أنجزت 8 مسلسلات خـلال مــوسمين
فاطمة الحـوسني: «الدرامـا الخليجية» ستنافس نفــــسها في رمضان المقبل
فاطمة الحوسني: الإكسسوارات وحدها لا تفيد الفنان لتنويع أدوار فنية تبدو نمطية ومكررة. من المصدر
على الرغم من نشاطها الملحوظ، خصوصاً في السنوات الأخيرة، إلا ان الفنانة فاطمة الحوسني واحدة من اقل الممثلات ظهوراً في وسائل الإعلام الإماراتية، وهو ما تبرره بارتباطها بأعمال درامية تصور غالباً في الكويت، وهو أمر تبدل في المرحلة الأخيرة، لدرجة ان الكثير من الأعمال الكويتية نفسها باتت تقصد دبي للاستفادة من الخيارات الواسعة التي تتيحها، من حيث تجدد وتعدد مواقع التصوير، فضلاً عن وجود لجنة خاصة تسهل الحصول على تصريحات التصوير الخارجي، هي لجنة دبي للتصوير السينمائي.
مرحلة متميزة
|
الشعر الأبيض قالت الفنانة فاطمة الحوسني إنها لا تخجل من تكرار إسناد دور الأم لها في مسلسلات مختلفة في الفترة الأخيرة، مؤكدة أن الفنان المحترف عليه أن يكون مستعداً دائماً لتنويع أدائه، حتى في حال استمرار إسناد أدوار معينة له. وأضافت الحوسني لـ«الإمارات اليوم»: «التقارب في ملامح بعض الأدوار يفرض صعوبة على الممثل، لدرجة أنني أقوم في مسلسل (محال) الذي سيعرض في شهر رمضان المقبل بدور (أم سلمان)، فيما أؤدي في مسلسل آخر سيعرض في شهر رمضان أيضاً دور (أم سليمان)، وهنا يجب على الممثل استثمار كل طاقاته وفهم الأبعاد النفسية لكل دور من أجل تحدي التكرار». ورأت الحوسني أن هذه التحديات تعد المحك الرئيس لاختبار تمكن الممثل الجيد من ادواته، مضيفة «البعض يعتقد أن أدوار الأم تعني الاستعانة باكسسوارات الشعر الأبيض، وإضفاء قدر من الانحناءة في القوام، وهذا هو أحد مظاهر التغير الشكلي، لكن في المقابل القراءة الفنية الواعية لكل دور ستثبت أن الممثل بمقدوره أن يبتعد تماماً عن نمطية الأداء حتى في الأدوار التي تبدو متقاربة». وكشفت الحوسني عن أن بعض مظاهر التكرار أيضاً يرتبط بثنائيات فنية، تزيد التحدي، مضيفة «سيتابعني المشاهد في ثنائية متكررة مع الفنان سيف الغانم في عملين مختلفين هما (القياضة) و(يا من هواه)، وفي كلا العملين أنا زوجة له، ما يعني أن كثيراً من الرهان أضحى ينصب في إنجاح الأعمال على أداء الممثل نفسه، وليس فقط على تميز النص والرؤية الإخراجية». وحول ظاهرة عزم أكثر من فنان إماراتي دخول مجال الإنتاج بعد تجارب متفاوتة في نسب نجاحها لعدد من الفنانين، قالت الحوسني: «بيئة الإنتاج الدرامي خصبة للغاية، ومغرية للجميع في الوقت ذاته، لكن الأمر أيضاً يتطلب الحذر، لأن القنوات الفضائية التي هي جهة التعاقد على هذه الأعمال باتت تمتلك خيارات كثيرة جداً في الوقت الحالي، ما يعني أن الإنتاج وإن كانت بعض أدواته متوافرة، ومنها التمويل، فإن التسويق لن يكون مهمة صعبة في حال غياب التجويد، سواء في السيناريو والنص والإخراج، أو الأداء التمثيلي، وغيرها من مقومات وأدوات العمل الدرامي الناجح».
|
إلى جانب أربعة أعمال مختلفة ظهرت فيها خلال الموسم الماضي، رغم استبعادها من الجزء الرابع من مسلسل «طماشة»، تظهر الحوسني هذا العام في أربعة أعمال أخرى ستعرضها فضائيات مختلفة خلال شهر رمضان، هي «محال» و«القياضة» و«درب الوفا» و«يا من ملك هواه»، ما يعني أن الحوسني تعيش بالفعل مرحلة متميزة في مشوارها الفني، على الأقل من حيث غزارة الإنتاج، فضلاً عن ان بعض تلك الأعمال كان من بين الأعمال الخليجية المتميزة.
في المقابل، تتعدد بلدان الحوسني من وجهة نظر المشاهد الذي يتوقع في الكويت أنها كويتية، في حين أن الكثير من الإماراتيين يعتبرونها إماراتية، ولا يستثنى من الأمر البحرينيون، لكن الحوسني نفسها ترى أن «السؤال عن جنسية الممثل الخليجي يظل مجرداً من المعنى، لأن لا حدود حقيقية بين بيئات الدراما الخليجية، فضلاً عن كون المجتمعات الخليجية بالأساس مكوناً ثقافياً واحداً».
وأضافت الحوسني في حوارها لـ«الإمارات اليوم»: «أصنف نفسي، إن جاز التصنيف فنانة خليجية، ولا أعتقد أننا مازلنا في توقيت يسمح بتصنيف الممثل الخليجي على اساس جنسيته، وهو الوعي الذي جعل العمل نفسه ينتج في أي بلد خليجي، ويضم في بطولته نخبة من الممثلين الذين لا يمكن حسابهم إلا على الدراما الخليجية ذات التكوين البانورامي الشامل».
ورأت الحوسني أن «الدراما الخليجية ستنافس ذاتها خلال شهر رمضان المقبل على شاشات القنوات الفضائية»، مضيفة «هناك تطور نوعي شامل تشهده الأعمال الخليجية، وسياسات المنتج المنفذ أتت ثمارها بالفعل، وحتى مع وجود أعمال عربية متميزة، يبقى دائماً للدراما الخليجية حضورها المميز الذي لا ينافسها فيه سواها، لأن هناك ببساطة إطاراً، ووجبة أضحت القنوات ومشاهدوها معتادين عليه، وكلاهما أو احدهما على الأقل، وهو الطرف الأقوى وأعني به الجمهور، لا يقبل التنازل عنه».
عدم الاحتراف
تعترف الحوسني بأن الممثل الخليجي عموماً يجني ثمار عدم الاحترافية في التعامل مع وسائل الإعلام، لكنها تؤكد ان رهان الممثل هنا يبقى بشكل اكبر على الجمهور من خلال ما يقدمه من اعمال، مضيفة «من دون شك، وجود علاقة إيجابية مع وسائل الإعلام من شأنه أن يختزل لأي فنان جزءاً من مشواره، سواء في حالة الانتشار أو حتى التألق والنجومية، لكن واقع الحال فرض على الممثل الخليجي في البدايات صعوبات في التعاطي الإعلامي، تعايشت الأجيال التالية معها».
ونفت الحوسني فكرة أن الظروف السياسية والأمنية التي تعيشها مصر وسورية بعد أحداث ما اصطلح على تسميته «الربيع العربي»، منحت الدراما الخليجية مميزات أكبر في ساحة التنافس، مضيفة «ليس دائماً تكون الأحداث قادرة على منحك فرصة للتألق، وإن بدت في ظاهرها معوقة للمنافسين، لأن الفنان يتأقلم بسهولة مع مختلف الأحداث، وما دمت لا تملك مقومات فنية حقيقية فإنك لن تتمكن من المنافسة، وفي حال الدراما المصرية والسورية، فإنه من دون شك جميعنا يتمنى ان تتجاوز كلاهما المعوقات الحالية، لكن في جميع الأحوال أعتقد أن الدراما الخليجية قادرة على المنافسة، حتى قبيل تلك الأحداث، كانت الأعمال الخليجية مقدرة جداً، ويتم عرضها في قنوات غير خليجية، ما يعني أن نتاجها أصبح يصل بشكل أفضل من السابق الى المشاهد العربي».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
