علي الرميثي: دبي الفضائية لن تبثه في حــــال «تجسيد الصحابة»

«خيبر» يجدد جـدل «عمر» في دراما رمضان

«خيبر».. عمل تاريخي مهدد بالاستبعاد عن شاشة تلفزيون دبي بسبب تجسيد الصحابة. الإمارات اليوم

تواجه أسرة المسلسل التاريخي «خيبر» الذي تعاقدت على بثه قناة دبي الفضائية، للعرض الرمضاني، مشكلات حقيقية، قد تعرقل بثه بالفعل على القناة، على نحو يستدعي ما سبق حدوثه لمسلسل «عمر» العام الماضي، بسبب ما تردد من أن العمل، الذي يخرجه محمد عزيزية، وتعود قصته وحواره ليسري الجندي، يقع في إشكالية «تجسيد الصحابة»، خصوصاً الصحابي الجليل علي بن أبي طالب.

ونفى علي الرميثي، مدير تلفزيون دبي، الذي يوجد في القاهرة حالياً بصحبة فريق إدارة الدراما في مؤسسة دبي للإعلام، في اتصال هاتفي لـ«الإمارات اليوم» أن يكون سبب وجوده الأساسي مرتبطاً بإشكالية «خيبر» تحديداً، مؤكداً أنه يوجد في القاهرة في إطار متابعة مشروعات تعاقدات درامية متعددة، معظمها مرتبط بالموسم الرمضاني.

واعترف الرميثي بأن هناك جدلاً حول «خيبر» في ما يتعلق بالقضية الأهم في سياق الدراما الدينية والتاريخية وهي «تجسيد الصحابة»، مضيفاً «لن يتردد تلفزيون دبي في إلغاء التعاقد، واستبعاد المسلسل من الدورة البرامجية الخاصة بشهر رمضان، أو غيرها من الدورات، في حال تأكد أن هناك مخالفة حقيقية للثوابت الدينية والمجتمعية».

وجع «الدراما»

قال مدير تلفزيون دبي، علي الرميثي، إن المهام الأساسية لفريق الإنتاج الدرامي الموجود برفقته حالياً في القاهرة، تنصب على متابعة تعاقدات قد تم إبرامها بالفعل مع جهات إنتاجية متعددة، من أجل الوقوف على مدى جاهزية الأعمال للعرض الرمضاني، فضلاً عن متابعة شراكات ترتبط بدورات برامجية أخرى.

وأكد الرميثي أن قناة دبي الفضائية لا تمارس رقابة على الأعمال الدرامية بمفهومها التقليدي، مضيفاً أن «الأعمال الفنية عموماً، والدرامية خصوصاً قد عانت أوجاعاً مزمنة من عقلية الرقيب العربي الذي اعتاد أن يكون رقيباً على الفكر والإبداع في المقام الأول، في حين أن الرقابة العصرية، هي فقط ضمانة على سيادة قيم المجتمع واحترام معتقده، وهو ما تحرص عليه قناة دبي الفضائية، ضمن منظومة مؤسسة دبي للإعلام».

وشدد الرميثي على أن هناك إجراءات قانونية ستتخذ من أجل ضمان الحقوق المادية للمؤسسة، في حال ثبت أن العمل المتعاقد عليه «خيبر» يحتوي على ما يحول دون بثه على قناة دبي الفضائية، مؤكداً أن القناة تنحاز دائماً للمشاهد والمجتمع، ولن تقبل بأن تكون طرفاً في تصدير عمل يتنافى مع ثوابته أو صادماً لها.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/06/2315555888.jpg

واستدرك الرميثي «من ضمن المهام الرئيسة لفريق الدراما الموجود في القاهرة الآن متابعة الأعمال التي تم التعاقد على إنجازها، ومن دون شك فإن التأكيد على انسجام المضمون الدرامي مع المسؤولية المجتمعية للإعلام الهادف هي إحدى مهام هذا الفريق، لذلك فمن هذا المنطلق أطمئن المشاهد بأنه لا مجال لأن يقدم على شاشة قناة دبي الفضائية أي محتوى صادم، سواء كان هذا المحتوى درامياً أو برامجياً أو خلاف ذلك».

وأكد الرميثي أن المؤسسة لن تتردد في الاستعانة بأصحاب الاختصاص إذا ما تطلب الأمر ذلك «للفصل في ما إذا كانت المشاهد المثيرة للجدل تقع بالفعل في إشكالية تجسيد الصحابة، أم أنها مبرأة من ذلك»، داعياً إلى عدم استباق الأحداث في هذا الشأن.

وعلى الصعيد الفني، أكد الرميثي أن استبعاد «خيبر» سيكون خسارة فنية كبرى، نظراً للجهد الكبير المبذول في مختلف مراحل إبداعه، لكنه عاد ليؤكد أن الانسجام مع الثوابت المجتمعية والدينية، وعدم صدم المشاهد يبقى أولوية لدى تلفزيون دبي، الذي اعتاد دائماً أن ينحاز إلى جانب المشاهد، حتى لو ترتب على هذا الأمر خسائر تعاقدية ومادية.

وأضاف «لم أتابع بكل تأكيد مختلف مراحل إنتاج المسلسل، لكنني واثق بأن عملاً يجمع بين رؤية المخرج الفذ محمد عزيزية، ونص المبدع يسري الجندي، ويغوص في حقبة تاريخية مهمة من تاريخ الحضارة الإسلامية، ويقترب من تفاصيل أحداث فارقة وقعت في مدينة يثرب، حيث العلاقات الأولى بين المسلمين واليهود، ممثلين بيهود خيبر، هو عمل سيمثل إضافة مهمة لمكتبة الدراما العربية».

وتابع الرميثي «أنا من أنصار عدم التسرع في إصدار أحكام مسبقة، والاستعانة دائماً بجهات الاختصاص حينما تكون ثمة مؤشرات لوقوع مخالفات غير مقبولة في أي عمل، وليس العمل الدرامي فقط، لذلك فإننا سندقق في تفاصيل المشاهد المثيرة، ولن نتردد في اتخاذ إجراءات تساعدنا أكثر في حسم جدليتها».

وحول مدى جاهزية العمل للعرض، قال الرميثي إن عزيزية قد انتهى بالفعل من تصوير «خيبر» الذي يدخل الآن مرحلة المونتاج، متوقعاً أن يستغرق وقتاً طويلاً دون أن يعرقل ذلك جاهزيته للعرض الرمضاني، مضيفاً «يتضمن العمل توظيفاً فنياً عالي المهنية للغرافيك، على نحو يشكل إضافة حقيقية للدراما التلفزيونية العربية عموماً، والتاريخية منها خصوصاً».

يذكر أن «خيبر» من بطولة أيمن زيدان، سامح الصريطي، عايدة عبدالعزيز، قمر خلف، سلافة معمار، عامر علي، وغيرهم.

ويركز المسلسل على حياة اليهود الاجتماعية والاقتصادية والدينية، وجلائهم عن الجزيرة العربية، وقصة تحالفهم مع من حولهم من القبائل المجاورة، والصراعات القائمة بينهم، كما يلقي المسلسل الضوء على سمات اليهود وصفاتهم، وكيف تكونت لديهم العدواة والبغضاء للآخرين.

ويتطرق «خيبر» أيضاً إلى كشف تداعيات سقوط خيبر، وما شكله ذلك من صدمة قوية لليهود، إذ مثلت نتائج هذا الصراع في نهايتها حلقة مهمة في صعود الدعوة الإسلامية، واشتداد قوائم الدولة، بعد أن بدا واضحاً أن أمر اليهود كقوة اقتصادية وسياسية قد انهار، الأمر الذي أتاح للمسلمين التفرغ لدوائر أخرى قد ناصبتهم العداء، والانطلاق في فتوحات متتابعة، بعد أن ألغت تعاليم الدين الحنيف كل تمييز عنصري وأي تفرقة بين البشر، إلى آخر ذلك من مبادئ استقر عليها الفكر الإنساني في أرقى ما وصل إليه.

تويتر