منال بنت محمد بن راشد رعت الحفل وثمّنت الفكرة

«الصندوق الرحّال».. صورة مغايرة لطرح الأعمال الفنية

حاويات الشحن معارض فنية متنقلة. الإمارات اليوم

حظي معرض مشروع «الصندوق الرحال»، الذي يهدف إلى تقديم صورة مغايرة للطرق التقليدية في طرح الأعمال الفنية، لتتحرر ملامحها من قيود المكان وعقبات الزمان، برعاية رسمية من حرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، التي ثمنت بدورها فكرته الخاصة التي لا تلتزم بالطرق التقليدية، ولا بنوع محدد من الفنون، وذلك من خلال تحويل حاويات الشحن إلى معارض فنية متنقلة ذات استخدامات متعددة.

وقالت الشيخة منال بنت محمد «يسعدني أن ينطلق هذا المشروع المبتكر والواعد برعايتي، فهو شاهد على الطاقات الفنية والإبداعية لجيل الشباب الخلاق بدولة الإمارات، التي لطالما كانت في ظل القيادة الحكيمة المحرك الأكبر والداعم للفن والثقافة، مؤمنة عميق الإيمان بأن النمو الاقتصادي المزدهر يتواصل جنباً إلى جنب مع النمو الثقافي والاجتماعي على حد سواء». وأضافت أن «مبادرات ثقافية نوعية مثل معرض (الصندوق الرحال)، تجسد رؤيتنا تلك في الدولة، وأنا كلي ثقة بأن مشروعاً كهذا سيشكل إلهاماً كبيراً لأفكار مشروعات فنية مبتكرة أخرى لجيل الشباب الواعد، ستوجه وتعكس هذه الرؤية على مر السنين».

جاء ذلك بمناسبة انطلاق معرض مشروع «الصندوق الرحال» الفني (نومادز بوكس)، في الأول من الشهر الجاري، في منطقة الجميرا بيتش ريزيدنس، بدعم من نادي دبي للسيدات.

أنامل إماراتية

وضم المعرض الذي شهد إقبالاً كثيفاً، باقة منوعة من لوحات فنية، تزيد على 30 لوحة، أبدعتها أنامل إماراتية شابة، تمثلت في مشاركات كل من الفنانة علياء بن دري، مريم المزروعي، ونورة المزروعي التي قدمت 13 لوحة، وقد تقدمتهما صاحبتا فكرة «الصندوق الرحال» الفنانة المواطنة شما العامري، والفنانة المصرية منى فارس.

30 لوحة شاركت في المعرض الرحال .   

جمعت الأعمال المشاركة في معرض «الصندوق الرجال»، بين الفن التشكيلي والتصوير الفوتوغرافي، هذا إلى جانب بعض الأعمال التي تنتمي إلى فئة فن الوسائط المتعددة. وقد طغى حضور أعمال الفن التشكيلي على بقية الأعمال المشاركة، التي تميز بعضها بمشاركة ثنائية في إنجازها، كتلك التي أنجزتها مريم المزروعي وعلياء بن دراي، في لوحة تحمل عنوان «الكشف عن طبيعتي»، التي مزجت بين أساليب فنية عدة، متوجتين بذلك تعاونهما في مجال تصميم الأزياء، الذي أدرجتا فيه بصمتهما الخاصة، والمتمثلة في إدخال أبرز الحرف النسائية التقليدية المنتشرة في الدولة، والمعروفة بـ«التلي»، على تصاميم أزيائهن المتطورة، تحت علامة «قرموشة».

وقد قدمت صاحبتا فكرة الحاوية المتنقلة في المعرض، الذي يستمر حتى أبريل المقبل، لوحات تشكيلية بريشة منى، تميزت بجرأة ألوانها، كما هي الحال في ألوان وأفكار التصاميم التي تعكف على تنفيذها، وخمسة أعمال في مجال التصوير الفوتوغرافي بالأبيض والأسود، إلى جانب لوحتين في فن الكولاج لشما العامري.

بدايات

وحول بداية مشروع «الصندوق الرحال»، قالت شما العامري، لـ«الإمارات اليوم»، إن «سعينا الدؤوب أنا وصديقتي الفنانة منى فارس، لتجاوز عقبة المكان والزمان لطرح الأعمال الفنية، دفعنا للتفكير في مشروع (الصندوق الرحال)، الذي يهدف إلى تقديم صورة جديدة لعرض الأعمال الفنية على اختلافها، تتحرر ملامحها من قيود المكان والزمان». وشرحت «وذلك من خلال تحويل حاويات الشحن إلى معارض فنية متنقلة ذات استخدامات متعددة، لا تتقيد بمكانٍ واحد، إذ يهدف إلى التنقل بين مختلف مناطق الإمارة والدولة، ولا تلتزم بتقديم نوع محددٍ من الفنون». وأشارت «يفتح (الصندوق الرحال) أبوابه لجميع الفنانين والمبدعين، من أصحاب المشروعات المميزة من مختلف الجنسيات، الأمر الذي يتيح فرصاً وخيارات أكبر للعرض».

فقد يتحول «الصندوق الرحال» إلى معرض فني، وسينما لعرض مجموعة من الأفلام القصيرة، و«بوتيك» متنوع البضائع لا يقتصر على الأزياء، ومنطقة ألعاب للترفيه، إذ من الممكن توسيع الحاوية، لتشمل ثلاث حاويات مشتركة، حسب العامري.

وبينت العامري «اتجه تفكيرنا إلى تسخير حاويات الشحن لخدمة فكرة مشروعنا، نظراً للعديد من الاعتبارات، وفي مقدمتها ارتباط هذه الحاويات بطابع البيئة الإماراتية الصحراوية القديمة، التي كانت تقوم على الترحال والتنقل، هذا إلى جانب الدور الكبير الذي كانت تلعبه في التجارة سابقاً، ولمساحتها الكبيرة وإمكانية نقلها من مكانٍ إلى آخر»، فضلاً عن سعينا إلى توفير مكان ذي إمكانيات متواضعة، للفنانات المبتدئات والواعدات، ولفت نظر الفنانين للبحث عن بديل آخر عن المعارض الفنية، التي يأخذ معظمها طابع الجدران الأربعة، نسبة للعامري.

وتمثل المعرض الأول لمشروع «الصندوق الرحال»، العام الماضي، في معرض تصوير فوتوغرافي للعامري، سلط الضوء على الحركة العمرانية في إمارة دبي، وذلك من خلال التركيز على الجمع بين صور البيوت القديمة الآيلة للسقوط، والتي تعرض بعضها لعمليات هدم، ليقوم على أنقاضها عمران المدينة، وصور لأشهر معالم العمران الحديث في الإمارة، وفي مقدمته أبراج الإمارات وبرج خليفة. وقد جذب المعرض الذي اتخذ من المساحة الخضراء التابعة لسوق دبي المالي العالمي مكاناً مؤقتاً له، مجموعة كبيرة من الحضور، الذي التف حول الحاوية، وحرص على الدخول فيها، لمعرفة ما تحمله.

لعبت خبرة العامري وفارس في مجال الفنون، التي استمدتاها من دراسة الفنون الجميلة في كلية لطيفة التابعة لجامعة زايد لمدة أربع سنوات، حيث تعلمتا خلالها جميع أنواع الفنون الموزعة بين الرسم والتصميم والنحت وغيرها، دوراً كبيراً في نجاح فكرة مشروع «الصندوق الرحال»، وتحوله إلى حقيقة تتجسد في معارض على أرض الواقع.

تويتر