10 أشخاص يمثلون الإمارات ويقـودون دراجــــــاتهم الهوائية لمدة 3 أيام

« درّاجــون مــن أجل غزة »

صورة

عندما يتعلق الأمر بقضية إنسانية تختفي ملامح الاثنيات والجنسيات المختلفة والثقافات المتعددة، وتجتمع حول الاتفاق على وسيلة للتعبير عن التضامن معها. فقد يأخذ هذا التضامن شكل تظاهرات سلمية تُشعل فيها الشموع، وقد يذهب إلى شكل كتابة منشورات وتوزيعها عبر القنوات الالكترونية، وقد يتحول الى رحلة بحرية أو برية لدعم موقف ما او رفع الحصار عن منطقة منكوبة ما، وقد يكون مثل الـ45 شخصاً من الدراجين الهواة الذين سيجتمعون في اليونان في 20 اكتوبر المقبل في رحلة تستمر لمدة ثلاثة أيام تنطلق من «أولومبيا» إلى «اثينا» بمشاركة 10 أشخاص سيمثلون الامارات، من بينهم الاماراتية رزان الزياني، والفلسطيني محمد طهبوب.

تهدف هذه الحملة إلى جمع تبرعات لمصلحة مؤسسة التعاون «ويلفير أسوسيشن» التي تعمل على مشروع إعادة تأهيل الأطفال الذين يعانون إعاقات دائمة ومن المقعدين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة في عام .2009 هذه المبادرة التي تعتبر الثالثة على التوالي تسعى الى جمع عدد من الشباب من حول العالم كي يحكوا فلسطين القضية. «الإمارات اليوم» التقت منسق مجموعة الامارات محمد طهبوب، ورزان الزياني التي تشارك للمرة الأولى من الامارات ضمن هذه المبادرة، وتحدثا عن التجهيزات التي يقومون بها، مجموعة وأفراداً، ليكونوا على قدر الرسالة التي يراد ايصالها إلى العالم.

تأهيل

مؤسسة التعاون «ويلفير أسوسيشن» تعمل على مشروع إعادة تأهيل الأطفال الذين يعانون إعاقات دائمة والمقعدين جراء الحرب، ويتم جمع التبرعات بطريقتين، إما من خلال الدراجين المشاركين الذين يتحتم على كل منهم جمع مبلغ معين من المال ليتمكن من القيام بهذه الرحلة، أو عن طريق مجموعة من الفعاليات الفنية والثقافية المختلفة التي تقام في العاصمة البريطانية لندن، وفي كلتا الحالتين تذهب الاموال مباشرة إلى الجمعية الخيرية المسجلة في بريطانيا والمسؤولة عن إيصال التبرعات إلى غزة. وكانت مبادرة «دراجون لأجل غزة» قد تأسست في عام 2009 على يد مجموعة من الشباب المبادر الذين ارتأوا القيام بخطوة من أجل أطفال غزة إبان الحرب عليها، وقاموا بتشكيل هذه المبادرة التي تعد من أنشط المبادرات في العاصمة البريطانية التي تهتم بأطفال غزة، وفي شهر يوليو من العام ذاته قامت المبادرة برحلة بين العاصمتين البريطانية والفرنسية (لندن وباريس) قاطعين خلالها مسافة تقارب 400 كيلومتر في أربعة أيام ليجمعوا مبلغ 90 ألف جنيه استرليني لمصلحة منظمة «المساعدات الطبية للفلسطينيين»، المعروفة اختصاراً باسم «ماب»، وهي منظمة تعمل في مجال الرعاية الصحية الأولية للفلسطينيين.

قلبنا واحد

سيقطع 45 شخصاً مسافة 350 كيلومترا تقريبا من مدينة اولومبيا إلى العاصمة اليونانية اثينا، لجمع تبرعات تصل الى 200 الف جنيه استرليني لعلاج اطفال غزة الذين تضرروا من حرب الـ28 يوما التي شنتها اسرائيل على غزة في عام .2009 وقال طهبوب «عندما يكون الأمر متعلقاً بأطفال لا يمكن لقلوبنا إلا ان تتوحد للانقاذهم، فنحن تعلمنا من تجربة الحرب على غزة الاخيرة ان هناك آخر يريد ان يكون له دور في مد يد المساعدة للمنكوبين»، مشيراً الى ان 45 شخصاً من مختلف الجنسيات اتحدوا إنسانيا بعيدا عن السياسة لإيصال صوت الطفل الفلسطيني الى العالم بحقه في الحياة».

وأوضح طهبوب «نحن مجموعة من الامارات عددنا 10 اشخاص من جنسيات عربية عدة ارتأينا ان نكون ضمن هذه المجموعة حول العالم لنسهم بشكل انساني تجاه أطفال غزة، وفكرنا بأن هناك حياة لأشخاص في هذا العالم يجب ان يعرف حقيقتها العالم كله، وهذا ما جمعنا ووحّد قلوبنا»، وأكد أن المبادة انسانية 100٪ إضافة إلى كونها تعطي الفرصة لنحكي عن فلسطين التي لا يحكي عنها الاعلام الغربي بانصاف».

وعن سير الرحلة وظروفها قال طهبوب «سنسافر جوا الى اليونان، وتبدأ رحلتنا في 17 من اكتوبر المقبل من مدينة أولومبيا، ونقود درجاتنا الهوائية لمدة ثلاثة أيام ما يقارب 350 كيلومتراً لنصل الى العاصمة اليونانية. خلال الرحلة ستكون هناك محطات ثقافية وفنية ترفع فيها الاعلام الفلسطينية للتعبير عن الحقوق الإنسانية للقضية الفلسطينية».

تدريبات

طهبوب الذي يشارك للمرة الثالثة على التوالي ضمن مبادرات مؤسسة «ويليفر اسوسيشن» ومقرها لندن، أكد أن المجموعة الموجودة في الإمارات تعمل بشكل متواصل على جملة من التدريبات البدنية والذهنية الضرورية لهذه الرحلة. وأضاف «لا ننكر ان المهمة شاقة والتدريبات تصبح في الشهرين اللذين يسبقان موعد اداء المهمة مكثفة، حيث اننا نتبع حمية غذائية معينة، وتدريبات فردية تقوم المؤسسة بتزويدنا بها من خلال مدرب مختص بالشؤون البدنية نتابعه عن طريق الانترنت».

وأوضح «هناك ايضا التدريبات التي نقوم بها في صالات الرياضة لتقوية عضلات القدم والفخذ، وبعض التمارين نمارسها في الشوارع العامة محاولين قيادة دراجاتنا أبعد مسافة ممكنة، قد تكون قيادة دارجة هوائية لمسافة 100 كيلومتر يوميا تحديا عضليا، لكن أمام تحديات أطفال فلسطين وتحديدا غزة المحاصرة نشعر بأننا اقزام أمامهم».

وعن تجاوب السلطات الرسمية في الدول التي تمر بها رحلات المبادرة من حيث منح التأشيرات لاعضائها والتسهيلات اللازمة، قال طهبوب: «لم نتعرض لأي مشكلات من هذا النوع من قبل، فجميع البلاد التي نمر عبرها تمنحنا التأشيرات بسهولة، كما أننا لم نتعرض لمضايقات من جهات ما داعمة لإسرائيل، لأن المبادرة إنسانية وليست سياسية أو دينية».

فتاة على دراجة

قالت الاماراتية رزان الزياني، التي تعمل في مجال التصوير الصحافي: «أنا انسانة قبل ان أكون حاملة لأي جنسية، وانسانيتي هي التي دفعتني للانضمام الى هذه المبادرة، خصوصاً أن الأمر يتعلق بقضية تربينا على أنها من اكثر القضايا العادلة التي لم تأخذ حقها بعد».

وأضافت «أنا فخورة كاماراتية بأن أكون ضمن هذه المجموعة، إلا انني اتعامل مع هذا الموضوع تحديدا من منطلق انسانيتي، لقد سمعت عن المبادرة من خلال صديقتي الفلسطينية المقيمة في لندن تمارة عبدالحليم، ولم اتردد لحظة في الانضام الى المجموعة والسعي لأكون جزءاً منهم»

وأوضحت الزياني «من خلال متابعتي لما يدور في غزة فوجئت بأنه على الرغم من كل هذا الظلم فنسبة التعليم تعد من أعلى النسب عالمياً، وتحديداً في غزة المحاصرة، ما زاد من حماسي للانضمام الى المبادرة بهدف جمع التبرعات من أجل التعليم والصحة»، وأضافت «شاركت سابقا في حملات كثيرة، لدعم قضايا انسانية في افريقيا والهند، ويحزنني انني لا استطيع الوصول الى فلسطين لرؤية الأطفال هناك لنستمد القوة من صبرهم».

وأكدت الزياني أن التعاون مع هذه الحملة لم يبدأ إلا بعد التأكد من المؤسسة التي ستقوم بتوصيل النقود من خلال مندوبيها الى العائلات المنكوبة باليد. وعن طبيعة المشاركة في مثل هذه المبادرة من حيث طبيعة المجتمع الاماراتي المحافظ نوعاً ما قالت الزياني «انا لن اتخلى عن ثقافتي، الا انني امشي قدماً نحو تحقيق الانسان في داخلي وداخل كل القلوب التي تقف الى جانب القضايا العادلة»، مؤكدة أنها تتلقى الدعم من عائلتها والمجتمع المحيط بها.

تويتر