فخور باختياره لتقديم أغنية وطنية عن مناسبة عظيمة

عبدالعزيز أحمد: «يا خــليفتنا» حلم تحقق

صورة

«يا خليفتنا»، هو عنوان الأغنية الوطنية التي تم إطلاقها منذ أيام، بمناسبة اليوم الوطني الـ‬41 للإمارات، وقام بإخراجها المخرج الإماراتي الشاب عبدالعزيز أحمد، بعد فوزه بمسابقة المختبر الإبداعي «توفور ‬54»، وجمعت بين الشاعر الإماراتي عارف الخاجة، كاتب الأغنية، وسفير الألحان والمنتج الموسيقي فايز السعيد، وتعرض على قنوات البث المرئية والمسموعة في الإمارات، بالإضافة إلى توزيع قرص مدمج يتضمن الأغنية مع الصحف اليومية المحلية.

عن تجربته مع الأغنية؛ أوضح المخرج عبدالعزيز أحمد أن البداية كانت مع إطلاق المختبر الإبداعي «توفور ‬54»، مسابقة لتلقي أفكار لعمل أغنية مصورة بمناسبة اليوم الوطني، إذ تقدم بخمس أفكار مختلفة، وفازت واحدة منها، معربا عن سعادته بـ«ياخليفتنا» التي وصفها بالحلم الذي تحقق بالنسبة اليه، مشيرا إلى فخره باختياره لتقديم أغنية وطنية عن مناسبة عظيمة.

بعيداً عن التكرار

أضاف أحمد لـ«الإمارات اليوم»، «عندما تقدمت للمسابقة لم أتوقع الفوز الذي كان مفاجأة كبيرة لي، لأنني كنت مشغولا في عملي طوال اليوم، كما أنني لم أستغرق وقتا طويلا في وضع الأفكار الخمس، التي شاركت بها في المسابقة»، موضحا أنه عرف في ما بعد أن فوزه بالمسابقة يرجع إلى جدة الفكرة التي تم اختيارها، والابتعاد عن الأفكار المستهلكة التي يعتمد عليها معظم الأغنيات الوطنية، فابتعد عن الصور المكررة مثل صورة العلم والمسيرات، وغيرهما من المشاهد التي حفظها المشاهد. ويدور كليب أغنية «يا خليفتنا»، حول التطور الكبير الذي شهدته الإمارات على مدى العقود الماضية، إذ يظهر قرية صغيرة سُكانها يكافحون للعيش قبل ‬50 عاماً، وتبدأ القرية بالنمو تدريجياً بعد أن قرر سبعة أشخاص يعمل كل منهم بمهنة مختلفة تمثل الإمارات السبع، فتزدهر القرية حينما يطمح أهلها بالتعاون مع بعضهم بعضاً، ليتم بعد ذلك الاحتفال بمناسبة الاتحاد، إذ كان أهل الإمارات وقصة الاتحاد هم جوهر الفكرة التي اعتمد عليها الكليب، بحسب ما ذكر المخرج الشاب.

دعم كبير

شارك ‬12 عضواً من مجتمع المختبر الإبداعي في إنجاز مشروع أغنية «يا خليفتنا»، كجزء من سعي «توفور ‬54» لتطوير واكتشاف المواهب ولإنشاء المحتوى الاعلامي العربي في المنطقة.

من جهته، علّق مدير إدارة الفعاليات والثقافة في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة فيصل الشيخ، التي شاركت في إنتاج هذا العمل بالقول: «يشكل العيد الوطني مناسبة جميلة جداً لجميع أبناء الإمارات والمقيمين على أرضها الطيبة، وأتمنى من الجميع الاستمتاع بأغنية (يا خليفتنا)، كما استمتعنا نحن بالمشاركة في إنتاج هذا المشروع، الذي يطمح إلى دعم وتطوير المهارات الإماراتية الناشئة».

وصــف أحمد الكليب بالحلم الذي بدأ يتحقق بالنسبة اليه، معتبرا أن «توفور ‬54»، التي أتاحت له فرصة المشاركة باتت تمثل واحة لكل من يحلم بدخول عالم الإعلام، إذ أتاحت له كل العوامل المساعدة على النجاح خلال تصوير الأغنية، وقال «شعرت بأنهم يقدمون لي الدعم الكامل، وفي الوقت نفسه يتركون لي الحرية في اتخاذ القرارات خلال التصوير، رغم أنه الكليب الأول لي، فقد كان معي المخرج ياسر الياسري خلال التصوير، وكان يقدم ملاحظات مهمة، وفي الوقت نفسه يترك لي مهمة اتخاذ القرارات».

وقال «أستغرق تصوير يوما واحدا، ورغم ذلك شعرت بأنه كان اسبوعا، نظرا للأشياء الكثيرة التي تعلمتها خلال هذه التجربة الثرية، وخلال التصوير كان التحدي الأهم الذي واجهني هو كيفية التحكم في الجموع المشاركة في التصوير، والتي زادت على ‬65 شخصا، فتوجيه كل هذا العدد يمثل صعوبة كبيرة في الواقع».

لا للتقليد

أشار المخرج الشاب إلى انه دخل مجال الفن منذ أن كان عمره ‬18 عاما؛ فقدّم عددا من الأغنيات وبثها على موقع «يوتيوب»، كما قام بتصميم وتصوير هذه الاغنيات، إذ كان عليه ان يتعلم كيفية القيام بمراحل تنفيذ الأغاني وتقوده كل مرحلة إلى التالية. بينما قدم من خلال المختبر الإبداعي في «توفور ‬54»، أغنية «أنا إماراتي» مع المخرج خليفة الرميثي في اليوم الوطني الـ‬40، وأغنية اخرى بمناسبة مهرجان المفكرين، كما قام بالعمل خلال مهرجان أبوظبي السينمائي مصوراً ثم مخرجاً، معتبرا ان تجربته خلال المهرجان كانت فارقة بالنسبة له، إذ أتيح له الالتقاء بصناع أفلام ومخرجين كبار شجعوه على السعي لأخذ فرصته وخوض التجربة. ورغم أهمية أغنية «يا خليفتنا» في مشواره، يرى أحمد انه لايزال يعتبر نفسه «يطرق» الباب في مجال الإخراج، وأن أمامه الكثير الذي رغب في تقديمه.

من جهة أخرى، انتقد عبدالعزيز أحمد الاتجاه السائد لدى كثير من صناع الأغنية المصورة ومخرجيها، بالاعتماد على ما هو موجود بالفعل، وإعادة تقديمه باعتباره وصفة مضمونة للنجاح، فعندما تنجح أغنية ما؛ يسارع الجميع لتقليد الفكرة نفسها طمعا في حصد النجاح نفسه، رغم ان النجاح الحقيقي لا يأتي إلا بالتجريد والابتكار. مشيرا إلى ان الفنان الحقيقي لابد ان يعبر عن نفسه وأفكاره الخاصة، وأن يكرس كل جهوده لوضع بصمته الخاصة، أما التقليد فهو دليل على عدم الجدية، أو عدم القدرة على تقديم الجديد والمختلف، وإذا ما سار فيه الجميع لن يكون هناك أي تراكم لإبداع حقيقي.

خطط مقبلة

عن خطوته المقبلة؛ أشار أحمد إلى أن لديه توجها في الفترة المقبلة لتقديم فيديو كليب بطريقة مختلفة، يعتمد فيه على الأسلوب السردي بما يجعله أشبه بفيلم قصير، وهو عمل يحتاج إلى مجهود أكبر لأنه يتطلب قصة متماسكة، وإيقاعا سريعا لا يسمح للمشاهد بأن يشعر بالملل، خصوصا أن مدة عرض الكليب تتجاوز المدة المعتادة في الأغنيات المعتادة، والتي لا تزيد على خمس دقائق.

وأضاف «أسعى هذا العام أيضا للوجود في مجال صناعة الأفلام القصيرة، وأن اشارك في فعاليات ومهرجانات متخصصة في هذا المجال على مستوى العالم، فهناك ما يقرب من ‬100 مهرجان تختص بالأفلام القصيرة، تقام سنويا في إفريقيا وأميركا اللاتينية وأوروبا وآسيا، وأعتقد ان الوقت بات مناسبا للمشاركة في بعض هذه المهرجانات، بعد أن اكتسبت ثقة في النفس، وشكلت لي أغنية (يا خليفتنا) دافعا قويا للقيام بهذه الخطوة».

تويتر