القيام بدور «قرد» جاء بعيداً عن السابقة، وصادماً لذوق المشاهدين، الذين كان عليهم متابعة «قرد» يتحدث، بل ويتفوق على مهارة وكالة الاستخبارات الأميركية، دون أن تغيب الألفاظ البذيئة، لترافق مشهد الأخطاء الفنية التي جاءت بالجملة، خصوصاً في ما يتعلق بتركيب الصوت، الذي جاء مجافياً لحركية المشاهد التي أداها ممثل آخر بشكل فج.

نوع آخر من الإسفاف يقدمه سعد الصغير، الذي يقدم نفسه ممثلاً هذه المرة، دون أن ينسى شغفه الشديد بالرقص، إلى جانب الغناء، وهو مسلسل «عفاريت محرز»، فالعمل الذي يجمعه بممثلين كل ما يقدمونه من أجل إضحاك المشاهد هي الحركات التي تنبئ عن اختلال ما، والاستعانة بباروكة شعر غريبة، يقوم على فكرة أن «محرز» الذي يؤدي دوره سعد الصغير، يعيش مع عفاريت ــ لكن ظرفاء ــ حسب الفرضية التي يجتهد الكاتب والمخرج لإثباتها.


وعود لم تتحقق

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/08/176550.jpg

لم يخرج حديث الفنان المصري محمد سعد، المعروف بـ«اللمبي»، عن الكثير من الوعود «الدرامية» التي لم تتحقق، ويكون فيها دوماً العمل المقبل لكل فنان هو «الأفضل»، حيث وعد محمد سعد، أثناء وجوده في مهرجان دبي السينمائي في نسخته الأخيرة بأنه يجهز لمفاجأة فنية من العيار الثقيل في رمضان.

جبل الوعود تمخض فولد «فيفا أطاطا»، المبنية أساساً على شخصية قدمها منذ سنوات عدة، في استمرار لمشهد تكرار الأعمال السابقة، وإعادة إنتاجها، لكن سعد لم يجهد نفسه للذهاب بعيداً في هذا الصدد، كأن يقتبس مثلاً من أعمال أمهات السينما المصرية، بل ذهب فقط لأحد أفلامه السابقة.

الأمر نفسه لم يختلف عنه الفنان محمد حلمي، الذي وجودت وعوده كذلك أثناء حضوره الدورة الأخيرة من «دبي السينمائي»، قبل أن تأتي تلك الوعود بـ«ميسي»، في مشهد تلفزيوني ضعيف، سواء من حيث المضمون، أو جودة التقنية وتركيب الصوت.

تويتر