هشام المظلوم: رعاية حاكم الشارقة العامل الأبـــرز في إثراء هذا الحدث المتنوع

«الشارقة الــرمضاني» فعاليات استــــقطبت 150 ألف زائر

صورة

تزامناً مع نهاية شهر رمضان الفضيل، وآخر أيام عيد الفطر، اختتم رمضان الشارقة فعالياته التي استمرت أكثر من شهر في احتفالية مميزة أقيمت بمناسبة تتويج الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2014، لنعيش في الشارقة لحظات شكلت علامة فارقة في سياق مسيرتها الثقافية في العالم العربي والإسلامي والدولي، فرمضان الشارقة بفعالياته التي اجتذبت العديد من الإبداعات، وخطفت الأنظار بقوة، والتي نظمتها اللجنة العليا «الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية 2014 »، في ظل تشاركية مع العديد من الجهات الرسمية والأهلية، فكان لمحتواه من البرامج الغنية والمتنوعة زخماً كبيراً، انعكس تألقاً على رمضان المدينة الباسمة بملامحها الثقافية في الفنون والنشر والتراث والمسرح و«الميديا»، والعمران، فكانت الشارقة في «إكسبو» بفعل هذه الاحتفالية وجهة محلية ودولية، قدر عدد زوارها بـ150 ألف زائر، وطوال أيام رمضان استضافت أجنحة رمضان الشارقة السبعة الفنانين والمفكرين والمثقفين والجمهور الإماراتي والعربي والأجانب من السياح وغيرهم ممن قصدوا الاحتفالية، وبهذا شهدت الأجنحة إقبالاً لافتاً، وهذه الأجنحة هي: معرض الكتاب الإسلامي، وبازار الفنون، وزاد العيون، والمجلس الرمضاني، وقرية التراث الإسـلامي، والمسـرح الإسلامـي، ودرب التوابل (سوق إكسبــو)، وسكن النفوس (المحاضرات الإسلامية والثقافية).

«النيشان»

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/07/175743.jpg

كان لبرنامج النيشان الذي قدم على الهواء مباشرة، وهو من إنتاج وإعداد تلفزيون الشارقة، قسط جماهيري واسع من الاهتمام، من خلال خطواته لإحياء التراث، وإعادة طرح مفردات الموروثات الشعبية الخاصة بالمجتمع الإماراتي، بما يحتوي من فقرات فنية، ومسابقات تركيبية وذهنية عبر الأسئلة المطروحة على الجمهور في تفاعلية لافتة، فقدم المعلومات التراثية والإسلامية، وتلك المتعلقة بالعادات والتقاليد بشكل مشوق وترفيهي، وفي الجناح الذي نظمته إدارة التراث تم التواصل مع الحِرف التقليدية العريقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، إضافة إلى كل الأنشطة الحيوية والاجتماعية.

طوال أيام رمضان استضافت أجنحة «رمضان الشارقة» السبعة الفنانين والمفكرين والمثقفين، والجمهور الإماراتي والعربي والأجانب من السياح، وغيرهم ممن قصدوا الاحتفالية.

17 لقاءً ثقافياً

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/07/175742.jpg

استضاف المهرجان 17 لقاءً ثقافياً بين ندوة وأمسية شعرية وإنشادية ومحاضرة. أما المحاضرات الدينية التي نظمتها إدارة الشؤون الإسلامية بالشارقة فبلغت 25 محاضرة، لمحاضرين عرب وأجانب، جذبت موضوعاتهم كل الفئات العمرية، فكان الإقبال عليها جيداً، ما عزز مشاعر الرضى لدى المنظمين. وقد استحضر «درب التوابل» الذي نظمته «إكسبو الشارقة» معالم وملامح الأسواق التقليدية العريقة بطابعها الإسلامي، وقد احتوت على الأزياء التقليدية والزينة والمجوهرات والحناء والمأكولات الرمضانية المتنوعة.

وكانت احتفالية الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية، ودوافع الحوار الإنساني الشامل، الذي تنشده الشارقة، وهواجس الحفاظ على التراث الإسلامي، الدافع الأول لتنظيم هذه الفعالية «رمضان الشارقة»، فولدت الأفكار الخلاقة والتصورات الإبداعية، وقد قامت دائرة الثقافة والإعلام، بإداراتها المختلفة، بالجهود الحثيثة والفعالة على مدى أشهر طويلة، تحضيراً لهذا الحدث الذي ترك أثراً واضحاً، أرخى ظلاله الإيجابية على الجوانب الثقافية والإنسانية في دولة الإمارات، وبشكل خاص الشارقة، فاستضاف رمضان الشارقة 65 ضيفاً من قامات الفكر والأدب والفن، وشاركت في فعالياته 21 دولة.

وقال مدير إدارة الفنون المنسق العام لاحتفالية رمضان الشارقة، هشام المظلوم: «هذه الاحتفالية استقطبت العديد من الإبداعات، وأسعدت الجمهور في محتواها والوجه الثقافي المتألق لإمارة الشارقة، وكان تفضل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، برعاية وحضور فعاليات (رمضان الشارقة) الدافع الأكبر لإثراء محتوى هذه الاحتفالية، وأسهمت دائرة الثقافة والإعلام ــ من خلال إدارة الفنون، وإدارة معرض الشارقة الدولي للكتاب، وإدارة التراث، وإدارة المسرح، وإدارة الشؤون الثقافية ــ في تنظيم هذه الفعاليات بهذا الشكل المميز، إلى جانب العديد من الجهات في رمضان الشارقة، وهي: دائرة الشؤون الإسلامية، والمنتدى الإسلامي، ومؤسسة الشارقة للإعـلام، ومركز الشارقة الإعـلامـي، وجامعــة الشارقـــة، وإدارة متاحـف الشارقـــة، وثقافـــة بلا حــدود، والمكتب الإقليمي لمنظمة الإيسيسكو، وجمعية الإمارات للفنون التشكيلية، وجمعية الإمارات للتصوير الضوئي، وجمعية الإمارات لفن الخط العربي والزخرفة الإسلامية.

وقد شهد جناح زاد العيون بازار الفنون، إلى جانب الأجنحة الأخرى، إقبالاً كبيراً من الجمهور، فكانت الفنون البصرية الإسلامية المعاصرة والكلاسيكية والمقتنيات الأثرية، محط اهتمام بالغ، وقد ضم هذا الجناح 47 معرضاً لفنانين محليين ودوليين، ولمجموعات مقتنيات فردية وعامة، مكتنزاً تجارب فنية لها مكانتها، وكان للورشات التي ترافقت مع زاد العيون، والتي بلغت 59 ورشة فنية تفاعلية الأثر البالغ، بما قدم المشرفون عليها من خبرات للمنتسبين في تخصصات مختلفة، كالرسم والخط والخزف والنحت وغيرها. أما اللوحات من تشكيل حديث وحروفيات وخط عربي، إلى جانب الأعمال التجهيزية والفراغية والخزفية، وكذلك التصوير الضوئي، وبرامج الورش، والدُرر الأثرية المشرقية والإسلامية، من مسكوكات، وأغلفة نادرة لأمهات الكتب والمصاحف، فأضافت إلى المعرض الكثير من الخصوصية، إضافة إلى معرض القوالب الخطية المصرية التي تقتنيها الشارقة، وهي تشكل معياراً لمستوى التألق والرقي الذي بلغته فنون الخط العربي قبل قرنين من الآن على جميع الصعد، من جمالية وإبداعية وفكرية وأدائية، وتعكس النواحي التقنية الفنية للخطاط العربي، وتوثق مراحل إبداعه وتنفيذه لهذا النوع من العمل عبر هذه الثروة المهمة، فهي قوالب ابتكرها الخطاط العربي لنقل خطه من آيات قرآنية وكلمات وزخرفة إلى أنواع الحجارة المختلفة في واجهات المساجد والقصور، فكانت هذه الأوراق بثقوبها الدقيقة التي تحدد الخطوط من ثلث ونسخ وديواني وأنواع كثيرة أخرى مرحلة تقنية نتلمسها في هذه الإبداعات الخطية بديمومتها وجمالياتها وتناسق تركيباتها الخطية.


«زاد العيون»

في «زاد العيون» محاولة لتلمس الجوانب المرتبطة بتدوين القرآن الكريم، عبر ركن مهم لإبراز الجهود المبذولة من أجل العناية بالمصحف الشريف تاريخياً عبر صور فنية توضيحية، ليبدو التسلسل الزمني والتاريخي والكيفي لتدوين القرآن الكريم فيها جلياً، وفي المعرض يشاهد الضيف صوراً ونماذج من الأدوات التي استخدمت، ونماذج من الرسم القرآني قبل نقط المصحف وتجويد الخط، فضلاً عن أشهر الطبعات المبكرة للمصحف الشريف، وأشهر خطاطي للقرآن. وبهذا الغنى والتنوع أرست كل هذه المعروضات لحظات من التذوق والاستمتاع.

وتم تنظيم معرض متخصص بالكتاب الإسلامي، بمشاركة العديد من دور النشر في الدول العربية والإسلامية، التي بلغ عددها 127 دار نشر، وشهد عدداً من الأنشطة الثقافية الإسلامية المتنوعة، التي قدمها عدد من الشخصيات الرائدة في مجال تخصصها، إضافة إلى معرض المصاحف المملوكية، وقد بلغ عدد هذه المقتنيات من المصاحف 42 مجلداً، واستقطبت جلسات المقهى الثقافي الست عدداً كبيراً من المهتمين، لتناولها قضايا ثقافية وأدبية راهنة. غير أنه وطوال أيام التظاهرة قدمت خمسة عروض مسرحية بمرجعياتها من الفكر الإسلامي التنويري، وكان للموسيقى والإنشاد والأداء الحركي والكوميديا ومسرح الطفل نصيب كبير من الحضور الجماهيري. وقد نظم مركز الشارقة الإعلامي مجلسه الرمضاني بجلساته الحوارية السبع، التي استقطبت عدداً من كبار الشخصيات الفكرية والدينية والثقافية والرسمية. الشارقة ـــ الإمارات اليوم

تويتر