مواطنون تصدّروا المراكز الأولى في البطولة وكسروا احتكار العُمانيين

ألقاب «فزاع للرماية».. إماراتيـــة

صورة

«البطولة تقام في دبي، لكن ألقابها دائماً تطير إلى سلطنة عُمان».. مقولة لم تعد تنطبق على بطولة «فزاع للرماية»، التي تنظمها سنوياً إدارة بطولات فزاع التراثية في مكتب سموّ ولي عهد دبي، بغرض الحفاظ على جانب مهم من الموروث المحلي الإماراتي، إذ حقق الرماة الإماراتيون في مختلف مسابقات البطولة المراكز الأولى التي كانت عُمانية دائماً، عدا استثناءات قليلة في نسخ البطولة السابقة.

وبمهارات أبهرت الجمهور ولجنة التحكيم، استعاد هواة ومحترفون إماراتيون معظم ألقاب بطولة «فزاع للرماية» للجنسين، التي استضافها على مدار أربعة أيام متتالية، ميدان الرماية الجديد لشرطة دبي في منطقة الروية، مستعيدة تقاليد استخدام البندقية التراثية المعروفة بـ«السكتون»، التي لايزال يتم توظيفها في مناطق من دول الخليج لأغراض الصيد والدفاع الشخصي.

ومثلت مهارة السيدات، والناشئات خصوصاً، مفاجأة لمتابعي البطولة، التي جمعت أيضاً الرجال في منافسة خاصة، ونجحت المنافسات في استقطاب جماهير غفيرة، سعت إلى معايشة المنافسات في «الميدان»، في الوقت الذي ضمّت فيه البطولة، بناء على توجيهات سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المكتب التنفيذي، مسابقة خاصة للفتيات للمرة الأولى.

وشهد اليوم الختامي من البطولة منافسة قوية بين أكثر من ‬100 رام من أبناء الدولة، ومتنافسين، معظمهم من سلطنة عُمان، ووصل الـ‬100 رام إلى المراحل النهائية بعد تأهلهم من التصفيات الأولية.

جهد

دعم

مشهد جديد عايشته بطولة «فزاع للرماية» في هذه الدورة متمثلاً في مشاركة ناشئات إماراتيات للمرة الأولى في مسابقة جديدة، بعد أن كانت البطولة قد استوعبت في وقت سابق فئة الناشئين. الناشئات اللائي ينتمين جميعاً إلى مدرسة واحدة هي مدرسة أم سقيم النموذجية، رصدت «الإمارات اليوم» سعادتهن أثناء فعاليات البطولة، وجميعهن حرصن على حضور فعاليات المؤتمر الصحافي للتعرف إلى الأنظمة واللوائح المعمول بها في البطولة، كما استمعن بعناية تامة لتوجيهات اللجنة العليا المنظمة. قصة ارتباط معظم الناشئات بهذا الموروث الثقافي، والرماية وفق التقاليد التراثية الإماراتية، من خلال بندقية «السكتون» العصية على الرماة الذين اعتادوا امتيازات البنادق الحديثة، لا تخلو من تشجيع الأسرة، ودعمها لفتياتها، خصوصاً في خيار ممارسة هواية تستعيد التراث، وهذا ما أكدته الناشئة شمة المهيري، التي حازت المركز الأول، مضيفة: «هذه الأجواء التراثية ليست غريبة على الأسرة، فإخواني جميعهم مهتمون بموروث القنص بالصقور». فيما أكدت زميلتها نورة الفلاسي، أن أسرتها هي من دعمتها للوصول إلى ميدان الرماية، رغم أن ليس من بين أخواتها من يمارس هذه الهواية.

أهدى الفريق الإماراتي الفائز بالمركز الأول في المسابقة الأكثر أهمية، وهي اسقاط الصحون، المكوّن من صقر محمد سعيد وسعيد أحمد شخبوط، الفوز إلى كل من سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، والشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان.

وأشاد الفريق بدور اللجنة العليا المنظمة للبطولة والجهد المبذول لإنجاحها، خصوصاً الدورة التدريبية التي نظمتها اللجنة لرفع مستوى الشباب المواطن الذي يود المشاركة في البطولة.

من جهتها، أعربت الطالبة في مدرسـة أم سقيم النموذجية، شمة سيف راشد المهيري، التي حققت المركز الأول في بطولة الناشئات، عن سعادتها واكتسابها الثقة بقدراتها جراء تلك المشاركة، مضيفة: «تخلصت من الخوف والارتباك الذي انتابني في البداية بفضل تشجيع اللجنة المنظمة، ما سيدفعني إلى الحفاظ على هذا المستوى، من أجل تكرار الإنجاز في النسخة المقبلة من البطولة».

‬1000 مشارك

زيادة إقبال الرماة على المشاركة في البطولة التراثية، هو أبرز ما يميز هذه النسخة، حسب مدير إدارة بطولات «فزاع»، عبدالله حمدان بن دلموك، الذي أشار الى أن حاجز المشاركة تجاوز الـ‬1000 مشارك من داخل الدولة وخارجها، مضيفاً: «الأمر لا يرتبط هنا فقط بزيادة قيمة الجوائز، واعتبار بطولة فزاع للرماية الأغلى قيمة بين نظيراتها، بل أيضاً على المستوى الفني الجيد الذي أضحى يميز البطولة، فضلاً عن عناصر الإثارة وحسن التنظيم».

وتابع بن دلموك: «المقارن بين نتائج هذه الدورة وسابقاتها سيلمس أن هناك تطوراً ملحوظاً في الأرقام، كما أن الناشئين الذين شاركوا في بطولة هذا العام اثبتوا جدارتهم وسيكونون حتماً عماد الرماية وفق التقاليد التراثيـة في الدورات المقبلة، وهناك أيضاً تطور ملحوظ في مستوى الشباب المواطن الذين حققوا المراكز الأولى في معظم منافسات البطولة، وذلك بعد أربع سنوات كان الأخوة العُمانيون مسيطرين على معظم النتائج في البطولة».

من جانبه، ردّ رئيس اللجنة العليا المنظمة للبطولة، العميد محمد عبيد المهيري، فوز الفرق الإماراتية بالمراكز الأولى في مسابقة إسقاط الصحون، إلى حسن الاستعداد والتدريب والإعداد المسبق للبطولة، مضيفاً: «كان الأخوة العُمانيون محتكرين لهذه المسابقة التي تعد الرئيسة في البطولة، وفوز الفريق الإماراتي خطوة كبيرة ونتاج الدورة التدريبية التي نظمتها اللجنة العليا المنظمة للبطولة للرفـع من مستوى الشباب المواطنين».

وأكد المهيري أن اللجنة المنظمة للبطولة مستمرة في إدخال تعديلات جديدة تثري المنافسة بشكل أكبر، «وسنبدأ فوراً الاستعداد للنسخة المقبلة التـي ستشهد تعـديلات عـدة، سيتم الكشف عنها قبل البطولة بوقت كاف، من أجل ضمان الاستعداد الأمثل لها من قبل الرماة».

فائزون

في منافسات بطولة الرجال «أهداف»، جاء في المركز الأول العُماني علي أحمد سعد غواص الكثيري، محققاً ‬158 نقطة، وحصل على سيارة «رنج روفر».

أما المركز الثاني فكان من نصيب صالح بن سالم بن سعيد الشيبي، بعد أن حقق ‬157 نقطة، وحصل على سيارة «نيسان بترول». بينما جاء عبدالله بن سالم بن بخيت الحمر، في المركز الثالث بـ‬157 مكرر وحصل على سيارة «نيسان بترول».

وفي مسابقة «السيدات ـ أهداف»، حققت المواطنة عفراء خليفة البادي، مفاجأة وحصلت على المركز الأول بعد أن حققت ‬149 نقطة، وحصلت على سيارة «رنج روفر».

وجاءت العُمانية فاطمة خميس سعيد المقبالي، في المركز الثاني، محققة ‬148 نقطة، وفازت بسيارة «نيسان بترول»، بينما جاءت شيخة درويش خميس، في المركز الثالث بعد أن حققت ‬142 نقطة وحصلت على سيارة «نيسان بترول».

وفي مسابقة الناشئين، جاء في المركز الأول مسلم محمد عشجمان الشعشعي، بعد أن حقق ‬147 نقطة، وحصل على سيارة «نيسان بترول».

وجاء في المركز الثاني عبدالله خميس سعيد المقبالي، بعد أن حقق ‬145 نقطة، وحصل على سيارة «لاند كروزر».

بينما جاء الحارث سعيد سهيل جداج، في المركز الثالث، بـ‬140 نقطة، وحصل على سيارة «هايلوكس».

أما في مسابقة الناشئات من مواليد ‬1998، الجديدة، التي وجّه بها سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، فجاءت في المركز الأول الإماراتية شمة سيف راشد المهيري، بعد أن حققت ‬59 درجة، وحصلت على ‬25 ألف درهم، وكان المركز الثاني من نصيب الإماراتية أمل خالد عبدالكريم بـ ‬58 درجة، وحصلت على ‬20 ألف درهم.

وجاءت في المركز الثالث الإماراتية فرح ماهر طارش، التي حققت ‬56 درجة، وحصلت على ‬15 ألف درهم، بينما حصلت الفائزات من المركز الرابع الى العاشر على ‬5000 درهم.

وفي مسابقة «إسقاط الصحون»، جاء في المركز الأول الإمارتيان صقر محمد سعيد، وسعيد أحمد شخبوط، وحصل كل واحد منهما على سيارة «نيسان بترول»، وجاء في المركز الثاني الإماراتيان خميس سعيد سالم، وعلي سعيد سالم، وحصل كل منهما على سيارة «بيك آب لاندر كروزر»، وجاء فريق بن عايش، المكون من محمد سالم بن عايش، وخالد محمد بن عايش، في المركز الثالث، وحصل كل واحد منهما على سيارة «هايلوكس».

كما شهدت الجولة الأخيرة من البطولة تحقيق أفضل رقم قياسي وهو ‬7.50 ثوان والذي تم تسجيله لكل من سعيد المسهلي، وعلي أحمد المسهلي، كما حصل سعيد سالم مبخوت زعنبوت على أفضل نتيجة خلال البطولة، فيما حصلت الطفلة ميثاء خلفان بن عايش، على لقب أصغر رامية، وهو اللقب الذي اعتادت اللجنة أن تعتبره تكريماً من أجل تشجيع النشء خصوصاً على ممارسة الرماية وفق التقاليد التراثية.

تويتر