بلال عبدالله: السينما خط دفاع ضد التغريب
«جزيرة اللؤلؤ».. فيلم للأطفال ينتظر التمويل
بلال عبدالله: أتمنى ألا أكون مضطراً لقبول تمويل أجنبي للفيلم. تصوير: دينيس مالاري
كشف الفنان الإماراتي بلال عبدالله عن مشروع فيلم سينمائي روائي طويل للأطفال، معتبراً إياه رسالة من الإمارات إلى العالم، خصوصاً في ظل غياب الاهتمام بسينما عربية للأطفال، وتراجع مسرح الطفل. وأشار إلى أن «حالة اغتراب» يعيشها الطفل العربي نتيجة «استلابه» للبرامج والأفلام الأجنبية.
| أخشى القرصنة بفطرية المبدع كشف بلال عبدالله، أنه لم يسجل بعد الملكية الفكرية لنص فيلمه الجديد الذي يهدف لأن يكون أول فيلم سينمائي روائي عربي موجه للأطفال، مضيفاً «لهذا السبب أخشى الإسهاب في فكرته، بسبب تكرار تجارب القرصنة على أفكار ظلت مشروعات في رؤوس أصحابها، حتى بعد ما قام بتنفيذها آخرون قاموا بلملمة أفكارها عبر التصريحات الإعلامية». ورغم ذلك كشف بلال أن العمل المكتوب باللغة العربية يدور في أجواء تاريخية تعود بالمشاهد إلى عصر هارون الرشيد، وأجواء علاء الدين، وقصص السندباد، لكن وفق شروط تمثيلية احترافية يؤديها ممثلون محترفون من مختلف أنحاء الوطن العربي. وأضاف «اعتدنا أن يعيد الغرب إنتاج تراثنا بحقائقه وأساطيره، بعد أن يبدل منظومة القيم العربية الأصيلة التي رافقت إفرازه، فيعود لنا جاذباً ومبهراً من حيث معايير التصوير السينمائي، لكنه في الوقت ذاته كثيراً ما يحفل بإقصاء وأحياناً تشويه لجوانب من خصوصيتنا العربية، وهو الأمر الذي يتغلب عليه العمل الجديد». بلال الذي عُرف ممثلاً ومخرجاً ويرتدي ثياب الكاتب هذه المرة، قلل من أهمية أن يدعوه البعض للتركيز في التمثيل، وأضاف «لن أراقب الناس فأموت هماً، وسأعكف على خدمة وطني وفق قناعاتي، فكل أب يشعر الآن بأن عالم السينما الغربية هو الأكثر جذباً لأطفاله، في ظل اخفاقات مسرح الطفل، وأستشعر بأنني مطالب بأن أتحمل واجباً أخلاقياً وليس إبداعياً فقط كفنان إماراتي» |
وقال مقدم برنامج الكاميرا الخفية «حقك علينا» ل«الإمارات اليوم»، إن الفيلم سيكون بعنوان «جزيرة اللؤلؤ» نسبة إلى الجزيرة التي تقع في العاصمة أبوظبي، وأن مواقع تصويره تشمل الإمارات وسلطنة عمان والمغرب، ويضم ممثلين عرباً، من الإمارات والخليج والدول العربية الأخرى، ومن بين النجوم المرشحين لأدوار في الفيلم الفنانة المصرية حنان ترك، والفنان المغربي محمد مفتاح، والفنان السوري سامر المصري.
هدية إماراتية
عبدالله أضاف أن «المشروع الجديد هو فيلم سينمائي عالمي، بلغة عربية فصحى، ومضمون ثقافي ومعرفي وسلوكي يعبر عن هويتنا العربية، وأن الفيلم سيسجل تاريخياً بأنه العمل السينمائي العربي الأول، صناعة ومبادرة إماراتية، وأن هذه الملحمة الفنية هدية إماراتية إلى الوطن العربي». وأكد أن «تأسيس سينما أطفال عربية الهوية واللغة والمنظومة القيمية تعد بمثابة خط دفاع أخير ضد محاولات التغريب، في ظل إقبال الصغار على الأفلام الأجنبية، في الوقت الذي تكاد تنعدم تأثيرات مسرح الطفل بالنسبة لشرائح كبيرة من الأطفال». وأوضح أن الطفل العربي أصبح يفتقد لسينما تعبر عنه، لأنه يشاهد سينما ذات نسق قيمي غريب عنه، مضيفاً «لا يمكن أن ننفي أن أطفالنا أصبحوا أكثر تغريباً عن واقعنا، وأكثر ميلاً لمحاكاة أنماط حياة وسلوكيات بعيدة عن أسلوب حياتنا ومنظومتنا الاجتماعية، وهو في جانب منه يعود إلى سيادة السينما الغربية في عالمهم، بسبب عدم توافر البديل العربي، الذي نطمح إلى أن يكون المشروع الجديد بمثابة بادرة أولى له».
عرض هوليوودي
الفنان الإماراتي الذي شارك في بطولة المسلسل السوري «أبو جانتي» في رمضان الماضي، قال حول تمويل المشروع السينمائي إن «الفيلم تصل ميزانيته، بعد التقليص، إلى خمسة ملايين درهم»، مؤكداً أن ضعف تمويل المشروعات الفنية والثقافية يعد أكبر العقبات أمام الإبداع»، لكنه عبّر عن تفاؤله بخصوص الفيلم، وقال إن «ريادة المشروع تحسب للإمارات اولاً، وللجهات الداعمة له ثانياً، ما يشكل دافعاً لتبنيه ودعمه»، مشيراً إلى تلقي مخاطبات خلال وجوده في مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي لإنتاجه في «هوليوود»، لكنه أكد رغبته في أن يكون المشروع إماراتياً، مضيفاً «لن أتردد في إنجاز هذا المشروع الذي يصب في فحوى دوري، كوني فناناً إماراتياً أحرص على إنجاز ما يتلاءم مع رؤى قيادتنا الرشيدة التي تحفز دائماً على كل عمل يشكل سبقاً إقليمياً أو عربياً أو عالمياً، ويضاف إلى الانجاز الحضاري للدولة. وأتمنى ألا أكون مضطراً لقبول تمويل غير إماراتي للعمل، سواء كان عربياً أو أجنبياً». وطالب بأن تولي الشركات والمؤسسات الكبرى اهتماماً أكبر بدعم المشروعات الثقافية، «بعض الشركات والبنوك ترصد ميزانيات كبرى للاحتفال بذكرى تأسيسها، في حين تتجاهل أي دعوة للاسهام في مشروعات وطنية ثقافية وفنية».
وكشف بلال عبدالله الذي شارك في مسلسل «خالد بن الوليد» أن أحداث فيلم «جزيرة اللؤلو» تدور في أجواء تاريخية تعود بالمشاهد إلى عصر هارون الرشيد وأجواء علاء الدين وقصص السندباد، لكن وفق شروط تمثيلية بمشاركة ممثلين محترفين من مختلف أنحاء الوطن العربي. وقال إن «بعض الأفلام الغربية تسطو على جزء من تراثنا العربي، من دون الإشارة إلى تلك المرجعيات، خصوصاً الحكايات الخرافية، و(ألف ليلة وليلة)، إذ تعود إلينا قصصنا مشوهة، لكنها مبهرة بالتصوير والتقنيات السينمائية»
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news