«الخطايا السبع».. أسئلة يكتنفها الغموض

اختارت الفنانة المصرية هند الفلافلي «الخطايا السبع» عنواناً لمعرضها الذي افتتح، أخيراً، في «آرت سوا غاليري» في دبي، حيث قدمت من خلاله مجموعة من الأسئلة حول مفهوم الخطايا المميتة، التي يكتنف تحديدها الغموض. تطرح الفلافلي من خلال مجموعة من المشاهد التي اعتمدت فيها على الوجوه النسائية بعض الخطايا، محاولة ومن خلال الالوان تحديدها، عبر مشاهد مكتظة بالحركة لتصل في النهاية إلى ما يشبه العجز عن إيجاد أجوبة محددة لكل ما تطرحه من أسئلة.

تعتمد الفلافلي في المعرض، الذي يستمر حتى 11 الشهر الجاري، على الوجوه النسائية بشكل أساسي لترصد من خلالها نظرة المجتمع إلى المرأة، والقيود التي تفرض عليها اجتماعياً وتربوياً. تقدم تحرر المرأة في مشاهد تجعل الاجتماعات النسائية والسهرات العامرة المحرك الاساسي للوحة، ثم لا تلبث ان تقودنا إلى المخاوف التي تحملها النساء من أخطار جمة تهددها من خلال «الغضب الناعم»، حيث تظهر من خلال هذه اللوحة ثلاث سيدات نائمات، وتحمل كل منهن سلاحاً مصوباص في اتجاه مختلف وكأن الأخطار التي تحيط بالمرأة أو الحماية الذاتية التي يجب ان تؤمّنها المرأة لنفسها يجب أن تكون من مختلف الجهات.

تطرح الفلافلي من خلال المعرض، الذي قدمت فيه 11 عملاً، بعض المفاهيم التي ترتبط بالخطايا وارتباطها ببعضها بعضاً، فالخطيئة قد تقود إلى خطيئة أخرى أكبر منها، وطرحت كيفية ترابط الخطايا في حياة البشر، ما يجعل الحياة غنية بالألوان. كما ان هذا الطرح الذي تستخدمه الفلافلي في معرضها وإن قام على الوجود النسائي، إلا انها لا تطرحه بمنأى عن الرجل، حيث تشكل الحياة المشتركة بينهما محركاً للعديد من اللوحات. هذا التداخل في العلاقات يجعل الفلافلي تطرح وبصيغة مباشرة سؤالاً جوهرياً حول مسؤولية كل من الرجل والمرأة في ارتكاب الأخطاء في الحياة، وكيف يمكن أن يحاسب أحد الطرفين ويترك الآخر. تجنح الفلافلي من خلال المعرض إلى تناول حياة المرأة والتعبير عن هواجسها، كالغضب والقلق، والفرح، والخوف. وتسلط الضوء على المشاعر البشرية المتنوعة ضمن حالات متعددة، فتأتي اللوحات راصدة للواقع في اطار درامي بعيد عن العبثية، لاسيما انها اعتمدت على الحركة.

الخطايا عند الفلافلي لا تقتصر على العلاقات البشرية، حيث قدمت مجموعة من القضايا الحياتية التي تدخل ضمن اسلوب الحياة، ومنها الشراهة في الأكل، التي عالجتها في أكثر من لوحة تشتمل على طعام وأيادٍ كثيرة، وبينت كيف يمكن ان تفقد الشراهة وعي الانسان حول طبيعة ما يأكل.

وقالت هند الفلافلي لـ«الإمارات اليوم»: «حاولت من خلال المعرض قراءة الصفات التي تحملها الخطايا، لاسيما أنه موضوع قابل للمعالجة بطرق مختلفة، وكذلك لأنه من الممكن أن تحمل اللوحات الكثير من القصص التي تتحدث عن الخطايا». وأضافت الفلافلي «المرأة تعني لي كثيراً، كوني امرأة وأشعر بكل هواجسها، ولأنها تحتاج إلى تسليط الضوء على قضاياها وحياتها، ناهيك عن أنها ثيمة جميلة ومتجددة وغير قابلة للفناء». واعتبرت الفنانة المصرية أن الرسم أو العزف أو أي نوع من الفنون يكون عبارة عن ما يكتسبه الفنان من محيطه، وكل فنان يخرج ما يكتسبه بطريقته الخاصة، فهي الأجواء المحيطة التي تظهر ضمن إطار الجو الخاص به. ولفتت إلى أن الهواجس السياسية والحياتية والاجتماعية كلها جزء من مجمل ما يقدمه الفنان. وحول المرأة المصرية، قالت الفلافلي إن الفنانة المصرية ينقصها التشجيع والاهتمام اللذان فقدا مع الوقت، فالمرأة المصرية يجب أن تحظى بمزيد من الاهتمام كي تقدم كل ما لديها وتتطور.

تقنياً لفتت الفلافلي الى أنها تعتمد الجمع بين الرسم والصور، وقد اعتمدت على هذه التقنية حديثاً، مشيرة إلى أن التقنية اليوم يجب أن تتبع قوة الفكرة .