100 عمل لمواهب فنية في «فستيفال سنتر»

«عكس التيار»..التشـكـيل يحـتـفي بالمرأة

التشكيل يصور حياة النساء اليومية. تصوير: أشوك فيرما

جمع معرض «عكس التيار» الذي افتتح في فستيفال سنتر أخيراً، بالتزامن مع يوم المرأة العالمي، أكثر من 100 عمل لمجموعة من المواهب الفنية المبتدئة، إلى جانب بعض المخضرمين في عالم التشكيل والتصوير، بالإضافة الى مواهب فنية أخرى كتصميم الأزياء أو حتى تزيين المأكولات. وقد قدم المعرض الذي كانت معظم مشاركاته من النساء، أعمالاً جسدت حياة المرأة سواء بأسلوب رمزي أو حتى مباشر. كما حملت اللوحات الموجودة الكثير من تفاصيل الحياة اليومية، فأبرزت الأنثى المفعمة بالجمال والحياة، والأم الحنونة، والمرأة القادرة على العطاء والتضحية وحتى الثورة على قيود المجتمع، حتى بدا اختصاراً لأدوارها الحياتية التي تعيشها بشكل يومي، وكأنه احتفاء الريشة والألوان بالنساء.

فن كوميدي

 كان من بين الأعمال المختلفة والمميزة في المعرض الذي نظم برعاية ودعم من «ومان تو ومان» ودوف، العمل الكوميدي للسعودية بشرى الفرج، التي شاركت في عمل مرسوم بأسلوب كوميدي، عبارة عن حوار بين المرأة والرجل حول يوم المرأة. وقالت الفرج، عن العمل الذي شاركت فيه، «الرسم الكوميدي مختلف وهو مميز بكونه يجعل الناس تضحك، فليس من السهل ان ترسم ابتسامة على وجوه الآخرين». ولفتت الى ان الرسم الكوميدي فيه ابداع، ولكن يجب معالجة قضاياه بحرص، اي يجب ان يكون الفنان حذراً ولا يتسبب في جرح مشاعر الآخرين. واعتبرت ان المشاركة في المعرض كانت فكرة فيها نوع من المجازفة، كونه من الفنون المختلفة تماما عن التصوير والتشكيل، ولكنه فرصة للتقرب من الناس، مشيرة الى ان هذا النوع من الرسم يتطلب دراسة الشخصيات بشكل جيد وعرضها بأسلوب ايجابي بعيد عن الابتذال.

تاريخ

وأبرز المعرض الذي يختتم اليوم، والذي جمع الكثير من الجنسيات من العالمين العربي والغربي، بالإضافة الى مشاركة مركز مواهب الخاص بذوي الاعاقة بالمعرض، عالم المرأة وما تحمله بداخلها من جمال وحب وتضحية. وقد اختصرت بعض اللوحات التاريخ، ووثقت تطور المرأة عبر الأزمنة، فلفتت النظر الى ما كان عليه حال المرأة في القرون السابقة، وكيف اصبحت اليوم متحررة من الكثير من القيود الاجتماعية. وإلى جانب العناية بتطور المرأة، ركز الكثير من الأعمال على الجوانب النفسية، فجسدت عبر الألوان الاكريليكية والزيتية مشاعر واحاسيس وصفات المرأة التي تنقلت بين الاسى والمعاناة والفرح والألم. أما الأعمال التصويرية فركزت اكثر على اساليب الحياة، فأبرزت المرأة والموضة، وتعاطي النساء مع العنصر الجمالي الذي يعد اساسياً بالنسبة لها. ولم يقتصر التباين في هذا المعرض على القضايا الفنية المطروحة، فقد تعددت الوسائط الفنية، بين الزيتي والاكريليكي، وكذلك برزت بعض الاعمال الكولاجية.

وقالت السعودية لجين أبوالفرج، «شاركت بلوحات قدمتها في الجامعة قبل التخرج، وهي لوحات رسمت فيها الكعبة، وتحمل اسم (آيات)، ولكن استخدمت فيها الحروف العربية ككساء للكعبة، وامتنعت عن استخدام الوجوه احتراما للشريعة الدينية»، ولفتت الى أنها تحب أن تقدم أعمالاً تراعي الدين وكذلك العادات الاجتماعية السائدة في البيئة التي تعيش فيها. وشددت على انها استخدمت لوني الابيض والاسود فقط، لأنها ارتاحت الى هذه الألوان، ولأنها توصل الرسالة. واعتبرت أن التقنيات الحديثة التي تستخدم في الديجتال آرت تساعد على استخدام المقاسات التي يريدهـا الفنان في لوحته وتجعل العمل يــبدو أكثر اتقاناً. من جهتها أكدت الايرانية مهناز غافوري، أنها دخلت عالم الفن عن طـــريق الهواية فقط، كونها تخصصت في الهندسة.

ولفتت الى انها حاولت من خلال النخلة تجسيد المرأة، فرسمتها بالقرب من البحر، لتظهر مدى عطاء المرأة وحنانها الذي لا ينتهي. وأضافت، «لا أعتقد أن الفن يدرس، بل هو ينطلق من الموهبة أولا وأخيرا، فلا يمكن للمرء تقديم ابداعات في أي مجال، ما لم تكن موهبته موجودة. وفسرت اهمية المعرض القائم على مشاركة النساء بكونه يساعد المرأة على ترسيخ ما تقدمه في المجتمع». واعتبرت أن المعرض الذي يعتني بالمواهب مهم، كونه يمنح الفرصة للكثير ممن لديهم أشياء ليقدموها، على أن يبرزوا ما عندهم للناس.

بينما شيلبا اجيت، فنانة هندية شاركت في اكثر من لوحة، لفتت الى أنها حاولت تقديم المرأة في لوحاتها، وتحديداً بتجسيد لحظات الاسى التي قد تتعرض لها في حياتها، والتي تجعلها تعيش لحظات انكسار وحزن. واعتبرت ان المرأة رسمت كثيراً، وذلك كونها تحمل عناصر الجمال، وكذلك كونها تغيرت عبر الزمن، فهي قد تطورت اجتماعياً، وبالـــتالي شكل التحول في حياتها مادة دسمة للعديد من الفنانين. وفي المقابل شارك تسعة فنانين من استديو مواهب المنـــبثق عن جمعية أجمل الناس، والخاص بذوي الاعاقة، وقال الشريك في الاســـتديو، عادل فيروز، «شارك من الاستديو تسعة فنانين، وقدم كل واحد منهم لوحة، وكانت موضوعاتها مختلفة، تناولت الطبيعة في معظمها». ولفت الى ان الوجود في المعارض الجماعية يساعد الناس على التعرف إلى هذه المواهب، وكذلك يشجعهم، فيشعرون بأنهم جزء من المجتمع والحياة، فلا يشعرون بأنهم مهملون.

ولفت الى انهم كجمعية يحاولون تسويق فن ذوي الاعاقة بطريقة جيدة، وبأنهم سيدخلون مجال التصوير الضوئي في المستقبل.

تويتر