أكدت أن الجدل أمر طبيعي في الجوائز الثقافية
فلور مونتانارو: «البوكـر» لا تنحاز للشباب
فلور مونتانارو: مهمة لجنة التحكيم هي اختيار أفضل رواية كل سنة. تصوير: إريك أرازاس
نفت منسقة الجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر العربية»، فلور مونتانارو، تعمد الجائزة والقائمين عليها إثارة الجدل، معتبرة ان الجدل أمر طبيعي يصاحب كل الجوائز الأدبية، وان التنوع في ردود الفعل والآراء إزاء نتيجة واختيارات الجائزة هو تنوع طبيعي ولا ضير فيه.
كما نفت مونتانارو في حوارها لـ«الإمارات اليوم»، ما تردد عن انحياز جائزة البوكر للشباب على حساب كتاب مخضرمين لم تصل رواياتهم إلى القائمة القصيرة في الدورة الحالية، متفقة مع ما صرح به من قبل رئيس لجنة تحكيم الجائزة د. جلال أمين بأن أعضاء اللجنة وجدوا أنفسهم أمام نصوص أدبية أولاً وأخيراً، وهي تتنافس بقوة على الفوز في القائمة القصيرة، ولم تكن أسماء أصحاب هذه الأعمال في ذهنهم للحظة واحدة.
وأضافت «لجنة التحكيم لا يعنيها جنس الكاتب أو جنسيته أو عمره او مكانته الأدبية. كما أن سجل الجائزة، خلال السنوات الماضية، يشير إلى أنها لا تنحاز لجانب المواهب الجديدة، نظراً إلى الفائزين بها من أمثال بهاء طاهر ويوسف زيدان ومحمد الأشعري وربيع جابر، فضلاً عن مجموعة من الكتاب المخضرمين سبق ووصلوا إلى المرحلة الأخيرة، منهم: الحبيب السالمي وجبور الدويهي وبنسالم حميش وأمير تاج السر ومحمد المنسي قنديل، وغيرهم».
تجريب وكلاسيكية
|
مقتضيات الترجمة هل تراعي لجنة تحكيم «البوكر» عند اختيارها للروايات المرشحة والفائزة مدى جاذبية مضمون الرواية للقارئ الغربي، أو كونها تحمل رسالة ما عن موضوعات محل اهتمام الغرب، مثل قضايا المرأة العربية او ما يتعلق بالتيارات الدينية وتأثيرها في المجتمعات العربية؟ في إجابتها عن هذا السؤال؛ استشهدت منسقة «البوكر» بما اشار إليه من قبل فاضل العزاوي، رئيس لجنة تحكيم الجائزة سنة 2011، في تصريح له «نحن نتعامل مع رواية عربية، أما إن كانت تترجم أو لا تترجم فهذا لا يعني لجنة التحكيم. مهمتنا كانت العثور على أفضل رواية بين الروايات المتقدمة للمسابقة، أما مدى صلاحيتها للقراءة في العالم الغربي فهذا لا يعنينا»، كما اشارت إلى ما ذكره طالب الرفاعي، رئيس لجنة سنة 2010، في قوله: «الرواية الجيدة تقدم نفسها إلى أي قارئ. في لجنتنا لم تكن قضية الترجمة معياراً». وهذا ينطبق على عمل كل لجنة تحكيم، أي أن قابلية الرواية للترجمة أو عدم قابليتها ليس من المعايير المتبعة على الإطلاق، لافتة إلى أن الجائزة تهدف في المقام الأول إلى مكافأة التميز في الأدب العربي المعاصر، ورفع مستوى الإقبال على قراءة هذا الأدب عربياً وعالمياً من خلال الترجمة إلى لغات مختلفة.
|
مونتانارو اعتبرت ان انحياز الجائزة إلى الرواية الكلاسيكية على حساب التجريب والاشكال الروائية الجديدة؛ أمر يتعلق بلجنة التحكيم، في الوقت الذي اشارت فيه إلى تعليق صبحي البستاني «ليس كل تجريب تجديد».
وحول عدم التزام الجائزة بمعايير ثابتة ومعلنة في اختيار الروايات الفائزة تجنبا للجدل؛ أشارت منسقة الجائزة العالمية للرواية العربية الى ان مهمة لجنة التحكيم هي اختيار أفضل رواية من كل سنة، مضيفة «حسب تعبير طالب الرفاعي رئيس لجنة التحكيم عام 2010، فليس هناك معيار محدد كما في الرياضيات، هناك معايير عامة كجودة اللغة وتنامي الفعل الدرامي، بما يعكس قيمة ما، فلجان التحكيم تحاول البحث عن الروايات التي تملك قيمة مميزة، وأحياناً نختلف، وأحيانا نجد سمات مشتركة، وكان الفيصل هو النقاش الذي دار بيننا انه يجب النظر للرواية من داخلها لمعرفة قيمتها الحقيقية». وهو ما اشار إليه أيضا جورج طرابيشي، رئيس اللجنة عام 2012، في تصريح له قال فيه: «لا نستطيع أن نضع معياراً مطلقاً، نحن النقاد صيارفة الرواية، نملك أكثر من معيار تحدده تجاربنا وثقافتنا».
وفي اجابتها عن سؤال حول كيفية اختيار لجنة التحكيم للجائزة، وتضمينها لاسماء لا ترتبط بالكتابة او النقد الادبي بشكل مباشر؛ قالت: «يقوم مجلس الأمناء كل عام باختيار لجنة تحكيم مكوّنة من خمسة أعضاء، نحرصُ على أن تكونَ خلفياتهم متنوعة، وليسوا جميعاً بالضرورة من حقل النقد الأدبي. فنحن نعتقد أن الكاتب عندما يكتب نصاً روائياً لا يكون هدفه محصوراً في الوصول إلى النقاد، بل إلى شرائح القراء العاديين بمختلف خلفياتهم، والرواية الناجحة هي التي تنتزع أعجاب أكبر عدد من القراء أياً كانت تخصصاتهم، لهذا من المهم أن تعكس الآراء تنوع الذائقة عند القراء الى أكبر قدر ممكن. وعلينا ان نذكر بأن لجان التحكيم تبدل سنوياً، ولا تضع في عين الاعتبار ردود أفعال محتملة قد تنتج عن قراراتها في وقت لاحق»، مشيرة إلى ان لجنة الدورة الحالية تضم أكاديميين متخصصين في الأدب العربي من المغرب العربي والمشرق وأوروبا ،إضافة إلى رئيس اللجنة المفكر الكبير جلال أمين، وفنان الكاريكاتير علي فرزات.
واشارت فلور مونتانارو الى انها لمست من خلال حضورها كل اجتماعات لجان التحكيم منسقة الجائزة لأسباب إدارية، الصعوبة التي يجدها أعضاء لجان التحكيم في اختيار أفضل الروايات سنة وراء سنة. وربما تكون اللجنة هذا العام واجهت صعوبة أكبر، لأن عدد الترشيحات بلغ 133 رواية، وكان يجب على كل عضو في اللجنة قراءة كل الأعمال المقدمة، فمن دون شك لم تكن عملية الاختيار سهلة.
لم يتغير شيء
مونتانارو أكدت أيضاً أن الجائزة لم يطرأ عليها أي تغيير في طريقة عملها، بعد انتقال رعايتها إلى هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة، حيث تبقى إدارة الجائزة التي مقرها في لندن مستقلة عن الجهة الراعية في أبوظبي، إضافة إلى أن هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة لا تلعب دوراً في تعيين أعضاء مجلس الأمناء أو في ترشيح أعضاء لجنة التحكيم. كما ان اجتماعات لجان التحكيم تعقد بمنتهى السرية ولا يحضرها إلا أعضاء اللجنة الخمسة ومنسقة الجائزة، مستطردة: «أستطيع القول إننا نشعر بارتياح في علاقتنا بالجهة الراعية، حيث يوجد تفهم عميق لمبادئ الشفافية والنزاهة الخاصة بالجائزة، وطريقة عملها التي لم تتغير قط».
كما نفت ان يكون هناك تعارض بين «البوكر» وجائزة الشيخ زايد للكتاب التي ترعاها الهيئة كذلك؛ مشددة على انه لا توجد علاقة عمل بين الجائزتين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
