مشاهده تصوّر في جزيرتي «ياس» و«النخلة»
«محال».. رومانسية تصـــدّ هجمة الدراما الأجنبية
تحولت المنطقة الأقصى في جزيرة النخلة بدبي، التي يشغلها فندق ريكسوس، مساء أول من امس، إلى نقطة جاذبة للعشرات من وسائل الإعلام المحلية والعربية خصوصاً، لحضور حدث قالت الجهة الداعية له، شركة «عياد ميديا» للإنتاج الفني، إنها بمثابة مبادرة درامية جديدة تهدف الى التأسيس لتعاطي مختلف مع الأعمال الدرامية عموماً، والخليجية خصوصاً، في ظل سيطرة مسلسلات أجنبية، خصوصاً التركية على شاشات القنوات التلفزيونية العربية، ومن ثم مشاهديها.
ورغم ان الحدث الرئيس ظل بالنسبة لكثيرين هو الكشف عن مسلسل تلفزيوني جديد مرشح للعرض في عدد من القنوات الفضائية خلال شهر رمضان المقبل، وهو مسلسل «محال»، بحضور عدد من نجومه وطاقمه الفني، إلا أن رئيس مجلس إدارة الشركة المنتجة، مازن عياد، أكد لـ«الإمارات اليوم»، أن العمل يشكل دعوة للمنتجين العرب، خصوصاً المهتمين بالدراما الخليجية، لصياغة اعمال قادرة على «صد الهجمة الدرامية الأجنبية، خصوصاً التركية على المشاهد العربي، من خلال أعمال تراهن على جماليات الصورة وجودتها، ولا تحول دون سويتها معايير الربح والخسارة بمفهوم مادي قصير الأجل».
واضاف عياد «أمام الاستسلام لسطوة الدراما التركية، الجميع سيكون خاسراً، سواء المنتجين أو التلفزيونات العربية، وبالضرورة المشاهد الذي سيغدو مهدداً في نسقه القيمي بشكل تدريجي، عن طريق سيادة دراما أجنبية تُغيّب الأنا، لمصلحة الآخر».
كاميرا سينمائية
|
أين الجاحظ بدت الفنانة الشابة شهد الياسين شديدة التحفظ على كشف تفاصيل دورها، او حتى ادوار زملائها في مسلسل «محال»، بشكل ملحوظ، رغم الإصرار الصحافي للوصول إلى ملمح عام عن فكرة «محال»، وحاولت إقناع الحضور الصحافي بأن «اللقطات الدعائية» كافية لاستلهام القصة. إصرار الياسين أحدث بلبلة لدقائق في المؤتمر، قبل أن تبادر بالنزول عن المنصة الرئيسة، وإتاحة الفرصة لزملائها الفنانين للحديث عن ادوارهم بشكل متتابع، ما دفع أحد الصحافيين إلى استدعاء مقولة الجاحظ الشهيرة التي تحيل إلى ان جودة الإبداع تكمن في الصياغة «الأفكار مطروحة في الطريق.. يعرفها العربي والأعجمي»، مضيفاً «ولكن.. أين الجاحظ؟»! من جهة اخرى، مثل المظهر العام للمؤتمر الصحافي الذي عُقد مساء في الهواء الطلق، خروجاً عن تقليدية المؤتمرات الصحافية، وبخلفية بدت عبرها الكثير من المعالم الشهيرة في إمارة دبي، عبر إطلالة شديدة الخصوصية على مياه الخليج العربي، من جهة جزيرة النخلة. |
حسب المشاهد التي تم عرضها من المسلسل الذي لايزال في طور التصوير بدبي، ويتوجه طاقمه غداً لاستكمال مشاهده في جزيرة «ياس» بأبوظبي، والتي ظلت عصية على الكشف أمام عدسات الدراما المحلية والخليجية، فإن المخرج الكويتي سلطان خسروه يولي بالفعل عناية شديدة لجماليات المشاهد التي تبرز الإمكانات السياحية الهائلة التي تزخر بها دبي، فضلاً عن أسبقية التصوير في «ياس» و«عالم فيراري» في أبوظبي، فيما تتضح ايضاً ميزة استخدام كاميرا أليكسا المخصصة للتصوير السينمائي، على غرار الدراما التركية، وفي خطوة ذات أسبقية في مجال الدراما الخليجية.
وما بين المنصة الرئيسة وطاولات وُزعت في الهواء الطلق أمام مساحة لا تفصلها سوى أمتار قليلة عن مياه الخليج العربي، كخلفية استثنائية لمؤتمر صحافي، توزع نجوم العمل، حيث تحدث بشكل رئيس بالإضافة إلى مازن عياد، كل من سلطان خسروه، مخرج العمل، والممثلان محمود بوشهري وشهد الياسين، بالإضافة إلى ممثل عن إدارة الفندق التي رحبت باستثمار موقعها لتصوير مشاهد تدعم صورة السياحة العربية عموماً، ودبي بصفة خاصة.
في المقابل، يزخر المسلسل بعدد كبير من الممثلين من الكويت والإمارات والسعودية والبحرين، منهم أحمد السلمان، منى شداد، عبدالرحمن عقل، عبدالمحسن القفاص، فاطمة الحوسني، مشاري البلام، مروان عبدالله، ملاك، ريم أرحمة، عبدالله المنصور، بالإضافة إلى اللبنانية لاميتا فرنجية، والفنانة الكويتية مها محمد التي توفق في «محال» بين المشاركة في التمثيل، والقيام بمهام انتاجية متعددة، تستثمر فيها تجربة المنتج المنفذ التي أسهمت في تحول نوعي في الدراما الخليجية، خصوصاً في الكويت والإمارات.
مفاجأة درامية
تضمنت وقائع المؤتمر الصحافي أيضاً الكشف عن مفاجأة درامية رائدة تراهن عليها الشركة التي سبق لها أن أنتجت العديد من الأعمال الدرامية الناجحة، حيث يراهن العمل الجديد على التصوير وفق شروط التصوير السينمائي، عبر كاميرا أليكسا، ما يعني أن مفاجآت العمل الجديد مرشحة لأن تنقل للمشاهدين خصوصية الفن السابع، اثناء متابعتهم أحداث المسلسل.
عياد الذي يمتلك في رصيده العديد من الأعمال الدرامية المتميزة، منها «خادمة القوم»، «ساهر الليل»، «الهدامة»، «ايام الفرج»، «أميمة - دار الأيتام»، «دمعة يتيم»،«بنات آدم»، وغيرها، اضاف أن «محال» يمثل بالنسبة له تجربة مختلفة تماما، مضيفاً «التحديات التي تواجهها الدراما العربية والخليجية أفرزت ضرورة وحاجة ماسة لمزيد من التجويد، والاهتمام بكل التفاصيل، خصوصاً في ما يتعلق بجماليات المشاهد، التي تفوقت فيها الدراما التركية، رغم ان البيئات العربية غنية بمواقع التصوير المميزة التي لم تستكشف بعد».
وأضاف عياد «سعينا إلى توفير كل متطلبات العمل الفني، سواء ما تفرضه الشخصيات من أسماء نجوم بعينهم، أو مواقع تصوير، أو متطلبات التصوير، وكان الانحياز لأن يتم الانجاز بكاميرا أليكسا، بمثابة انحياز لجماليات الصورة بغض النظر عن الكلفة الإنتاجية التي يجب أن تكون مفتوحة من وجهة نظري عندما يتعلق الأمر بإنجاز مشروع إنتاجي ضخم، كما هو الحال مع (محال)».
ويتخطى المسلسل الجديد أيضاً فكرة صناعة أعمال درامية محلية، لصالح إنتاج مسلسلات خليجية تجمع نخبة من نجوم الدراما، حيث يشارك في العمل ممثلون من الكويت والإمارات والمملكة العربية السعودية والبحرين، بالإضافة إلى مشاركات عربية أخرى متنوعة.
رومانسية وآكشن
حول المحتوى الدرامي للعمل، قال المخرج سلطان خسروه إنه يدور حول «حياة» التي تمثل دورها الفنانة شهد الياسين، و«سلمان» الذي يؤدي دوره الفنان محمود بوشهري، اللذين يرثان كرهاً دفيناً بين الآباء، يقاوم حباً تولّد بينهما، في ظل خيوط متعددة ينسج خيوطها نجوم العمل وفق أدوار يقوم بها بعضهم للمرة الأولى، ليتجاوز المسلسل فكرة القوالب الجاهزة، بما في ذلك طبيعة الأدوار التي يتم إسنادها للممثلين.
وكشف خسروه أنه قطع شوطاً كبيراً في تصوير العمل الذي من المتوقع أن ينتهي منه تماماً قبل نهاية الشهر الجاري، مشيراً الى أن «محال» مسلسل اجتماعي متعدد المحاور، ويجمع ما بين النزعة الرومانسية الحالمة، ومشاهد الأكشن، التي تصل في بعضها إلى محاكاة المشهد السينمائي، واضاف خسروه «نص وائل نجم منحني خيارات واسعة في إدارة الرؤية الإخراجية، كما أن الثراء الكبير وتنوع مواقع التصوير التي تزخر بها دبي وأبوظبي يلعبان دوراً رئيساً، إلى جانب قدرات الممثلين والطاقم الفني».
ولم يقر خسروه بفكرة ان المسلسل المتخم بالنجوم قد يسبب ارباكاً للمخرج، مضيفاً «وجود عدد كبير من نجوم الدراما الخليجية في عمل واحد يمثل من دون شك إثراء له، لاسيما عندما يتعلق الأمر بنجوم كل منهم قادر على ان ينفرد ببطولة مسلسل، لكن الجميع هنا كان مدركاً أنه أمام عمل استثنائي ينتظر أن يشكل مفاجأة للمشاهد اثناء الموسم الرمضاني المقبل».
الفنانة شهد الياسين، فضلت أن يتابعها المشاهد خلال عرضها الرمضاني بدلاً من أن تستفيض في الحديث عنها، مضيفة «(محال) هو العمل الأول لي مع (عياد ميديا)، ولم اتردد للحظة في قبول القصة التي لا ينقطع فيها تيار المفاجآت على مدار حلقاتها الثلاثين، لدرجة انني كنت أفاجأ بما تؤول إليه الأحداث أثناء قراءتي الأولى للمسلسل، لذلك سأترقب من دون شك آراء المشاهدين وانطباعاتهم عن العمل».
من جانبه، راهن الفنان محمود بوشهري على دوره في العمل، ويرى ان الفنان الخليجي أضحى مطالباً ليس بالمشاركة الكمية بل النوعية، مضيفاً: «الموسم الرمضاني غالباً ما تكون محصلته عشرات الأعمال المختلفة، لكن قليلاً منها فقط ما تحتفظ به ذاكرة المشاهد، ويحظى بإشادة النقاد، وانا على يقين بأن (محال)، سيكون واحداً من هذا القليل».
وحول فكرة الجمع بين التمثيل وجهود الإنتاج، وصفت الفنانة مها محمد المهمة بـ«الصعبة»، مضيفة «لا شك عندما يتولى فنان تنفيذ الإنتاج فإن الأمر ينعكس على سائر زملائه الذين يجدون مزيداً من التفهم لأولوياتهم من جانب الإنتاج، لكن الأمر يتحول إلى مزيد من الضغط الممتع، عندما يتصادف أن ينضم الفنان نفسه إلى أسرة تمثيل العمل أيضاً».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news