خجول في الحياة.. والملاكمة أسهمت في تشكيــل شخصيته

سعيد بوغازيــــــين: صوتي قادني إلى «شاشــــة الشارقة»

صورة

كان مشروع مذيع منذ البداية، إذ أطلق صوته ليشارك الأطفال بهجتهم في رياض الأطفال منذ أن كان فتياً، ونبرة صوته حجزت له مقعداً ثابتاً بين المذيعين، رغم أنه انطلق في بداية عمله الإعلامي محرراً، إلا أن إرادته ورغبته في التطور مهدت له الطريق.

مقبرة النجاح

يرى المذيع في تلفزيون الشارقة سعيد بوغازيين، أن «الغرور مقبرة النجاح، ولعل من أبرز صفات المذيع الناجح التواضع وتجنب الغرور، والتمتع بصفات الإعلامي الحقيقي من الصدقية والأمانة والإخلاص، وتحري الدقة في طرح الموضوعات والصدقية والحيادية في التناول، ما ينعكس على الجمهور الذي يثق تدريجياً بالمذيع، ومن ثم بالقناة».


مواقف محرجة

هناك مواقف محرجه تواجه المذيع لاسيما عندما يكون على الهواء مباشرة، وكحال بقية المذيعين تعرض بوغازيين لمواقف محرجة، بل للكثير منها، لكن أبرزها كان توقف جهاز الأوتوكيو عند العمل، والذي يظهر الكلمات على شاشة صغيرة أمام المذيع ليقرأها على المشاهدين، ما يسبب تلعثماً في بعض الكلمات وإرباكاً للمذيع يتصاعد كلما كان الخبر مهماً، ورغم أن للمذيع الحق في استخدام الأوراق والقراءة منها إلا أن بوغازيين أكد أن المذيع يحتاج إلى وقت كي يعرف ويتذكر أين تقع الكلمة التي سقطت سهواً من جهاز القراءة، ما يسهم في تزايد التوتر وإحداث خلل في إيقاع القراءة وطريقة الإلقاء.

ومن المواقف المحرجة كذلك أن يكون المشارك في المداخلات الهاتفية غير ملم بالحديث، فيجيب بكلمات مقتضبة، فيضطر المذيع لمساعدته لتجاوز الوقت الممنوح والمخصص له، عبر طرح أسئلة أخرى في سبيل دفع الضيف إلى الحديث.


ملاكمة وخجل

يعشق المذيع في تلفزيون الشارقة سعيد بوغازيين الفنون القتالية وتحديداً الملاكمة، ويوازن بينها وبين الإعلام وبين كونه شخصاً خجولاً، بقوله إن «الملاكمة مجرد رياضة شخصية، وأراها تسهم في تفريغ بعض الطاقات السلبية أحياناً، وتضعها في مكانها الصحيح ولا شيء أكثر من ذلك، والخجل طبع نفسي وأعتقد أنه صفة حميدة أن يكون الشخص متواضعاً وخجولاً، إذ إن هذا الخجل يتلاشى بمجرد أن أجلس أمام الكاميرا».

مذيع نشرة «أخبار الدار» في تلفزيون الشارقة في «مؤسسة الشارقة للإعلام»، الإماراتي سعيد بوغازيين، شاب موهوب في عمله وخجول في الحياة، إلا أن عشقه للملاكمة والفنون القتالية أسهم في تكوين شخصيته الهادئة رغم عنف الرياضة التي يمارسها، درس تخصص نظم المعلومات الإدارية في كلية إدارة الأعمال في جامعة الشارقة، عمل في 2010 في مؤسسة الشارقة للإعلام بصفة باحث، وفي العام نفسه وبالنظر إلى ما يمتلكه من صوت إخباري تم تحويله إلى مراسل، ثم معدّ ومذيع للأخبار الرياضية، في2012 عمل مذيعاً رئيساً في نشرة أخبار الدار ومنتج نشرة «مساعد رئيس تحرير» ورئيس تحرير بالإنابة.

وحول تحوله من باحث إلى مذيع، قال بوغازيين «جئت الى التلفزيون بصفة باحث، إذ أقوم بدور مساعد معد برامج، لكن خلال إجراء المقابلة وسماع صوتي أكدوا أن مكاني هو الأخبار وليس البرامج، وهذه كانت فكرة مدير موظفي الإنتاج ابتسام الشايب، التي أكدت أن صوتي وشكلي مناسبان للأخبار، لكني أخبرتها عن اعتزازي بامتلاكي موهبة الصوت، إلا أن طبعي خجول وهذا يحول بيني وبين الشاشة، إلا أنها شجعتني وأكدت لي أن الخجل من الشاشة هو مسألة وقت لا أكثر، لافتاً إلى أنه لم يختر العمل الإعلامي، لكنه أحس أن لديه موهبة في الصوت والتقديم، وذلك في مرحلة الثانوية، وساعدته أخته الكبرى التي تعمل في رياض الأطفال على تسجيل صوته أثناء قراءة بعض القصص والأناشيد، إذ لاحظت إعجاب الجميع بتلك القراءات، و«يمكنني القول إنها أول من اكتشفني كمشروع مذيع».

وأضاف قائلاً «مع الايام كان لدي صديق ينفذ مشروع أفلام كرتون لقناة، فاختبر صوتي لأداء العديد من الشخصيات، وأكد إعجابه بقدراتي على أداء الأصوات فكانت هذه الأسباب وغيرها دافعاً كامناً لدي وطريقاً مهد قدراتي للعمل الإعلامي، والتوجه للتلفزيون في ما بعد».

وتابع بوغازيين «بعد فترة قصيرة دخلت مجال الأخبار والتحرير، وكان الفضل الكبير في هذه النقلة لمدير الأخبار سناء بطي، التي كانت تعمل في حينها رئيس تحرير أخبار الدار، إذ ساعدتني على تعلم التحرير والأساسيات وتجاوز الأخطاء المهنية، وخلال أشهر قليلة تم اعتمادي في قراءة التقارير والعمل مراسلاً ضمن تقارير خارجية، ومنذ المرة الأولى تعاملت مع الموضوع بشكل جيد واحتراف، وبدأت أعمل بشكل مستقل لأنجز تقارير رسمية ومنوعة».

وقال «هناك لحظات في مسيرتي المهنية وتحديداً أول ظهور لي على شاشة التلفزيون، يصعب نسيانها، إذ إني ظهرت على الشاشة في الأخبار الرياضية على الهواء مباشرة، وكنت متوتراً ولم أخبر أحداً من الأهل أو الأصدقاء بذلك، لأنه سيسهم في زيادة نسبة التوتر لدي، أما في أخبار الدار فقد كان الجميع على علم بذلك، إذ جرت الأمور بشكل طبيعي وسلس رغم ارتباكي في البداية».

وحول المحطات المهمة في حياته أكد بوغازيين، أن «أهم اللحظات عندما تم تكليفي بتغطية انتخابات المجلس الوطني الاتحادي وإعداد أول ثلاث حلقات من برنامج ندوات الذي كنا من خلاله نستضيف شخصيات بارزة، منها وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي أنور قرقاش، ووكيل وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي طارق لوتاه، وعدد من الأعضاء السابقين، وبعد النجاح في المهام الموكلة إلي قمت بتقديم الاخبار الرياضية كعمل إضافي، وبطلب من القسم المختص بالرياضة، ونجحت في الاختبار وتم قبولي هناك، ولم يصعب علي شيء سوى التعامل مع الأسماء الرياضية، لأني لم أكن متخصصاً بها، وبعد نحو عام تم ضمي لمذيعي أخبار الدار إضافة إلى عملي خلف الكواليس».

تويتر