حرف تراثية وفنون شعبية وفلكلور إماراتي

مهرجان الظفرة.. كرنفال تراثي

من فعاليات مهرجان الظفرة في دورته الحالية. من المصدر

تحوّل مهرجان الظفرة الذي يُقام في مدينة زايد بالمنطقة الغربية في أبوظبي، إلى كرنفال سياحي تراثي، يضع المنطقة على الخريطة السياحية، ويعرف بالتراث الإماراتي، وتشارك في فعالياته شرائح المجتمع المحلي من مختلف الأعمار، خصوصاً أنّ المهرجان الذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، يتزامن في دورته الرابعة مع إجازة الفصل الدراسي الأول.

وشهدت قرية الأطفال التي أقامتها الهيئة ضمن فعاليات المهرجان التي تستمر حتى 25 من الشهر الجاري، أنشطة ترفيهية تثقفية وتوجيهية متنوعة، اجتذبت العديد من الأسر والآلاف من الأطفال.

وقالت مديرة فعاليات قرية الطفل، ليلي القبيسي إن «المسابقات عكست جانباً مهماً من تراثنا الأصيل، والتي جذبت آلاف الأطفال من كل مكان، الذين شاركوا بحماسة في مسابقات تستاهل الناموس، الشداد، الحرف التراثية للبنات كالحناء والكاجوجة والخوص، وإعداد القهوة، اليولة، الزي الإماراتي للبنات، الرسم الحر، والقصة القصيرة، بما يلبي طموحاتهم ويحقق هواياتهم».

وتشمل الفعاليات كذلك أنشطة المسرح والمرسم، والشخصيات الكرتونية التي ترافق الأطفال في جولاتهم وتوزع عليهم الهدايا، إلى جانب إقامتها عروضاً مسرحية مميزة، إلى جانب فعالية عروض «الساحر» بما تتضمنه من ألعاب خفة تبهر الأطفال وتسحر الكبار.

وشاركت دار الكتب الوطنية في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، في الفعاليات من خلال إقامة مكتبة يستطيع من خلالها الأطفال الاطلاع على العديد من أهم القصص وكتب الأطفال باللغتين العربية والإنجليزية، وذلك بهدف تشجيع جميع أفراد الأسرة على زيارة المهرجان التراثي.

صناعات

تهدف سوق الصناعات اليدوية الإماراتية، إلى التعريف بالتراث الثقافي العريق لأبوظبي والمنطقة، والمحافظة على الحرف اليدوية الإماراتية التقليدية والترويج لها، بما يضمن بقاءها واستدامتها على المدى البعيد. واستقطبت السوق التي يُشارك فيها عدد من الشركات المعنية بتنظيم رحلات السفاري، الآلاف من السياح والزوار العرب والأجانب، الذين عبّروا عن سعادتهم باستكشاف المنطقة، والاطلاع على عراقة التقاليد والصناعات اليدوية الإماراتية.

وهناك ثماني حرف وصناعات يدوية أساسية خاصة بالإمارات، هي: الفخار، والخوص (حياكة سعف النخيل)، والسدو (الحياكة)، والغزل، والتلي (التطريز)، وصناعة المجوهرات، والصناعات الجلدية والنجارة أو الصناعات الخشبية.

يذكر أن المكتشفات الأثرية في دولة الإمارات أظهرت أن سكان المنطقة كانوا يتقنون العديد من المهارات الحرفية منذ زمن بعيد يعود إلى 7000 سنة خلت، إذ ضمت القبور والمباني التي اكتشفت في مواقع مثل أم النار في أبوظبي، وهيلي في العين، أدوات وفخاريات (معظمها مزخرف بأرقى المعايير الفنية) وحلياً وقطعاً مصنوعة من المرمر، وتعكس هذه الأدلة عُمق وامتداد تقاليد ممارسة الحرف التقليدية في المنطقة.

عروض وضيافة

استمتع الزوار والسياح العرب والأجانب بروعة الفلكلور الإماراتي، من خلال العروض المميزة لفرقة أبوظبي للفنون الاستعراضية التي أسستها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أخيراً، بهدف إبراز الثقافة والتراث والتقاليد الأصيلة للإمارات، وتعزيز التقارب والتواصل بين الثقافات والشعوب من خلال الموسيقى والفنون والإبداع.

وتقدم الفرقة باقة متنوعة من فنون فلكلورية وأدائية تقليدية إماراتية بإتقان عالٍ، لترسم في مجملها لوحة فنية عالية، تعطي صورة حقيقية وواقعية عن التراث الإماراتي بما يحمله من كنوز وتراث موسيقي في الموسيقى المحلية، وتُشارك الفرقة بآلات محلية الصنع تطبيقاً لاستراتيجية هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في المحافظة على التراث الإماراتي.

ويواصل متطوعو «فزعة» مُساندتهم الفاعلة مختلف الفعاليات التي تُقام في أبوظبي، وفي محطتها الجديدة يُشارك 160 متطوعاً من مجموعة «فزغة» بفعالية كبيرة في تقديم المساعدة، والدعم لمختلف اللجان المنظمة في الدورة الرابعة من مهرجان الظفرة.

ويتوزّع متطوعو «فزعة» ضمن فعاليات مهرجان الظفرة على لجان عدة مُساندة في مجال الخدمات التقنية لإدخال بيانات المُشاركين في مسابقة مزاينة الظفرة، الإشراف اللوجستي، السوق الشعبي، مسابقة التمور، فعاليات الأطفال، واللجنة الإعلامية، فضلاً عن تنظيم آلية دخول الإبل للشبوك والإشراف على كل ما يتعلق بذلك، ويسعى فريق «فزعة» من خلال تقديم مختلف أشكال الدعم والمُساندة للفعاليات التراثية والفنية والثقافية في أبوظبي، لتقديم صورة مُشرقة عن الشباب الإماراتي ومدى اهتمامهم والتزامهم بنقل صورة مميزة لبلدهم، وتأكيد جودة وأصالة الضيافة والاستقبال.

رحّالة

قطع نيوزيلنديان رحلة استغرقت عاماً ونصف العام، لزيارة مهرجان الظفرة، إذ وصلا أمس إلى موقع المهرجان في مدينة زايد بالمنطقة الغربية للاطلاع على الفعاليات. واستقبل مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث رئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان محمد خلف المزروعي، توماس كارل اكاش وجولي وليم اللذين انطلقا في 24 إبريل عام ،2009 في رحلة على دراجتين للوصول إلى مهرجان مزاينة الظفرة للابل والاستمتاع به، خصوصاً أنهما من عشاق الهجن والإبل ويحرصان على متابعة سباقاتها.

وأكد توماس كارل وزوجته جولي أنهما قررا الخروج في رحلة بعيداً عن نمط الحياة التقليدي، وبعيداً عن روتين العمل، خصوصاً بعد أن تخطيا الأربعين فقررا استخدام الدراجات في رحلتهم التي انطلقت من لاس فيغاس بأميركا مروراً إلى كندا ثم جبال الروكي وبعدها الأرجنتين ثم الباسيفك وتشيلي، وبعد ذلك جنوب إفريقيا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وسلوفينيا حتى الوصول إلى الإمارات عبر إيران مروراً بتركيا وسورية.

وأشار توماس إلى أنهما توجها إلى دبي وبعدها عمان بحثاً عن سباقات الإبل، وهناك سمعا بمهرجان الظفرة فقررا العودة مرة أخرى إلى الإمارات والتوجه إلى المنطقة الغربية للاستمتاع بهذا المهرجان الذي أدهشهم كثيراً، وشعروا وقتها بأن رحلتهم تكللت بالنجاح وبشيء مثير.

وأعرب توماس وجولي عن سعادتهم بالحفاوة التي صادفتهم في المنطقة الغربية على وجه الخصوص والإمارات بوجه عام، مؤكدين أنهما لمسا عن قرب طيبة أهل الإمارات، وحرصهم على إكرام الضيف وتمسكهم بالعادات والتقاليد خصوصاً المرأة الإماراتية التي ظلت متمسكة بعاداتها وتقاليدها وتراثها رغم هذه المدنية والحضارة الكبيرة.

تويتر