ينطلق ‬24 أبريل الجاري ويتوقع أن يستقطب ‬200 ألف زائر

«أبوظبي للكتاب» يستعد لدورته الأكبر

جمعة القبيسي (يسار) ومحمد الشحي خلال المؤتمر الصحافي. تصوير : إريك أرازاس

توقّع مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب، جمعة عبدالله القبيسي، أن تكون دورة العام الجاري من المعرض هي الأكبر والأكثر شمولية وتفاعلاً من الدورات السابقة، وأن يحقق المعرض رقما قياسيا في عدد الزوار يزيد على ‬200 ألف زائر. كما سجلت الدورة الحالية نمواً في مساحة المعرض يبلغ ‬15٪، وكذلك ‬13٪ في عدد المشاركين، على ان تكون دول مجلس التعاون الخليجي ضيف شرف المعرض لهذا العام.

وأشار القبيسي الى أن معرض أبوظبي الدولي في دورته ‬23، والتي تقام في الفترة من ‬24 حتى ‬29 ابريل الجاري، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بتنظيم من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، يركز بشكل أكبر على النشر الإلكتروني والكتب الإلكترونية التي تزداد أهميتها وحضورها يوماً بعد يوم بين الجمهور من مختلف الأعمار، نظرا لأن التحديات التي تواجه صناعة النشر في هذا الزمن، زمن النشر عبر الوسائط الإلكترونية بشتى أنواعها وأشكالها، هي أكبر وأشدّ تعقيداً من أيّ وقت مضى، ومن هنا يأتي حرص معرض أبوظبي الدولي للكتاب على رصد هذه الفرص واستكشافها، ووضعها في خدمة الكتاب بكل اشكاله. مشيرا خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد ظهر أمس في فندق روكو فورتيه في أبوظبي الى ان المعرض يستمر للسنة الخامسة على التوالي في تسليط الضوء على مبادرة الملكية الفكرية لدعم ترجمة الكتب من وإلى اللغة العربية، ولتشجيع ذلك يستطيع المشاركون التقدم بطلب للحصول على إعانات قيمتها ‬1000 دولار أميركي لكل عنوان متعلق بحقوق الترخيص من وإلى اللغة العربية التي سيتم التفاوض عليها خلال المعرض، بما يسهم في تشجيع الكتاب الناشئين والنشر، خصوصا باللغة العربية تجسيدا لمكانة أبوظبي مركزاً محلياً واقليمياً وعالمياً للنشر والصناعات الإبداعية.

احتفاء

وقال القبيسي إن مبادرة حقول الملكية الفكرية العربية ستشكل للسنة الثانية على التوالي منصة لدور النشر لعرض مجموعة واسعة من الكتب العربية الجديدة، سواء كانت خاصة بالأطفال او الواقعية او الخيالية. وتعطي المبادرة الفرصة للناشرين والمؤلفين لعرض كتبهم الأكثر مبيعاً، بالإضافة إلى فرصة التقاء الجمهور بكتابهم المفضلين، معرباً عن حرص معرض أبوظبي الدولي للكتاب على الاحتفاء بالمواهب الناشئة في مجال الكتابة في العالم العربي، إلى جانب كبار الكتاب.

ولفت جمعة القبيسي إلى انه سيقام على هامش المعرض حفل تكريم الفائزين بالدورة السادسة من جائزة الشيخ زايد للكتاب، كما سيقام حفل الإعلان عن الفائز بجائزة البوكر العالمية للرواية العربية، ويشارك الكتًاب الذين ترشحوا للحصول على هذه الجوائز، بالإضافة إلى الفائزين بها في فعاليات المعرض وحلقات النقاش، بما يعكس الأهمية الثقافية للمعرض الذي يعتبر تجسيدا لالتزام بجعل العاصمة أبوظبي منارة للإشعاع الثقافي والفني ووجهة عالمية لصناعة النشر.

وشدد مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب على أهمية اتفاعل مع الجيل الجديد وتثقيف الأطفال حول حب الكتاب ومتعة القراءة منذ الصغر، وذلك تم تعديل موعد انطلاق فعاليات المعرض حتى لا يتعارض مع امتحانات المدارس لتمكين أكبر عدد من طلاب المدارس والأطفال لحضور مختلف الفعاليات، خاصة وانه يتوقع حضور أكثر من ‬25 ألف طالب المشاركة وزيارة المعرض للدورة الحالية.

برنامج حافل

أوضح مدير النشر بهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة محمد عبد الله الشحي ان المعرض يشهد نمواً مطّرداً في حجمه كل عام، يتّسع نطاق الفعاليات التي تقام على هامشه، وتجمع الدورة الحالية مشاركين من أكثر من ‬50 بلدا، يعرضون أكثر من نصف مليون عنوان كتاب متنوع ما بين الثقافي والعلمي والتجاري بأكثر من ‬30 لغة عالمية مختلفة، بما يعكس ثراء وتنوع معرض أبوظبي الدولي للكتاب. كما يتضمن جدول المعرض لهذا العام عدداً من الفعاليات الجديدة، إلى جانب طيف متكامل من النقاشات والعروض والمناظرات وفرص التواصل التي تفوق في حجمها ونوعيتها الدورات السابقة للمعرض، ومنها برنامج القارئ الصغير الذي يتسم بمستويات أكبر من التفاعلية والتنوع.

وأضاف «من خلال أكثر من ‬100 جلسة نقاش تم التخطيط لها بعناية تامة، يتضمن البرنامج الثقافي مجموعة من الحوارات الأدبية والمناظرات وجلسات قراءة الكتب وتوقيعها، بشكل يعكس الطبيعة العالمية لمعرض الكتاب. ولأول مرة يستضيف المعرض عدداً من الفعاليات الموسيقية التي أضيفت والتي صممت خصيصاً لاستعراض تراث المنطقة العريق وثقافتها الغنية، حيث تشارك نخبة من الفرق الخليجية في تقديم عروض موسيقية متنوعة على مدار أيام المعرض الستة. أما الشعر فيحافظ على مكانته كأحد أبرز الجوانب التي يركز عليها المعرض، وتسهم الأمسية المفتوحة لإلقاء الشعر في مساعدة الهواة من مختلف الجنسيات والثقافات على التعبير عن إبداعاتهم، والحديث عن الموضوعات التي تهمهم».

تطوير

أشار الشحي إلى أن مجموعة جلسات الخبراء تضم تشكيلة متنوعة من ‬30 جلسة تجمع ما يزيد على ‬50 متحدثاً من الخبراء ورواد قطاع النشر في المنطقة والعالم، ليقدموا أفكارهم وآراءهم حول عدد من أهم الموضوعات في عالم النشر، بينما يبقى البرنامج المهني الركيزة الأساسية للمعرض، وهو جزء من التزام أبوظبي المستمر تجاه تطوير قطاع النشر وتعزيز مكانته في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقد صمم البرنامج للعام الجاري بشكل يعكس بدقة تامة التطور الذي يشهده قطاع النشر، والتطورات التقنية في مجالات التعليم والنشر الإلكتروني، وتعزيز مكانة أبوظبي المرموقة مركزاً للتفوق والتميز في مجال النشر. مضيفا: «وبالنظر إلى التركيز المتزايد على الشباب، فإن الاهتمام سينصبّ أيضاً على المحتوى المعدّ للأطفال والشباب، من خلال مناقشة التوجهات العالمية في نشر كتب الأطفال وعادات القراءة لدى الأطفال في المستقبل، واستخدام التكنولوجيا في التعليم والغرف الصفية». ويرافق تلك الأنشطة توسع في منطقة eZone التي تمثل منصة أساسية لاستعراض أحدث الممارسات في مجال النشر الإلكتروني حول العالم. في حين يعود ركن الإبداع المخصص للصغار، كما في السابق، حيث يتيح لهم أنشطة تتطرق إلى مختلف الجوانب المتعلقة بالكتاب، من القراءة وحتى الرسم والكتابة وتوجهات القراءة. أما ركن الرسامين فهو ملتقى مخصص للرسامين ومصممي الغرافيك والكتب المصورة، والخطاطين والعاملين في مجال الطباعة. وفي الوقت ذاته يستضيف المطبخ التفاعلي في المعرض جلسات الطهي، ويجمع المنتجين والطهاة في الخليج والإمارات العربية المتحدة معاً.

تويتر