«يولة فزاع للمدارس».. المستقبل مشغول بالتراث

في الوقت الذي تبدو المعامل العلمية في المدارس مشغولة بالطلاب، وأجهزة الحواسيب الآلية تستوعب خطاباً تقنياً حديثاً مع عقول الطلبة، يبدو مشهد طلاب يصلون حاضرهم المتطور بإرثهم الثقافي مشهداً دالاً من خلال بطولة اليولة للمدارس التي اختتمت في مدرسة العالم الجديد بدبي نهاية الأسبوع الماضي، فعاليات دورتها السابعة، التي شهدت تنافساً شارك فيه مئات الطلاب منذ انطلاقة التصفيات في سبتمبر الماضي، لتشكل البطولة أحد مظاهر وصال جيل المستقبل بخصوصية الهوية الوطنية.

وزير التربية والتعليم حميد محمد القطامي كرم الطلبة المتميزين في هذا المجال، مؤكداً أن هذه البطولة التي تقام برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، وتنظمها إدارة بطولات فزاع في مكتب سمو ولي عهد دبي «تأتي في اطار تعزيز الموروث الشعبي، والحفاظ على الهوية الوطنية، واحياء هذا الموروث لدى الطلبة».

في الوقت الذي كشفت مديرة ادارة الانشطة الطلابية والمسابقات بوزارة التربية والتعليم شريفة موسى، عن مشروع تجري دراسته بين وزارة التربية والتعليم ومكتب بطولات «فزاع» وهو مشاركة جميع الفائزين في بطولات هذا العام بتمثيل الإمارات في مهرجان اصيلة الثقافي بالمغرب في شهر يونيو المقبل، وذلك لتعريف الشعوب العربية والاجنبية بالموروث الشعبي الاماراتي من خلال هذه الرياضة الشعبية المتميزة، مشيرة أيضاً الى توجه الوزارة لادخال اكثر من رياضة شعبية في الاعوام المقبلة مثل الهجن، وغيرها من الرياضات الشعبية.

وأضافت «هذه البطولة التي نفخر بأنها تقام للعام السابع على التوالي، يزداد عدد الطلبة المشاركين فيها سنوياً، وهو أمر ذو دلالة على أن البطولة كل عام تؤتي ثمارها، وأن الأبناء خلافاً لما يروج أحياناً يحافظون على التراث الشعبي والموروث الاماراتي، لذلك فهناك ضرورة ماسة دائماً إلى أن نعرف طلابنا وهذا الجيل الجديد بتراث دولتنا، في ظل وجود الكثير من الخيارات التي يمكن أن تشكل جذباً أكبر لهم».

منافسات قوية

الحدث الذي تابعه أيضاً كل من مدير بطولات فزاع في مكتب سمو ولي عهد دبي عبدالله حمدان بن دلموك، ومدير ادارة التربية الرياضية بالوزارة حسن لوتاه، ورئيس قسم البطولات في مكتب بطولات «فزاع» خالد راشد السويدي، شهد منافسات قوية بين ‬45 طالباً، تم تقسيمهم الى مرحلتين الأولى والثانية، والذين تأهلوا من التصفيات الأولية التي اجريت في جميع مدارس الدولة، خلال الموسم الدراسي الجاري.

ولعبت لجنة التحكيم المكونة من مسلم العامري، وراشد حارب الخاصوني وخليفة بن سبعين المحرمي دوراً كبيراً في اختيار الفائزين في كل مرحلة، حيث اسفرت نتائج الحلقة الاولى التي يشارك فيها طلاب من شريحة عمرية صغيرة عن فوز جمعة عبيد سيف حسن من مدرسة سعيد بن يزيد من امارة ام القيوين بالمركز الأول، وجاء في المركز الثاني سعود خالد فولاذ من مدرسة الخليج الوطنية بدبي بطل الموسم الماضي، بينما جاء سعود محمد جمعة الحايري من مدرسة الجلاء للتعليم الاساسي بامارة الفجيرة في المركز الثاني، أما نتائج المرحلة الثانية التي تشهد مشاركة طلاب في شريحة زمنية أكبر، فجاء في المركز الاول جمعة محمد جمعة الحايري من مدرسة القيعان للتعليم الاساسي بالفجيرة، وجاء في المركز الثاني عبدالله نبيل سرور من مدرسة العالم الجديد بدبي، بينما جاء راشد محمد راشد سعيد من مدرسة بلاط الشهداء برأس الخيمة في المركز الثالث.

جوهر الاستراتيجية

مدير بطولات فزاع عبدالله حمدان بن دلموك، اعتبر ان ختام البطولة هذا العام جاء مواكباً لتطورات وحالة أكبر من الشعبية التي ارتبطت بمختلف بطولات فزاع عموماً، خصوصاً بطولة اليولة، مضيفاً «بدأت تصفيات اليولة المدرسية منذ شهر سبتمبر الماضي بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، وكان التبكير في موعد انطلاقة التصفيات بعد أن لاحظنا ان الاقبال على المشاركة في المسابقة يزداد عاماً بعد عام، من خلال الوجوه الجديدة التي تشارك في هذه المسابقة».

وأكد بن دلموك أن اقامة بطولة المدارس تعد جوهراً اصيلاً في استراتيجية دعم ممارسة الموروث التي يوجه بها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، راعي بطولات «فزاع».

وأشاد بن دلموك بدعم وزارة التربية والتعليم لمثل هذه النشاطات، مثمناً حضور وزير التربية والتعليم لمتابعة مثل هذه الأنشطة، مشيراً إلى أن الهدف الأهم من هذه المسابقة هو تعزيز الهوية الوطنية، خصوصاً عند الصغار، وغرس روح التعاون والمنافسة والتحدي بينهم.

وكشف بن دلموك ان الفائز الأول من كل حلقة سيحصل على مبلغ ‬50 الف درهم، إضافة الى ‬50 الف درهم اخرى للمدرسة التي رعت هذا البطل، كما سيحصل الفائزون الآخرون على مبالغ نقدية تقدرها اللجنة العليا المنظمة للبطولة، كما ان كل المتأهلين للمرحلة الختامية ايضاً سيحصلون على مبلغ نقدي تقديراً لمشاركتهم في هذه البطولة، وتشجيعهم للمشاركة في المسابقة المقبلة.

من جهتها، قالت مديرة مدرسة العالم الجديد محاسن توفيق حمدان، إن «المدرسة تقوم دائماً بالتطوير في تنظيم هذه المسابقة وتوليها اهتماماً خاصاً، كونها تخص واحدة من مفردات التراث الاماراتي، ونحن كتربويين نسعى الى ترسيخه عند طلابنا، جنباً الى جنب مع ترسيخ احترام العادات والتقاليد والتراث لضمان نقل هذا الموروث من جيل لآخر».

وفي ختام المنافسات كرم وزير التربية والتعليم، ومدير بطولات «فزاع»، ورئيس قسم البطولات، الفائزين بمنحهم الكؤوس والهدايا، حيث أشاد وزير التربية والتعليم بالدعم الكبير واللامحدود من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، لهذه البطولات التي تأتي من حرص سموه على تشجيع الشباب للحفاظ على الموروث الشعبي الإماراتي والهوية الوطنية، معرباً عن سعادته بهذا التنظيم الجيد وهذا الاهتمام وهذه المشاركات من مختلف مدارس الدولة.