5000 طفل يستفيدون من برامجها في الموسيقى والفنون
«بكرا».. من أغنية إلى برنامج إنساني
لطيفة شاركت في أغنية «بكرا» التي جمعت عدداً من الجهات من أجل تسخير الفن لدعم الطفولة. تصوير : تشاندرا بالان
لم يكن يتوقع المنتجان التنفيذيان لأغنية شارك فيها 24 فناناً عربياً، واستثمرت جمالية تاريخ 11-11-2011 لإطلاقها من فندق أتلانتس بدبي، أن تتحول في ما بعد إلى مبادرة إنسانية أكثر شمولاً، وأن تكتسب كل هذا الدعم ليتحول العمل الغنائي في ما بعد إلى برنامج شامل يأتي بمثابة رسالة فنية لدعم الطفولة عربياً وعالمياً، إذ كشف القائمون على مشروع «بكرا» عن الاتجاه إلى تنفيذ برنامج إنساني متكامل لدعم الطفولة من خلال تعلم الفنون خلال العام المقبل.
|
فيلم وثائقي قال المخرج الإماراتي علي مصطفى انه سيعكف مع كل من رجل الأعمال الإماراتي بدر جعفر، والمنتج العالمي كوينسي جونز، على إنتاج فيلم يوثق لمراحل إنتاج مبادرة «بكرا»، مشيراً إلى أن العمل لن يقتصر فقط على تسجيلات الأغنية والفيديو، بل سيتم الدفع بثلاث شخصيات ترصد الكاميرا مدى تأثير المشروع الجديد في رؤاهم وأفقهم المستقبلي. وكشف مصطفى أنه يعكف حالياً على إخراج ثاني أفلامه الروائية الذي رصد له ميزانية تعادل نحو ستة ملايين درهم، وسيتم تصويره في كل من دبي وابوظبي بالإضافة إلى السعودية والأردن ولبنان، وسورية في حال تحسن الوضاع الأمنية هناك. ولفت الى أن الفيلم ذو طابع كوميدي يدور حول رحلة لمجموعة من الشباب في عدد من الدول المختلفة. وحول مشروع «بكرا» أكد مصطفى أن العمل الذي ربط بينه وبين صديقه رجل الأعمال بدر جعفر يصب من وجهة نظره في جوهر الفنون عموماً، والرسالة الحضارية للإمارات خصوصاً، مضيفاً «يفقد الفن الكثير من اهميته حينما يفتقر صانعوه الى الاهتمام بالجهات والأشخاص والشرائح الأولى بالدعم، ولاشك في أن الأطفال المحرومين من تعلم الموسيقى والفنون، هم جانب مهم من هذه الشرائح» |
وأبدى المنتج العالمي كوينسي جونز إعجابه بالمبادرات الإنسانية التي تطلقها الإمارات عموماً، وفي مجالات رعاية الطفولة خصوصاً، لا سيما من خلال تبني أعمال ذات صبغة عالمية، موضحاً «هناك مدن قليلة في العالم تشعرني دائماً بالمزيد من الحميمية، منها أبوظبي ودبي وشنغهاي».
وأضاف ان «الفنون تبقى دائماً ذات تأثيرات أبعد عمقاً في حياة البشر، وحينما يلتفت أفراد أو مؤسسات إلى هذه الحقيقة من أجل الإسهام في رفع المعاناة عن الآلاف ممن يستحقون الدعم والمساندة، فإن هذا الأمر يعد من دون شك مبادرة تستحق التقدير». وتابع «أشعر بسعادة غامرة مع زيارتي الإمارات مجدداً بعد مرور عام على إطلاق الأغنية، لاسيما بعد الأصداء الواسعة التي حظي بها مشروع (بكرا) في كل أنحاء الشرق الأوسط. إن النجاح الحقيقي سيبدأ اليوم مع تنفيذ المرحلة الأولى من (برامج بكرا للفنون) في 2013، التي ستحدث أثراً دائماً في حياة الكثير من شباب منطقة الشرق الأوسط، فالفنون لها أثر شافٍ وقدرة على التغيير».
جاء ذلك خلال جلسة إعلامية استضافها بعد ظهر أمس «كابيتال كلوب» في مركز دبي المالي العالمي، بمناسبة مرور عام على إطلاق مبادرة «بكرا الخيرية» من دبي، التي تم استهلالها بأغنية جمعت لأول مرة بين 24 فناناً عربياً، وشارك فيه إلى جانب كوينسي جونز ورجل الأعمال الإماراتي بدر جعفر، وممثلين عن مجموعة ابوظبي للفنون وبرنامج الأمم المتحدة العالمي للأغذية، إذ تم الكشف عن توجيه التبرعات التي تمكنت المبادرة من جمعها إلى منظمات عالمية لإطلاق برامج مبتكرة لتعليم الفنون في المنطقة العربية.
رسالة فنية
من جانبه، اعتبر بدر جعفر أن «بكرا» «بمثابة رسالة فنية وإنسانية من الإمارات إلى كل أنحاء العالم، خصوصاً العالم العربي، إذ قدم المشروع نموذجاً متميزاً في القدرة على تجاوز العوائق التي تفرضها الحدود والمزج بين الثقافات، وهذا ما تستطيع الفنون تحقيقه. ويشرفنا كثيراً أن نمنح آلاف الأطفال في العالم العربي فرصة تعلم الموسيقى والفنون، ونزودهم أيضاً بالأدوات التي يحتاجون إليها في التعلم، على نحو يبقى ذا تأثير إيجابي في مستقبلهم. لا سيما أن برامج الفنون التي ستطلقها الجهات المستفيدة ستساعد على رعاية مواهب الأطفال في المنطقة».
المخرج الإماراتي الشاب صاحب تجربة فيلم «دار الحي» علي مصطفى، الذي حضر الجلسة الإعلامية، أكد ل«الإمارات اليوم» «دعمه الشخصي للمشروع منذ انطلاقته، فهناك قيمة كبرى لعمل ينطلق من دبي يرسخ قيمة الفنون، لاسيما حينما يكتسي المشروع الفني بطابع إنساني ليصير بالفعل رسالة حضارية عالمية».
دعم
كشفت البيانات التي قدمتها الجهة التنفيذية للمشروع عن أن التبرعات ل«بكرا» سيتم تكثيف إنفاقها بشكل خاص على مشروعات دعم برامج الفنون الموجهة إلى أطفال المدارس ودور الأيتام والمعاقين في المنطقة، إذ ستبدأ أولى عمليات توزيع التبرعات المتلقّاة بدعم «بكرا للفنون» التي تهدف إلى رعاية ما يزيد على 5000 طفل في ثلاثة بلدان عربية (الإمارات والأدردن وفلسطين)، من بينهم نحو 300 طفل من المعاقين والأيتام في الدولة، كما سيتعاون المشروع مع منظمة إنقاذ الطفولة في إطلاق برنامجها المبتكر «الشفاء والتعليم من خلال الفنون» داخل عدد من المدارس في فلسطين، كذلك المدارس التي يرعاها برنامج الأغذية العالمي في الأردن. ويركز برنامج الشفاء والتعليم من خلال الفنون على مساعدة أطفال العالم الأكثر عرضة للمخاطر على التعبير عن مشاعرهم وأحاسيسهم المتداخلة حيال الأحداث الصادمة التي واجهتهم من خلال الرسم والموسيقى والتمثيل والرقص والأشكال الفنية المختلفة.
وحول الاستراتيجية التي يمثلها مشروع «بكرا» ضمن رؤيتها لدعم الفنون، قالت مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، هدى الخميس كانو، إن «المشاركة في دعم المشروع نابعة من التزام المجموعة وإيمانها بأهمية نشر الفنون، فنحن نعمل باستمرار على إيجاد وإتاحة الفرص لكل أطياف المجتمع. وسيكون برنامجنا لدعم الأطفال الأيتام والمعاقين في الإمارات على رأس البرامج المستفيدة من مشروع (بكرا)».
يذكر أن اغنية «بكرا» التي سُجلت في العاصمتين المغربية الرباط، والقطرية الدوحة، بمشاركة 24 من ألمع النجوم العرب، وأطلقت في دبي، حققت أعلى المراكز في سباقات الأغاني على مستوى الأغاني العربية والعالمية في منطقة الشرق الأوسط، وتصدرت المركز الأول على مدار خمسة أسابيع متعاقبة، كما تابعها على شاشات التلفزيون ملايين المشاهدين، وحققت أيضاً سبعة ملايين مشاهدة على موقع «يوتيوب»
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news